بعد التسريبات التي طالت مصداقية مقالب رامز جلال في برنامج "رامز واكل الجو" الذي يعرض على قناة "ام بي سي"، أصبحت حلقات البرنامج بالنسبة للمشاهدين مجرد مسلسل طريف يُتقن خلاله كل ممثل أداء دوره. ضخامة المقالب فضحت رامز هذا العام، فلم يقتنع المشاهد باستضافة نجوم كبار السن وتعريض حياتهم للخطر، وإن كان ذلك حقيقياً فمن المرجّح أن يصاب الضيف بمرض السكري أو أزمات القلب نتيجة الرعب الذي يعيشه على متن الطائرة وهي تسقط، وهذا ما يُعرّض البرنامج وبطله للمساءلة القانونية. تلك مخاطرات تعتبر البرامج نفسها بغنى عنها. تزايدت ردود الفعل تدريجياً على البرنامج بعد استضافة النجمة العالمية باريس هيلتون، وأثارت الحلقة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي حتى وصلت التعليقات إلى الصحف العالمية، بخاصة بعد تصريحات هيلتون الأخيرة التي أكدت فيها أنها تعتزم مقاضاة المسؤولين عن برنامج "رامز واكل الجو". من جهته أكّد موقع TMZ الأميركي أن هيلتون كانت على علم بحيلة المقلب وأشاد بتمثيلها، وحصل الموقع على وثائق تثبت أن العقد الذي تبرمه شركة الإنتاج المصرية مع الضيف يوضح تفاصيل المقلب. وتُبين الوثائق أن باريس هيلتون لم تكن خيارهم الأول، فالشركة أرسلت عدة عروض لعدد من المشاهير العالميين بشهر مارس الماضي، عارضةً عليهم مبالغ مالية ضخمة للمشاركة بهذه الحيلة. وتشرح الوثائق التي ترسل للضيوف تفاصيل المقلب: "سندّعي أن مشكلة طرأت على الطائرة وأن خللاً حصل، وسنطلب من جميع الركاب القفز إلى الخارج، وبالطبع ستسود حال من الهلع، كما سنستعين بخبراء مغامرين للقفز من الطائرة ليظن المشاهد بأن الجميع سيقفز حقاً، وخلال الحلقة سنراقب ونصوّر ردة فعل الضيف المضحكة بخاصةً عندما يخاف من القفز إلى خارج الطائرة". هذا ويؤكد موقع TMZ بحسب بعض الأوراق الموثّقة التي تُقدّم في سبيل إقناع الضيف أن "الجهات الرسمية المسؤولة في دبي تراقب وتؤمن الحماية أثناء تصوير الحلقات، وإذا أردتم التأكد من ذلك يمكنكم الاتصال بمكتب ولي عهد إمارة دبي، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي يراقب بنفسه تطورات هذا المشروع". فيما أفادت مصادر الموقع أنّ شركة الإنتاج دفعت مبالغ طائلة، وصلت إلى حدود المليون دولار للنجوم الذين وافقوا على المشاركة في إحدى الحلقات. من جهة أخرى، نشرت مقدمة البرنامج جوري بكر منذ أسبوع بعد استضافة البرنامج لوسي في حسابها على الفيسبوك: "لوسي حبيبتي، على قد ما أنا عارفة أنه تمثيل، بس عيشتيني في حالة رعب، بس بموت فيكي، الضحية الثانية". وبعد أن تفاجأ القرّاء وتوالت ردود الفعل التي أصرت على أن المقالب التي يتم تنفيذها بالفنانين متفق عليها بشكل مسبق، قامت جوري بتعديل المنشور بعد لحظات وقالت: "لوسي حبيبتي على قد ما أنا عارفة أنه أنا اللي بمثل عليها بس عيشتني في حالة رعب، بس بموت فيكي، الضحية الثانية، يا جماعة والله العظيم النجوم بيجوا وبيكونوا مش عارفين أي حاجة، مع احترامي شكرا". خطأ المذيعة غير المقصود والذي أثبت معرفة الضيف بالمقلب مسبقاً، بالإضافة إلى الوثائق التي كشفها موقع TMZ تؤكد أن العقود التي تبرم مع النجوم واضحة تماماً من جهة التمثيل، وهنا نسأل: هل تصريح باريس هيلتون بمقاضاة المسؤولين عن البرنامج هو استكمالٌ للمشاهد التمثيلية؟ وهل سيفقد المشاهد شغف المتابعة بعد تلك الوثائق والفضائح؟ كاتب مسلسل "دنيا" لأمل عرفة: بلى سرقتِ وهذه الوثائق كثرت الأزمات المادية والإنتاجية ومشاكل حقوق الملكية، التي تعاني منها مسلسلات هذا العام، فمنذ بدء التصوير وحتى اللحظة لا تزال الأزمات تتفاعل، وآخرها كان مع مسلسل "دنيا 2" لبطلته أمل عرفة. ما إن انطلقت حلقاته الأولى على عدد من الشاشات اللبنانية والعربية، حتى تبيّن أن هناك إشكالات تتعلق بحقوق الملكية الفكرية والمادية والمعنوية، كشف عنها الكاتب السوري عمار مصارع في الرسالة التحذيرية التي أرسلها إلى القنوات التي تعرض مسلسل "دنيا 2″، مطالباً بوقف بث العرض، محتفظاً بحقه في الملاحقة القانونية واللجوء للقضاء. واعتبر مصارع في رسالته، أن الممثلة السورية أمل عرفة "قامت بسرقة فكرته عندما كتبت وألفت الجزء الثاني من مسلسل "دنيا" الذي عُرض الجزء الأول منه عام 1999″، باعتباره صاحب فكرة العمل وكاتب الحلقات الرئيسية الأولى التي حددت شخصياته، وبنيته الدرامية ومسار أحداثه. وأضاف "وقعت عرفة مع المخرج عبد الغني بلاط عقوداً للمشاركة في التأليف كمساهمين ضمن ورشة كتابة، وليس كمؤلفين ولا يحق لأي أحد الاستفراد بالعمل ونسبه إلى نفسه". كما اعتبر أنّ "أمل عرفة قامت بتأليف نسخة مطابقة في الأحداث وملامح الشخصيات الرئيسية والبنية الدرامية للجزء الأساسي من المسلسل، مستغلة نجاح المسلسل الأصلي لدرجة استخدامها حتى لأغنية شارته الأساسية، والتي دفعتُ كامل أجور إنجازها بصفتي منتجاً للعمل في جزئه الأول". وختم الرسالة قائلاً "أعتبر أن ما قامت به السيدة أمل عرفة هو سرقة معنوية ومادية مكتملة الأوصاف والأركان للمسلسل الأساسي، واعتداء على حقوقي المادية والمعنوية، ولهذا السبب فإني أطلب إلى حضراتكم بإعادة النظر في قرار بث المسلسل على ضوء ما عرضته عليكم، محتفظاً بحقي في الملاحقة القانونية واللجوء للقضاء لمقاضاة كل من اعتدى على حقوقي المعنوية والمادية في ما سمي بالجزء الثاني من مسلسل "دنيا"، سواء تأليفاً أم إنتاجاً أو توزيعاً أو عرضاً، وأعتبر هذا الكتاب بمثابة إبلاغ وإعلام علني لكل الجهات التي شاركت في هذه القرصنة بعلمها أو من دون علمها".
دعوى ضدّ "لهفة".. سوء فهم "كوميدي" الدعوى التي رفعها أحد المحامين المصريين على مسلسل "لهفة"، تبدو كوميدية أكثر من المسلسل نفسه، فهي ليست لأن المسلسل يسيء إلى فئة معينة من شرائح المجتمع المصري، أو يحبط العزيمة القومية، أو يشوّه المجتمع المصري، أو يحتوي ملابس فاضحة، أو مشاهد خمور وتعرٍ، بل لأنّ المسلسل، وفق المدعي، "لا يحتوي أي قضية تمسّ المجتمع المصري". هذا المحامي موصوف بأنه يسعى للشهرة، ويكرّر الشكاوى ضدّ المشاهير لينال بعض الأضواء، ويتكّرر اسمه في وسائل الإعلام، لذا نتجنب هنا ذكر اسمه، يسيء إلى قطاع المحامين، الذين من المفترض أن يتمتعوا بحدّ معقول من الثقافة العامة، وأن يدركوا أن المسلسلات التلفزيونية ليست مكلّفة من قبل هيئات الشؤون الاجتماعية والمدنية، وليست حاملة رسائل سامية، وإن كان لبعضها أن تختار هذا، بإرادتها، ولكنها ليست مجبرة على ذلك. وأنّ التلفزيون بنفسه وسيلة ترفيهية أولاً، شرط ألا تستخدم الترفيه ستارة لما يسيء للمجتمع، بل إن الترفيه كهدف، هو هدف اجتماعي نبيل، فكلّ تلك البرامج السياسية وسيول الأخبار المفجعة، التي يجود بها التلفزيون، تتطلب أن تقابلها برامج ومسلسلات كوميدية وترفيهية شرط أن تكون قد صنعت بشروط الجودة الإبداعية المطلوبة، وبالتالي فإنّ استراحة كوميدية، من دون قضايا كبرى، لن تضير أحداً.