جمعتها: حنان حملاوي/ آمنة بولعلوة أوضح الدكتور أحمد بن نعمان أنه ليس سياسيا بل يحاول تسييس الثقافة، والعمل على جعل هذه الأخيرة هي السيدة والسياسة تابعة لها. ودافع بن نعمان خلال حديثه بشدة عن الإسلام واللغة العربية بالقول "لا عروبة دون إسلام ولا إسلام دون عربية.. الإسلام واحد خذوه مع قرآنه أو اتركوه، وستبقى اللغة العربية هي العليا وآخر لغة تعرفها الكرة الأرضية هي لغة الضاد"، مضيفا "لو لم يعتنق أجدادنا الإسلام ما كان للحرف العربي وجود في الجزائر". واعتبر بن نعمان تكريمه من قبل جريدة "الحوار" هو تكريم لروح مولود قاسم والذي يعود له الفضل لما وصل إليه الآن، والأستاذ عبد الحميد مهري الذي تتلمذ على يده، وأبو القاسم سعد الله، معتبرا هذه الندوة الفكرية تكريما لهؤلاء الأسماء بالدرجة الأولى. * العقيد رمضاني مدير متحف الجيش سابقا: بن نعمان اختار الخوض في حرب ثقافية طويلة الأمد أوضح العقيد رمضاني أن الدكتور أحمد بن نعمان اختار خوض معركة ثقافية طويلة الأمد استعمل فيها قلمه وفكره ومعارفه، مركزا على إنجاز هدف مرحلي استراتيجي اعتبره واجبا لابد من الوصول إليه وهو تحييد نشطاء حزب فرنسا كما سماه، وإفشال مخططاتهم التي كانت تهدف إلى احتواء مكاسب ثورة التحرير المجيدة. وتطرق العقيد رمضاني في مداخلته إلى التوجهات التي اختارها بن نعمان بعد تخرجه من الجامعة سنة 1971، حيث رسم مسار نضاله وضبط أولوياته وحدد خياراته حسب أولوية مضامينها وحشد الوسائل لمواجهة المتخاذلين والمرتدين عن الخط الوطني للبناء والتعمير، يضيف "وقرر منذ بداية شن معاركه أن يكون ناطقا أمينا باسم الوطنيين ومدافعا عن الإسلام ومناصرا لأخلاقيات ومبادئ ثورة نوفمبر المجيدة التي كان مجاهدا في صفوفها". وواصل العقيد رمضاني حديثه عن مسيرة الرجل ونضاله بالقول "فسار في ركب الجهاد الأكبر بثبات وكان يكشف عبر الكتب والصحف والندوات والملتقيات في الداخل والخارج الانزلاقات التي طالت الحرية والديموقراطية والتعليم في مرحلة الاستقلال في بلادنا بعناد، لأنه يؤمن إيمانا عميقا بقداسة القضايا السياسية والهوية الوطنية". مبرزا في السياق ذاته أن الرجل كان يمقت السكوت عن التحريف والتهميش لمبادىء ثورة نوفمبر، وإبعاد الكفاءات الوطنية والدفع بها إلى الهجرة القصرية والتراجع عن مبدإ تعميم اللغة العربية وتطويرها والعمل ضدها". وتوقف العقيد رمضاني عند المحاضرات التي كان يلقيها بن نعمان في أكاديمية الأسلحة بشرشال "اقترحت في سنة1981 على الشيخ عبد الرحمن أن يتم تجديد أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى وتعيين دكاترة شباب واقترحت تعيين أحمد بن نعمان وقسوم وأحمد عروة والحسنين محمد الهادي وبعد أسابيع قليلة في 5 ماى 1985 علمت أن الوزير قرر إثراء المجلس بمجموعة من الكفاءات الشابة في مقدمتهم أحمد بن نعمان".
* عضو المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ محمد شريف قاهر: بن نعمان كان له الفضل في تعريب وزارة الداخلية استحضر الشيخ شريف قاهر ذكرياته مع الدكتور أحمد بن نعمان وقال "عرفته في الثمانينات عندما كون المجلس الإسلامي الأعلى، وكان الرجل يعمل بهدوء وحكمة، سافرت معه إلى الحجاز وفرنسا رفقة أعضاء المجلس، وكنا متفقين على رفع راية الجزائر والدفاع عنها". موضحا خلال حديثه أن الفضل في تعريب كل من وزارة الداخلية والعدل يعود إلى الدكتور أحمد بن نعمان، والذي لا تزال بقية هذا الأثر إلى يومنا هذا "أحب من أحب وكره من كره، الجزائر مسلمة عربية الانتماء"، مثنيا على شخصية الرجل الذي كان معروفا بسياسة الهدوء وسياسة خطوة خطوة في الوصول إلى ما يريده. ووجد الشيخ قاهر في اللقاء فرصة لدعوة أبناء الأمة الجزائرية للتمسك بدينهم، لأنه الطريق لتحقيق الأمن والاستقرار، وحث الشباب على قراءة تاريخهم والاعتزاز بآبائهم وأجدادهم الذين صنعوا مجد الجزائر. كما أثنى شريف قاهر على المبادرة التي قامت بها جريدة الحوار من خلال الندوة الفكرية التي جمعت أسماء كبيرة. * الخبير الاقتصادي جمال لعبيدي: قضية التعريب أصبحت مسألة اقتصادية اعتبر الخبير الاقتصادي جمال لعبيدي أن الدكتور أحمد بن نعمان يعد واحدا من بين أهم الشخصيات التي سمحت بفهم أهمية قضية اللغة والتعريب. وتساءل لعبيدي لماذا تفرض القضية الثقافية واللغوية نفسها في المجتمع الجزائري بقوة في جميع المجالات، داعيا إلى التفكير في هذه الأسباب، والانتقال إلى موقف هجومي في هذه القضية كما أشارت إليه أحد المداخلات وليس دفاعي فقط. وأبرز لعبيدي أنه في المرحلة التي نعيشها أصبحت مسألة اللغة العربية والتعريب قضية اقتصادية، ولا بد للغة الضاد حسبه أن تدخل في الحياة الاقتصادية، وتتوقف في باب الاقتصاد وسوق العمل أي أن يتحول العنصر الثقافي إلى قوة اقتصادية فاعلة، وهو ما يدفعنا لنتجند من أجل الدفاع عن اللغة العربية ودورها الاقتصادي. * الأستاذ رشيد وزاني: مقولات بن نعمان تصوير صادق لأوضاعنا استعرض الأستاذ رشيد وزان فقرات مختصرة لمقدمة مشروع كتاب يقوم بالإعداد له يتضمن شرح فئة من مقولات أحمد بن نعمان، ليتوقف بعدها إلى كتاب "الأقوال النعمانية" متساؤلا في السياق ذاته كيف بنى الكاتب هذه المقولات وجعل مفرداتها تكمل بعضها بعضا؟ وكيف اهتدى إلى دلالاتها ومراميها، ليرجع للقول "أعتقد أنه قلد بعلم أو بغير علم الأساليب المتبعة في مجال البناء والعمران"، مضيفا "بن نعمان فقه الواقع وطنيا وعربيا وإسلاميا ودوليا وعلى علم بما يجري فيه ومقولاته تصوير صادق لأوضاعنا". * المدير العام ليومية "الحوار" محمد يعقوبي: سنعيد ربط الأواصر بين الجيل القديم والجديد
قال المدير العام ليومية "الحوار" محمد يعقوبي إن الندوة تدخل في إطار مجهودات المؤسسة لإعادة ربط الأواصر بين الجيل القديم والجيل الجديد حتى تكون سنة لنفض الغبار عن رموزنا الوطنية والثقافية والإسلامية، خاصة منهم الذين تركوا بصمات عميقة، وهو ما يؤسس حسبه لمسار جديد يخرجنا من سياسة التكريمات التي ارتبطت بالمهرجانات والتظاهرات الكبرى. وتم اختيار الدكتور أحمد بن نعمان في أولى الندوات الفكرية لجريدة "الحوار" حسب يعقوبي باعتباره واحدا من أهم الذين دافعوا عن اللغة العربية وخدموها "كان من الواجب علينا أن نكرم أحمد بن نعمان حتى يكون فاتحة لسلسلة تكريمات تسلط الضوء على كل من نعتقد أن المجتمع ظلمه خاصة الجيل الجديد الذي لم يطلع على إنتاجهم".
* وزير التربية السابق محمد شريف خروبي: "أحمد بن نعمان كافح بجهده وذكائه وعلمه"
أشاد وزير التربية السابق محمد شريف خروبي بالمسيرة الحافلة للدكتور أحمد بن نعمان الذي تقلد العديد من المناصب والرتب بفضل جهده وذكائه وعلمه وكفاحه الذي تلقنه عن عائلته الثائرة منذ الصغر، منوها إلى أن القرية الصغيرة الموجودة في ولاية بجاية والتي ينتمي إليها الدكتور أحمد بن نعمان كانت مركزا مهاما للجهاد واحتضنت المجاهدين البررة خلال الحقبة الاستعمارية، وأشار بأن الدكتور أحمد بن نعمان عاش وترعرع في ذلك الجو وتشبع بالروح الثورية وعبر عن رأيه في كتاباته بكل شجاعة ولم يخشَ أحدا في ذلك. كما استذكر الوزير السابق محمد شريف خروبي جزءا من كفاحه النضالي ودفاعه عن اللغة العربية إثر توليه منصب والي ولاية تيزي وزو والذي صادف من خلاله العديد من المواقف التي استلزمت الدفاع عن اللغة العربية بحكمة، فضلا عن المواقف التي واجهته خلال توليه منصب وزير التربية.
* بوعزارة محمد كاتب وبرلماني سابق: "أحمد بن نعمان مجاهد وثائر وصاحب مبادئ ومواقف"
عبر الكاتب والبرلماني السابق محمد بوعزارة عن سعادته بانضمامه إلى جمع المثقفين والعلماء والصحفيين خلال الندوة التي نظمت بفوروم الحوار تحت عنوان "سيرة ومسيرة الدكتور أحمد بن نعمان، ليشير إلى الصداقة العميقة التي جمعته مع الدكتور أحمد بن نعمان منذ 45 سنة، أين كان طالبا في الثانوية وكان أحمد بن نعمان طالبا جامعيا وجمعهم برنامج إذاعي حينها لتتولد صداقتهم الكبيرة. وأشار بوعزارة خلال مداخلته إلى أن أحمد بن نعمان هو جزائري أصيل ناضل من أجل المبادئ ودافع عن اللغة العربية وهو ثائر قادم من جبال جرجرة، موضحا "ظل أحمد ثائرا وإنسانيا وحاملا للقيم"، وأضاف بأن أحمد بن نعمان حافظ على موقفه ويكفيه فخرا الكتب الثلاثون التي ألفها، فهو رجل مجاهد، ثائر ومثقف وصاحب مبادئ مواقف.
الدكتور سعيد شيبان: * "بن نعمان ذو فكر وهاج ودافع عن اللغة العربية حبا لها وإشفاقا على حالها"
أوضح الدكتور والعالم الجزائري سعيد شيبان بأن معرفته بالدكتور أحمد بن نعمان تعود إلى أواخر الستينات من القرن الماضي، وكان البارز في تلك المعرفة أن بن نعمان شخص محب للغة العربية ويعمل بفكره وقلمه في نشرها وتحبيبها وإعطائها المكانة اللائقة بها في بلدنا الجزائر. وأشار إلى أن الدكتور أحمد بن نعمان يتميز بفكر وهاج وكتبه كانت عبارة عن سلسلة من الانسجام، وكان يدافع عن اللغة العربية ليس حبا فيها فقط، وإنما شفقة على حالها، حيث دافع عنها عبر النشر والصحافة وعبر المحاضرات واللقاءات التي كان يحضرها وذلك بأسلوب علمي، ويتجلى ذلك من خلال تسلسل الكتب التي كتبها وأنماط الموضوعات التي درسها، وأتمنى أن يعطي جزءا من معرفته العلمية وطاقته الخلاقة لدراسة سبب هيمنة اللغة المنافسة في زمننا هذا، لأنه من الواضح حوصلة كل الجهود التي بذلت منذ الستينات من طرف محبي اللغة العربية لم تأتي بأكلها، وعليه يجب معرفة سبب هيمنة اللغة الأخرى. * الدكتور عبد العالي رزاقي: "أحمد بن نعمان دافع عن اللغة العربية واستعملها من أجل السياسة"
أشار الدكتور عبد العالي رزاقي عبر مداخلة مختصرة أدلى بها خلال الندوة التي احتضنتها يومية الحوار أنه مهما قال فلن يوفي الدكتور أحمد بن نعمان حقه، مشيرا إلى أنه ليس فقط مجاهدا ثائرا ومدافعا عن اللغة العربية، وإنما استخدم اللغة العربية من أجل السياسة، وشكر الالتفاتة والتكريم الذي حظي به الدكتور أحمد بن نعمان.
آمنة/ ب
* بوعلام بن حمودة "تكريم الدكتور بن نعمان هو تكريم لكل عظماء الجزائر"
حيّ بوعلام بن حمودة تكريم جريدة الحوار للدكتور أحمد بن نعمان واستحسن مبادرة تكريم العظماء والمثقفين خلال حياتهم معتبرا أن لفتة طيبة مثل هذه تدل على محبة الجيل الجديد للسلف واعتبر بن حمودة أن الدكتور بن نعمان قامة باسقة من قامات الفكر والجهاد الذي نفخر بجزائريتها وبانتمائها لهذا الوطن شخصية وطنية وتاريخية تستحق التكريم وفاء لجهاده الفكري والعسكري، ويشهد له القاصي والداني بمعاركه الباسلة في سبيل الحفاظ على مقدسات الهوية الجزائرية الإسلام والعروبة التي رفع لواءهما عاليا في وجه كل معتد أو مدنس أو مهين، وأضاف بن حمودة أن العالم العربي والإسلامي بحاجة ماسة إلى مفكرين من طينة الدكتور بن نعمان في هذا الوقت بالذات وقت تتكالب فيه الأمم على الأمة العربية والإسلامية وقت تتخبط فيها شعوبها وتتجند لمحاربة بعضها البعض تحت مسمى القبلية والطائفية والعرق تحت مظلة المساندة الخارجية، وفي الأخير رحب بوعلام بن حمودة بمبادرة جريدة الحوار التي أتت في وقتها لتكريم واحد من عظماء الفكر والتاريخ والأدب الذين وضعوا خدمة الجزائر وإعلاء كلمتها نصب أعينهم … * عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين "الدكتور بن نعمان نقّى الثقافة الجزائرية من النخبوية والشعبوية" تكرم اليوم جريدة الحوار واحدا من الشخصيات العظيمة التي أثرت الثقافة الجزائرية وحاولت جاهدة أن تكون الفيصل بين الحق والباطل، وضع النقاط على حروف كانت مبهمة لوقت طويل كما وضع مفهوما خاصا وسطا بين الثقافة النخبوية التي جعلت نفسها في برج عاجي بعيدا عن الشعب وعن الثقافة الشعبوية فأعطى الدكتور بن نعمان للثقافة مفهوما خاصا انتجت ثقافة عربية جزائرية خالصة نقاها من الشعبوية وخلصها من النخبوية الجافة واعتبر الدكتور عبد الرزاق قسوم أن الدكتور أحمد بن نعمان شخصية شمولية وهو صيغة منتهى الأوصاف والخصال العظيمة التي إن توفرت في شخص جعلت منه نبراسا يضيئ مجتمعه ويحمي مبادءه ومقدساته وفي مقدمتها الإسلام والعروبة والأمازيغية، وأضاف الدكتور قسوم أن تكريم الدكتور بن نعمان هو تكريم للجزائر وأبنائها البررة. * عبروس "تكريم القامات الفكرية والثقافية سنة حميدة" اعتبر الدكتور عبروس أن تذكر القامات الفكرية هو سنة حميدة انتهجتها جريدة الحوار على أمل أن تواصل على هذا النهج الطيب الذي يفتح المجال للجيل الجديد بالتعرف عن قرب عن قامة من قامات الجزائر، وواحد ممن اعتنقوا قضية الدفاع عن اللغة العربية وعن مقومات الهوية الجزائرية التي واجهت الكثير من حملات التشويه عبر عقود من الزمن، كان الدكتور بن نعمان واحدا من الفرسان الذين رفعوا راية الجهاد الفكري عاليا من أجل إعلاء مكانة اللغة العربية التي شهدت هجمة شرسة من قبل المستعمر الذي حاول جاهدا طمس الهوية الجزائرية مركزا على الإسلام والعروبة، وواصلوا بعد الاستقلال جهودهم لتعريب الجزائريين بدءا من تعريب الحالة المدنية، وهو ماجعل من الدكتور بن نعمان واحدا ممن صنعوا تاريخ الجزائر باسهاماته التي يشهد لها العدو قبل الصديق. * صالح عوض الدكتور أحمد بن نعمان رجل انتصر لمبادئه
عرفت الدكتور بن نعمان قبل 25 سنة في لقاء جمعني به في بيته، كنت أشعر بالحيرة من تدفق كلامه وغزارة إنتاجه على غير عادة كثير من المثقفين في الجزائر الذين يفضلون الصمت البليغ، ولكن الدكتور بن نعمان سليل أسرة مجاهدة نبت في بيئة الكرامة والعزة، حمل رسالة الشهداء قلم دفاق ولسان هدار وإرادة لا تتوقف دفاعا عن الثورة المنتصرة التي لم تكن مثلها ثورة لا في الشرق ولا في الغرب، ثورة الجزائر كانت ضد الإجماع الدولي لكسر الحلف الأطلسي، جاءت لتصنع المعجزة ليست معركة عسكرية فحسب، لكنها معركة حضارية بكل عناوين الحضارة ثقافة ولغة ودينا وتاريخا كل جزائري كان مفكرا كمالك بن نبي وعميقا كابن باديس، بهذه الكلمات وصف الأستاذ صالح عوض من فلسطين الدكتور أحمد بن نعمان الذي يكن له حبا كبيرا عرفه من خلال موقف ظل راسخا في ذهن الفتى الفلسطنيني، وهو موقف ابن نعمان في القاهرة الذي استقال من منصبه احتجاجا على توقيع مصر معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني معاهدة كامب ديفيد، واعتبر صالح أن رد ابن نعمان على القاهرة هو رد المجاهد الجزائري الذي انتصر للمبادئ، وترسخت في ذهنه فكرة أن الجزائريين هم فخر العرب والمسلمين، وأضاف صالح عوض أشعر كفلسطيني بالفخر أني أعيش في الجزائر، ولعل هذا الإحساس هو الذي يكشف لي الصورة أكبر أن الجزائر هي الحصن المعنوي الكبير للأمة، الذين يتكلمون عن فلسطين من أي مكان آخر يسيئون الحديث، أما في الجزائر الحديث عن فلسطين سليم، في الجزائر فقط فلسطين غير قابلة للتمييع، في الجزائرفلسطيني هي كل فلسطين لأن الجزائر هي الجزائر، شكرا للحوار على هذه المبادرة الكريمة وشكرا للمجاهد وابن الشهيد أحمد بن نعمان. * حسان بن نعمان ابن الدكتور أحمد بن نعمان والدي دائما كان ملكية للجميع، ليس للعائلة فقط، ابن شهيد وابن الجزائر ككل، تعلمنا اللغة العربية على يديه كما عرفنا من خلاله شخصيات جزائرية كبيرة علمنا أن نخدم الجزائر والجزائر فقط تعلمنا من خلاله أن نحب الجزائر وأن نفتخر بجزائريتنا وأن نعمل لصالح هذا الوطن "شكرا والدي". * محمد العربي دماغ العتروس: بن نعمان مثال للثقافة والبعد الحضاري وتكريمه سنة حميدة اعتبر الوزير السابق للثقافة محمد العربي دماغ العتروس تكريم الدكتور أحمد بن نعمان سنة حميدة يجب الاستمرار عليها مع الشخصيات الجزائرية العملاقة الأخرى، نظيرا للتضحيات الجليلة التي قدمها الرجل في الدفاع عن القيم اللغوية والفكرية للبلاد، قائلا محمد العربي بأنه لبى دعوة "الحوار" عند سماع اسم المكرم رغم الأمراض الكثيرة التي يعاني منها، مؤكدا بأنه كان سيلبي الدعوة ولو حبوا على أقدامه. وأضاف دماغ العتروس، بأن التكريم الذي نظمته "الحوار" لأحد قامات الفكر الجزائري، مناسبة جليلة يجب أن تكتب بماء من ذهب، كون الدكتور المكرم أحمد بن نعمان مثال للثقافة والبعد الحضاري والقيم، التي ضحى العديد من أبناء الجزائر وبناتها من أجل ترسيخها وبقائها قائمة على أسسها. وقال الوزير السابق بأن ما يجمعه بالدكتور بن نعمان، صداقة حب للوطن، وحب للقيم الحضارية التي يتغنون بها ويفتخرون بها عالميا، مشيدا في كلمته بالمواقف المتميزة للدكتور بعد جهاده وألمه مع احتقار اللغة العربية في عقر دارها إبان الثورة التحريرية، معربا عن ألمه من الردة التي عرفتها اللغة العربية بعد 50 سنة من الاستقلال، وهم الذين ناضلوا من أجل رفع رايتها في بلدها وفي ظل الاستعمار، حيث وصلت إلى حد إنشاء قاموس للمناضلين لترجمة الكلمات الفرنسية إلى العربية والحرص على تداولها بينهم، مذكرا دماغ العتروس بالتعليمات المشددة التي أمر بها المجاهدون كريم بلقاسم، أوعمران والعقيد عيمروش للحديث باللغة العربية بينهم، متأسفا على كتابة أسمائهم بعدها باللغة الفرنسية إلى جانب لغتهم الأم على اليافطات المعلقة في الشوارع.
* المفكر والعضو بجمعية العلماء المسلمين الهادي الحسني: أتفق مع بن نعمان في كل شيء إلا في انحيازه للعربية وانحيازي للإسلام
استحسن العضو السابق في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الهادي حساني، في كلمة ألقاها على إثر الندوة التكريمية التي حظي بها الدكتور أحمد بن نعمان، الولاية التي أهداها له هذا الأخير على عهد امبراطوريته للفكر والثقافة، كونه الحريص والحارص على فكره وأفكاره.
وقال حساني بأن الدكتور المكرم أحمد بن نعمان، ليس ابن قريته أو مدينته أو بلده فقط وإنما هو ابن أمة بأكملها، ما يفسر البعد الاستشرافي في كتاباته وأقواله، رغم العوائق والقيود التي واجهته وقيدته في مسيرته الفكرية وفي نضاله على اللغة العربية، حتى من طرف عائلته. وأضاف حساني بأنه يتفق مع الدكتور بن نعمان في كثير من الأمور رغم اختلافه معه من ناحية ميل الدكتور إلى اللغة العربية وميله هو إلى الإسلام، مؤكدا في ذات السياق على ثبات مواقف بن نعمان وجدله على ما يؤمن به وهو الذي لا يؤمن إلا بالحق. وفي سياق متصل قال حساني بأن الجزائر قطعة من الجنة حولها السفهاء جحيما على جميع الأصعدة والميادين، ولن يطلع عليها النور إلا إذا تغيرت الوجوه الماسكة بزمام الأمور. * النائب محمد المهدي القاسمي: بن نعمان ثابت المواقف ولا يتعامل بوجهين أعرب النائب بالمجلس الشعبي الوطني محمد المهدي القاسمي، عن مدى ألمه الذي يشترك به مع كل من الدكتور أحمد بن نعمان، ومع كل غيور على ما آلت إليه الأوضاع في بلادنا من انهيار لقيم الأمة ومقومات شخصيات الجزائر الوطنية، قائلا القاسمي بأن الألم ناتج عن تلاشي الهدف الذي استشهد من أجله قرابة المليون ونصف المليون شهيد ألا وهو تحقيق الاستقلال التام للجزائر. وأضاف القاسمي بأن الجزائر الآن تعيش استقلالا منقوصا ومغشوشا، مؤكدا على عدم استرجاعها لسيادتها الكاملة، بعدما ذكر بما قاله المجاهد مولود قاسم منذ سنوات عديدة حول عدم استقلال الجزائر التام، نتيجة لكتابتها باللغة الفرنسية في تعاملاتها الإدارية، أين حرص بلقاسم على تحريم اللغة الفرنسية في المعاملات الإدارية كما يحرم شرب الخمر آنذاك. هذا وأشاد النائب بالخصال الحميدة المتعددة للدكتور بن نعمان، وخاصة ثباته على مواقفه، وابتعاده عن النفاق والتعايش بوجهين، نظرا لمواقفه الصريحة التي يعلن عنها في كل محضر ومناسبة، طالبا منه شحن قلمه ولسانه والاستمرار في نضاله لاسترجاع مكانة اللغة العربية، في ظل بقاء الجزائر حبيسة لدائرة الأقوال التي لم تخرج منها إلى دائرة الأفعال، نتيجة لانعدام الجهد والتنسيق المتواصلين لتشكيل قوة فاعلة لتجسيد ذلك على أرض الواقع.
* كواليس
الدكتور أحمد بن نعمان قال إنه لأول مرة في حياته سيحاول أن يختصر بعض الكلمات، فمن عادته الإطالة في كلماته، حاول أن يختصر لكن عشقه للكلمة غلبه فأطال وأمتع الحضور. * الدكتور عبد العالي رزاقي لم يجد ما يقوله في حق الدكتور أحمد بن نعمان طلب أن يختصر لأن كل الكلمات لن توفي الدكتور بن نعمان حقه حسب قول الدكتور عبدالعالي رزاقي. * الوزير السابق محمد دماغ العتروس لم يمنعه المرض من الوقوف وإلقاء كلمة في حق رفيق دربه الدكتور أحمد بن نعمان وتفاجأ بإعلان الحوار تكريمه في المرة القادمة بعد تكريم الدكتور أحمد بن نعمان.
* حضرت وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي حفل تكريم الدكتور بن نعمان واكتفت بالمتابعة * تذكر الوزير السابق محمد شريف خروبي جزءا من تاريخه النضالي في الدفاع عن اللغة العربية، حيث امتع الحضور ببعض الطرائف التي حصلت معه أثناء توليه مهام ولاية تيزي وزو وهو ما جعل القاعة تنفجر ضحكا في أكثر من مرة.
* نأى الإعلامي سليمان بخليلي جانبا خلال المنتدى حيث فضل الاستماع إلى تدخلات العلماء والدكاترة والمشايخ، ويبدو أن رمضان فعل فعلته في "سي سليمان" الذي لم يكن نشيطا على غير عادته.
* تواجد عدد كبير من الصحفيين والضيوف الشباب خلال المنتدى للمشاركة في تكريم الدكتور أحمد بن نعمان حيث استمتع الجميع بمداخلات قيمة من وجوه تاريخية وعلمية معروفة حيث كان حس الفكاهة حاضرا بقوة وهو ما ارتاح له الشباب كثيرا وتفاعلوا مع الضيوف.
* أصغر مشارك في الندوة طفل صغير قدم رفقة والده، استطاع أن يكون المصور الأصغر خلال المنتدى حيث قام بالتقاط عدة صور ومن جهات مختلفة دون كلل أو ملل فتحية للصحفي الصغير.
* لحظة دخول الشيخ طاهر آيت علجت إلى منتدى الحوار أبهج الكثير من الضيوف الذين رأوا في مشاركته فرصة للاقتراب من هذا الشيخ الجليل الذي فضل مشاركة الشباب لحظة تكريم الدكتور أحمد بن نعمان.
* أفتى الدكتور أحمد بن نعمان بجواز إفطار الدكتور محمد العربي دماغ العتروس حين اشتكى هذا الأخير من عدة أمراض إصابته في الآونة الأخيرة وجعلته غير قادر على حضور العديد من المناسبات، فتوى الدكتور بن نعمان أضحكت القاعة كثيرا وطهورا للدكتور دماغ العتروس.