نسرين مومن تتجه وزارة التربية الوطنية إلى تعميم تدريس اللغة الأمازيغية على الأطوار التعليمية الثلاثة، وهي الخطوة التي ربطتها نقابات التربية بتوفير الإمكانيات والوسائل اللازمة لإنجاح هذا المشروع مع توخي ترك الحرية المطلقة للتلاميذ وأوليائهم في التعلم من عدمه في البداية حتى لا يصطدموا بإجبارية التدريس. وفي هذا الشأن أكد قويدر يحياوي الأمين الوطني المكلف بالتنظيم على مستوى النقابة الوطنية لعمال التربية في تصريح ل" الحوار" أن اللغة الأمازيغية حق دستوري ويحق لوزارة التربية التوجه نحو تعميم تدريسها على المستوى الوطني، غير أنه شدد على ضرورة إبعاد هذا المشروع عن التسييس لضمان نجاحه. وأوضح يحياوي أنه يستحيل تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في الوقت الحالي وبجميع المناطق، مرجعا السبب في ذلك إلى نقص الإمكانيات اللازمة لذلك على غرار النقص الفادح في التأطير وغياب المناصب المالية وغياب المناهج التعليمية، ناهيك عن عزوف بعض المناطق في الولايات عن تعلم هذه اللغة، وهو ما يستدعي أن يكون التعميم بطريقة تدريجية وأن يكون تدريسها اختياريا للتلاميذ وأوليائهم على الأقل في البداية إذ لا يمكن فرضها في جميع الولايات لعدة اعتبارات. وقال ممثل "الأسنتيو" أن آفاق تعميم تدريس الأمازيغية مرتبط بتخطيط وزارة التربية لعقد شراكة مع وزارة التعليم العالي لتكوين طلبة في هذه المادة من جميع الولايات على المدى المتوسط، خصوصا مع ما نسجله من العدد القليل جدا من الجامعات التي تكون أساتذة المادة، مشيرا إلى أن الولايات التي تدرس اللغة الأمازيغية حاليا توجد بها مناطق غير معنية بذلك والعينة من ولاية باتنة. وفي سياق متصل اعتبر يحياوي أن احتساب نقاط المادة في المعدل العام للتلاميذ التي يدرسونها شيء إيجابي بالنظر إلى العلامات المرتفعة التي يتحصلون عليها، مطالبا الوصاية بإشراك أصحاب الاختصاص ومفتشي المواد ومفتشي التربية والأساتذة في صياغة المنهاج الخاص بالمادة الذي تعتزم تحضيره. وبدوره، قال بوعلام عمورة الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين ل "الحوار"، إن وسائل وزارة التربية ضئيلة جدا حاليا لتتحدث عن تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، مسجلا نقص المؤطرين للمادة خلال الدخول المدرسي الجاري بمنطقة تيزي وزو، مؤكدا على أن الاتجاه إلى تعميم تدريس اللغة يترافق مع توفير الوسائل اللازمة. وعن واقع تدريس اللغة الأمازيغية في منطقة القبائل، فأشار عمورة إلى أن المستوى الدراسي "كارثي" خصوصا مع تذبب الدراسة في الأطوار التعليمية الثلاثة، مسجلا غياب منهاج دراسي يضمن التدرج في تعلم اللغة في جميع المستويات، وكذا تراجع في إقبال أبناء المنطقة على تعلمها في السنوات الأخيرة، بينما أن الجزائر تحتاج لعشرية كاملة لتتمكن من تعميم الأمازيغية كلغة تدرس بجميع المؤسسات التعليمية. وتحدث الأمين العام لنقابة "ساتاف" عن ضعف مستوى خريجي الجامعات المتخصصين باللغة الأمازيغية، وهو ما انعكس سلبا على مردود التلاميذ المتدرسين، مبرزا أن تدريس المادة بالحروف اللاتينية راجع إلى الاعتماد على البحوث الجاهزة القديمة التي اعتمدتها الوزارة لتدريس المادة، علما أن العودة إلى حروف التيفيناغ أو الحروف العربية سيدخلنا في تأخر كبير.