حاورته: نبيلة خياط الحديث إلى " نوح أشرف شويحة " ذو شجون، فنفسيته الهادئة وصوته الشجي وابتسامته الملازمة له تجذب كل من يحدثه. نوح طالب بثانوية جمال عبد الناصر بالهامل دائرة بوسعادة ولاية المسيلة، اجتاز هذا العام امتحان البكالوريا، هو ابن مدينة الهامل بلدية العلم والعلماء، حافظ لكتاب الله ويؤم بالمصلين، كان لنا معه هذا الحوار الذي سرد فيه حيثيات قصته مع كتاب الله. كيف بدأت رحلتك مع القرآن الكريم؟ كانت بدايتي مع القرآن وأنا صغير، فقد ولدت وترعرت في أسرة ووسط محافظ متدين، حيث كان التحاقي بالمدرسة القرآنية في عام2001 عند والدي في سن السادسة، وذلك بمدرسة أبي زيد بن علي بمسجد الزيتونة بالهامل، حيث كان أول حفظ للقرآن بعمر ال15 سنة وبعدها أعدت دراسته وحفظه، بحفظ متقن في عمر ال17 سنة والحمد لله، وقد حفظت القرآن على شيخين بأحكامه برواية ورش للإمام نافع. كيف استطاع نوح التوفيق بين الدراسة وحفظ كتاب الله؟ الحمد لله ولله المنة، فقد وفقت في الأخيرين، إذ حفظت القرآن وأنا في المتوسطة، وبحفظ القرآن ننال الأماني ونحقق الأحلام، فكما" يقلك سقسي مجرب ولا تسقسي طبيب". القرآن باب فتح على الطالب الموفق بين الدراستين، فهل يستطيع الشخص الصاعد إلى السطح الاستغناء عن السلم وهكذا القرآن، أنا أدرس حاليا بكالوريا لثاني مرة، أسأل الله لي ولأحبتي ولجميع من اجتاز الامتحان البكالوريا التوفيق والسداد. منذ متى يؤم نوح بالمصلين خاصة صلاة التراويح، وكيف كان شعورك في بادئ التجربة؟ منذ 5 سنوات يعني بعد حفظي المتقن للقرآن، وقد أممت بالناس في مسجد الزيتونة التي درست به ومسجد رأس العين المعروف بمسجد عبد الله بن مسعود، ومسجد بدر، ومسجد القطع، وأنا حاليا أؤم بالناس في مسجد الحسين بالدراويس، أما عن شعوري فخوف مفاجئ وأرجل ترتعش تكفي هذه العبارة للتعبير عما أحسست به، هي مسؤولية يحس بها من طُرحت على كاهله الإمامة التي أعتبرها مسؤولية جد كبيرة. ماذا يمثل لك حفظ كتاب الله؟ إن حفظ القرآن أو بعضه مهم؛ لكنه لا يمثل بمفرده حقيقة ما نحن فيه، بل هو أحد خطوات السير فيه، إن الحفظ المطلوب هو حفظ الصحابة رضي الله عنهم، الذين كانوا يتلقون القرآن خمس آيات أوعشرا، فيدخلون في مكابدة حقائقها الإيمانية، فلا ينتقلون إلى غيرها إلا بعد نجاحهم في ابتلاءاتها، ومن ثم يصير حفظ القرآن بهذا المسلك مشروع حياة، وليس مجرد هدف لسنة أوسنتين، أو لبضع سنوات، فهو مصدر للفوز بالدرجات العُلا في الجنة بسبب حفظ آياته ومصدر لسكينة النفس وراحة القلب.
هل شاركت في مسابقات حفظ القرآن داخل الولاية وخارجها؟ نعم شاركت في عدة مسابقات نجحت في جلّها وكانت داخل وخارج البلدية، وآخر مسابقة لي كانت ببلدية الهامل إذ نلت المرتبة الأولى في حفظ كتاب الله وحزت بها على شهادة وحاسوب نقال، بعدها دخلت مسابقة تاج القرآن لكن قدر الله وما شاء فعل لم أنجح فيها، والعام القادم سأعيد التجربة بإذن الله، خاصة وإنني سمعت أن من جوائزها عمرة لبيت الله، إذ همّ شوقي وقلبي وحنيني لزيارة البقاع المقدسة والله ليس لمال أوشهرة وإنما بغية أن أزور بيت الله وقبر حبيبي رسول الله. أسأل الله لي ولي جميع خلق الله زيارة البقعة الطاهرة. من هو قدوتك؟ الرسول عليه الصلاة والسلام قدوتي، والنظر إلى وجه الله غايتى وكذا صاحبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فالأول هو سيد الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة في كل شيء، والثاني هو الشديد في العدل والحق.