وسيروا في مناكبها بقلم الدكتور فوزي أوصديق بنين أو داهومي سابقا توجد بغرب إفريقيا عاث الاستعمار الفرنسي فيها فسادا وتقتيلا إلى أن استقلت في عام 1960م.كانت رحلتي إليها على هامش مؤتمر نظم هناك حول حقوق الإنسان دام أيام، حيث تم تكريمي بأعلى وسام لدولة البنين، ولدى إلقائي لمحاضرة حول القانون الدولي الإنساني، كنت انتظر وبشغف منقطع النظير إنهاءها لأزور مدينة الثعابين مدينة لطالما سمعت عنها قصصا غريبة من قبل أصدقائي. مدينة الثعابين المتواجدة بمحاذية مدينة لبرتونوفو، مكان يعج بكل أنواع الثعابين، تتجول في أرجاء المدينة أمام مرأى السكان ممن يعتنقون (الفوتو)، والتي انتقلت فيما بعد إلى (جمايكا) في جنوب أمريكا… حيث يعتقد هؤلاء أن الثعابين ألهة قد تلقى لعنتها على المدينة إن تم العبث بها، فهي مقدسة لايمكن لأي داهومي التفكير في إيذائها أو النيل منها، فقد بنى لها أهالي المنطقة العديد من المعابد لحمايتها من الأذى، وهذا الأمر أنعش اقتصاد البنين السياحي، فالكل يسافر إليها خصيصا لرؤية غرابة وأسرار المكان والتبرك به، ولذلك جميع الأغراض التي تباع بالأسواق هناك تتلون بألوان خاصة الأصفر والأحمر والأخضر والتي لها دلالات دينية ميتافزيقية تجذب السياح وترغمهم على اقتنائها بأثمان باهضة. وتبقى الأساطير تغرس جذورها في أعماق المجتمع البنيني باختلاف دياناتهم، فالمسلمين مثلا على الرغم من كونهم القوة الثانية في البلاد إلا أنهم محاصرون بحملات التبشير والتنصير والتشكيك في معتقداتهم، من خلال الترويج لخرافات لا يمكن لي أنا شخصيا تصديقها.