لخضر بن خلاف: أفوض أمري وأشكوكم إلى الله جعفر خلوفي يواصل الصراع "القديم- الجديد" بين حركة مجتمع السلم وحزب العدالة والتنمية منحاه التصاعدي، الشيء الذي يقلص آمال الاتحاد الفعلية بين أبناء المدرسة الإسلامية الجزائرية رغم المبادرة الأخيرة التي أعلن عنها عبد الله جاب الله، حيث تحولت التصريحات النارية والخالية من كل دبلوماسية إلى وسيلة اتصال بين قيادات الحزبين على صفحات الجرائد وكذا على الفايسبوك، وينذر هذا البروز العلني لأزمة حمس-جاب الله بأيام حرب تهدد وحدة المعارضة الجزائرية. أطلق النائب البرلماني عن حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش النار على زعيم حزب العدالة والتنمية عبد الله جاب الله مخاطبا إياه "لماذا يا شيخ تضع نفسك موضع التهمة والشبهة دائما"، نافيا أن تكون الحركة سببا في إضعاف المعارضة، مذكرا جاب الله "بغيابه واستعلائه" المستمر عن اجتماعات التنسيقية وكذا الهيئة، وفي ذات السياق انتقد القيادي في حمس ما سماه "تحرشا" ضد عبد الرزاق مقري من طرف البرلماني في حزب جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي الذي اتهم خليفة سلطاني بأنه طعن المعارضة وعقد صفقة مع السلطة، وحول هذه النقطة رد حمدادوش بأن عريبي هو من يملك "علاقات أمنية ويبالغ في مدح الوزير الأول عبد المالك سلال"، مضيفا بأن مقري لا يبيع ولا يساوم" يا حسن". وقد أعاب حمدادوش العائد مؤخرا من رحلته إلى غزة في سفينة لفك الحصار على جاب الله "تمنعه" عندما تزوره وفود من حركة مجتمع السلم خاتما نصه بسؤال ملغم "هل هو قدر الحركة الإسلامية في الجزائر أن تُبتلى بمرض الزّعامة وعُقدة المشيخة وغيرة النساء؟". وكما كان متوقعا انتفض لخضر بن خلاف المعروف بحدته على حركة مجتمع السلم معلقا "لماذا هذا الكلام المسموم يا حمدادوش ناصر وأنت المعروف برزانتك وصمتك" تعليق لم يتقبله مقربون من حمس حيث أعابوا على بن خلاف حدته قائلين "أم تود أن تكون دوما الذئب وتكون الحركة دوما النعجة المسكينة" وبعد تلك الردود أجاب القيادي في حزب جاب الله "أفوض أمري إلى الله وأشكوكم إلى الله". لا يمكن فهم هذا التوتر الحاد بين حزبين شريكين في التوجه الإسلامي وكذا إطار العمل داخل التنسيقية دون الرجوع إلى تاريخ الحركة الإسلامية السياسية الجزائرية منذ زمن الحزب الواحد،حيث يعيب أتباع جاب الله على نظرائهم في حمس محاولة تزعم الحراك الإسلامي في الجزائر، في حين الأسبقية الزمنية كانت لجاب الله حسبهم، كما خلق التوجه السياسي لحمس "المنخرط مع النظام" شقاقا أكبر بين الحزبين، توجه سياسي دائما ما فسرته حركة مجتمع السلم بخيار "إنقاذ الدولة من الانهيار".