الشواطئ الممنوعة وجهة الشباب المحافظ بالعاصمة ح/سامية تحولت وجهة الكثير من الشباب العاصمي هذه الأيام إلى الشواطئ غير المحروسة، بعضهم بدافع حب المغامرة والتفرد بين زرقة البحر و السماء بعيدا عن ضجيج الأطفال والعائلات في الشواطئ المحروسة والبعض الآخر بدافع الحرمة والبعد عن المناظر الخادشة ومشهد "البيكيني" من ناحية والإفلات من قبضة بزناسية الشواطئ الذين لم تردعهم تعليمة وزارة الداخلية. على رغم معرفة شباب العاصمة بقائمة الشواطئ الممنوعة والتي صنفتها ولاية الجزائر في خانة الخطر لأسباب شتى، أهمها أنها غير محروسة وذات طبيعة صخرية تشكل خطرا على حياة المصطافين، إلا أنها صارت قبلتهم المفضلة يقصدونها بكل ارتياح، والسبب الخفي وراء اختيارهم هو هروبهم من المناظر الخليعة التي تعكر عليهم صفو الاستمتاع بزرقة البحر عبر الشواطئ الآهلة بالمصطافين، حتى إن بعض العائلات المحافظة باتت تقصدها للسبب نفسه، حتى ولو كان الوقت الذي تقضيه عبر هذه الشواطئ الممنوعة تمضيه في الاستجمام والاستمتاع بمنظر البحر ونسماته العليلة فقط دون السباحة تجنبا لمخاطر هذه الشواطئ. وعلى النقيض، لا يجد بعض الشباب المغامر متعة في البحر سوى في الشواطئ الصخرية التي تمنحهم الإحساس بالمجازفة و تشبع فيهم روح المغامرة، و ما أكثرها هذه الشواطئ التي تتوزع عبر الشريط الساحلي الممتد من "لابوانت" إلى غاية عين بنيان، بل وسيدي فرج أيضا، في حين يفضلها البعض الآخر لأنها تشعرهم بالحرية، فهم لا يضطرون للدفع لا لحراس "الباركينغ" ولا للعصابات التي تسيطر على أغلب الشواطئ المحروسة بفرضها تسعيرة الدخول وتسعيرة المظلات والكراسي وغيرها… الشواطئ الرملية …خط أحمر يؤكد توفيق وهو ابن باب الوادي الحي العتيق أن الشواطئ الرملية صارت ممنوعة اليوم على الشباب المحافظ بعد أن غزاها "البيكيني" وطغت عليها المظاهر الخادشة للحياء والتجاوزات التي يسمح بها البعض لأنفسهم،"لقد حولوا البحر إلى مكان للمواعيد الغرامية مثله مثل الحدائق العمومية، ولا أعتقد أن الشواطئ الآهلة بالمصطافين باتت مكانا لائقا للسباحة ولا للاستجمام رفقة العائلة، بل أنها مكان للفرجة والنميمة والتعارف واللقاءات، أما إذا أراد الواحد منا تفريغ ذهنه من كل شيء فعليه بالشواطئ الصخرية، إذ يكفي أن نجرب مرة طعم القفز من مكان عال حتى لا نطلب غيرها، وأكثر ما يعجبني في هذه الشواطئ هو بعدها عن الاكتظاظ الذي نجده في كل مكان بالعاصمة، إلا أنني لا أنصح بها إلا الشباب البالغ، لأنها لا تليق بالأطفال ولا المراهقين هواة السباحة، فالصخور هي هواية المحترفين وإذا لم يكن المصطاف كذلك يحدث ما لا يحمد عقباه، فالصخور هنا كالمنشار إلى درجة أن منها ما يدعى كذلك، وأتذكر أنني في العام الماضي شهدت حادثة ذهب ضحيتها مراهق لا يتجاوز ال16 من عمره، قدم مع سباحين محترفين وفي خضم التنافس أراد أن يظهر مهاراته فحدث ما لم يكن في الحسبان، كانت الحادثة بشعة للغاية كرهت بعدها البحر ولم أعد إلا خلال الموسم الجديد من هذا العام. أما عادل وزوجته فأكدا أنهما يختاران الشواطئ الصخرية الممتدة من ميناء سيدي فرج إلى الجهة الخلفية، خاصة في ساعات المساء لأنها بعيدة عن الضوضاء والاكتظاظ، وعلى رغم خطورة هذه الصخور يؤكد عادل، إلا أنه تمنحهما الهدوء والسكينة التي ينشدانها، وقال إنه يفضل الغطس في ساعات المساء، لكنه حذر من لا يعرف المكان جيدا من ذلك لأنه قد يصطدم بصخرة تحت الماء وأشار إلى أن كل سباح ماهر عليه أن يستكشف المكان قبل الغطس حتى لا يفاجأ بأي طارئ، وهو الخطأ الذي يقع فيه الصغار من هواة الصخور للأسف. عائلات تفضل الانعزال بين الصخور و من الغرابة أن نسمع بعائلات بأكملها ترتاد الشواطئ الممنوعة للغاية المتمثلة نفسها في البعد عن الشواطئ الرملية التي تخدش حياء الكثيرين هذه الأيام، فمنظر" البيكيني " تقول سعاد يخدش الحياء أمام أفراد العائلة، إنه كارثة أخلاقية عادت بقوة لتحتل شواطئنا، ناهيك عن الأزواج الذين يتجاهلون وجود العائلات ويتصرفون بكل حرية، خاصة في ساعات المساء حيث تفضل العائلات هي الأخرى الاستمتاع رفقة أطفالها بهواء البحر، لكن المناظر التي نراها أضافت سعاد لا تسر فتجدنا سرعان ما نغادر لنترك الشاطئ لأصحابه، لكن وبما أننا نسكن قبالة "لا ما دراق" قررنا أنا وزوجي الذهاب إلى الشواطئ الصخرية غير المحروسة لتجنب مناظر الخلاعة، ولا خطر علينا لأننا لا نذهب للسباحة، بل فقط لاستنشاق الهواء، والحقيقة أننا نرتاح فعلا من الخلاعة، لكننا نصدم من حجم الخطر الذي يحدق بالشباب المغامر، خاصة من يهونون القفز من أعلى 15 متر بشاطئ "الضرسة" أو "البيري"، إذ كلما رأيتهم شعرت بالخوف، وأنا متأكدة أنهم يقصدونها خلسة عن أهاليهم، لأن أغلبهم شباب في عمر المراهقة ولا يعون حجم الخطر الذي ينتظرهم. 70 شاطئا مرخصا للسباحة مقابل 72 في 2014 تطبيقا لتعليمات الحكومة اتخذت الولاية الإجراءات الضرورية لضمان مجانية الاستفادة من الشواطئ والقضاء على سيطرة الشباب المتطفلين الذين طالما مارسوا الهيمنة على شواطئ البهجة وغيرها من المناطق الداخلية، فقد استعادت تسيير الشواطئ الكبرى ال16 للعاصمة، حيث قامت بتهيئة شواطئ القادوس و ديكا بلاج و سركوف و تاماريس بعين طاية و شاطئ الرغاية و تامنفوست المرسى وعروس البحر وبرج الكيفان و خلوفي بزرالدة و سيدي فرج شرق و الشاطئ الأزرق بسطاولي والبهجة و لامادراغ بعين البنيان، بحيث وضعت عدة تجهيزات من مظليات وغرف تغيير الملابس ومرشات ومراحيض تحت تصرف الزوار مجانا مما راق المصطافين في هذا الموسم، حيث حددت عدد الشواطئ المرخصة للسباحة ب 70 شاطئا في ولاية الجزائر مقابل 72 سنة 2014 أصحاب العصا و قراصنة الشواطئ يفرضون قبضتهم تدخلت وزارة الداخلية والجماعات المحلية لجعل مواقف السيارات مجانية للمصطافين عبر الشواطئ الجزائرية أو بتسعيرة رمزية تحددها البلديات ب 15 أو 20 دج ضمن قرار لوضع حد لاستغلال الشواطئ عن طريق الامتياز ابتداء من موسم الاصطياف 2015، الأمر الذي استحسنه العاصميون الذين عبروا عن ارتياحهم لهذه الإجراءات آملين لها الدوام والتطبيق الفعلي للتخلص من الاستغلال البشع الذي طالما تعرضوا له من طرف مافيا "الباركينغ" عبر سنوات طويلة. يقول ياسين المتعود على ارتياد شاطئ تاماريس "إن الشواطئ هذا الموسم بعيدة عن الاستغلال، وقد غاب عن بعضها أصحاب العصا الذين كانوا يستحوذون على الشواطئ وأماكن ركن السيارات وكأنها ملكية خاصة لهم" وأضاف "مثل هذا الإجراء يجب أن يستمر وتشرف على ديمومته الجهات المسئولة لنرتاح بصفة دائما من قراصنة الشواطئ"، لكن وعلى النقيض أكد أغلب مرتادي الشواطئ هذه الأيام أن تعليمة الداخلية مجرد حبر على ورق لأن قراصنة الشواطئ مازالوا يحكمون قبضتهم على "الباركينغ" والمظلات والكراسي وحتى الدخول فرضوا له رسوما يدفعها المصطافون عند الدخول، كل هذا لأن التعليمة لم تتبعها صرامة في التطبيق أو المراقبة، لذا فأمثال هؤلاء مصرون على لعبة القط تماما كما يحدث في الأسواق الفوضوية. 50 بالمِئة من حالات الغرق سجلت بالشواطئ الممنوعة والوديان كشفت مصالح الحماية المدنية أن 50 بالمئة من حالات الغرق تمت في الأماكن الممنوعة من السباحة والوديان بتسجيل غريقين في يوم واحد في بومرداس وحالات أخرى عبر الوطن، كوفاة طفل يبلغ من العمر11 سنة غرقا في البحر بولاية الجزائر بالمكان المسمى شاطئ بيكي الأبيض مسموحا للسباحة ببلدية حسين داي، بالإضافة إلى تسجيل 04 وفيات غرقا في المجمعات المائية خلال المرحلة نفسها على مستوى ولاية سطيف، وفاة 3 أشخاص غرقا من عائلة واحدة داخل واد بالمكان المسمى دوار حميدة بلدية سرج الغول بولاية المدية و شخص غرقا داخل حاجز مائي بالمكان المسمى ضاوي أحمد ببلدية الومري، ومأساة أخرى سجلت هذا الموسم بغرق ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة ببلدية بني عزيز بولاية سطيف لقوا حتفهم في بحيرة عافية بواد بورديم، قبل دقائق من أذان المغرب، كل هذا في انتظار الحصيلة النهائية لمصالح الحماية المدنية، حيث تأخر موسم الاصطياف نوعا ما هذا الموسم بسبب رمضان. ويحدث هذا في الوقت تم فيه تعبئة 120 ألف عون لحراسة الشواطئ وعلى الرغم من حملات الوقاية والتحسيس، فقد برمجت حملة إعلامية واسعة النطاق للتحسيس حول مخاطر الغرق في الأحواض التي بدأت تأخذ أبعادا عكستها حصيلة الموسم المنصرم بوفاة 101 شخص في السدود والشواطئ الممنوعة السباحة، لكن لا حياة لمن تنادي لأن الشواطئ الممنوعة باتت المفضلة لدى الشباب العاصمي تماما كما تحولت السدود والوديان إلى محج لشباب وأطفال المناطق الداخلية الباحثين عن الانتعاش والذين لم يجدوا بديلا عنها.