حزب جيل جديد متخوف من تطور الخلاف بين حمس وجبهة العدالة والتنمية أخذت تصريحات شيخ جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، منحى تصعيديا داخل بيت حركة مجتمع السلم، بعد التصريحات الأخيرة ضدهم من طرف زميلهم في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، حيث وصفتها الحركة ب«تشويش" واعتبرت أن الشيخ "أخطأ الهدف". ورد النائب الثاني لرئيس حركة مجتمع السلم نعمان لعور، على التصريحات التي أدلى بها عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية، التي قال فيها إن حمس "تخندقت مع السلطة لمطامع سياسية"، وهو التصريح الذي لم يرق لقيادة حمس، خاصة أن مثل هذه التصريحات جاءت من زميل لهم داخل بيت التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي. وقال لعور في تصريح لقناة "البلاد" إن حمس كانت في وقت سابق في الحكومة، غير أنها تنازلت عنها بخياراتها -حسب توضيح لعور- الذي قال إنه لو كان الهدف المناصب لما خرجت حركة مجتمع السلم من الحكومة، موضحا "خرجنا من الحكومة وتنازلنا عن المناصب لأننا مع المبادئ والإصلاحات"، مشيرا إلى أن حركته تريد "إصلاح ما يمكن إصلاحه في المجتمع"، معربا عن أسفه لتوجيه هذه التصريحات ضد حمس قائلا "كنا نتمنى ألا يوجه إلينا هذا الكلام بل يوجه إلى جهة أخرى"، قبل أن يستدرك ليقول إن جاب الله "أخطأ الهدف"، معتبرا تصريحات جاب الله بمثابة "تشويش على بعضنا البعض"، مخاطبا شيخ جبهة العدالة والتنمية قائلا "لسنا بحاجة لهذا، نحن في خندق واحد والمشكلة لا توجد في خندقنا"، مضيفا "يجب أن ننشغل عن المعاركة الخارجية لنصبح في معارك داخلية". ودعت "حمس" على لسان نعمان لعور، قيادة جبهة العدالة والتنمية للتعقل، قائلا "يجب أن نتحلى بنوع من الذكاء"، مضيفا "المعركة ليست بين أعضاء تنسيقية الحريات"، مطالبا الجميع ب"تقوية بعضنا البعض لتحقيق ما نصبو إليه، لأن إضعاف بعضنا البعض سيكون في مصلحة الآخر"، مشيرا إلى أن النبرة التي استعملتها جبهة العدالة والتنمية، لها علاقة وخلفية ب«الاستحقاقات القادمة"، فهي رسالة -حسب متابعين- للناخبين أكثر منها رسالة للمعارضة نفسها. من جهة أخرى، أعرب حزب جيل جديد عن مخاوفه من تطور الخلاف بين حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية، لتصل درجة التنافر بينهما داخل تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي أو حتى داخل هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، حيث حذر القيادي إسماعيل سعيداني من "التأثيرات السلبية" لمثل هكذا تجاذبات بين قوى المعارضة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تصل فيه درجة الخلاف بين الحزبين لحد تهديد فض الشراكة السياسية وشق صف المعارضة، وذلك على خلفية لقاء رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بمدير ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحي، وهو الأمر الذي اعتبرته جبهة العدالة مرفوضا، خاصة أنه لا أحد من المعارضة فوض مقري بالحديث باسمها، الأمر الذي كاد يعصف عرى تنسيقية الحريات.