يشهد حزب جبهة التحرير الوطني حراكا سياسيا على كل الأصعدة، حيث كثف الأمين العام عمار سعداني لقاءاته مع منتخبي وإطارات حزبه في شرق البلاد وغربها في انتظار لقائه مع منتخبي الحزب لولايات الوسط والجنوب السبت المقبل بفندق الهيلتون تحضيرا للترشيحات التمهيدية لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة وكذا لشرح مبادرة الجبهة الوطنية التي أعلن عنها لدعم برنامج رئيس الجمهورية وتعزيز الجبهة الداخلية أمام المخاطر القادمة من الداخل والخارج حسبه. يعقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني اليوم الخميس اجتماعا لهيئة التنسيق، وتجدر الإشارة إلى أن هيئة التنسيق هي هيئة استشارية تتكون أساسا من أعضاء المكتب السياسي في حال اجتماعها في دورة عادية. كما يمكنها الاجتماع في دورة استثنائية أو أكثر كلما دعت الضرورة لذلك حسب المادة 46 من القانون الأساسي للحزب، حيث ستشهد الهيئة حضور أعضاء المكتب السياسي، رؤساء اللجان الدائمة في الحزب، رئيسي كتلتي الحزب في البرلمان، وزراء الحزب في الحكومة ومسؤولي هياكل البرلمان، المناضلين والأمناء العامين للتنظيمات الوطنية المنتمين للحزب، كما يمكن للأمين العام دعوة من يراه ضروريا للحضور في هيئة التنسيق. وقد أعلن سابقا عمار سعداني بأن مبادرة الجبهة الوطنية ستكون مفتوحة أمام الأحزاب السياسية صغيرها وكبيرها مهما كانت توجهاتهم وكذا أيديولوجياتهم في إشارة إلى الأحزاب المعارضة التي أبدت العديد منها رفضها للمشاركة، بالإضافة إلى المجتمع المدني سواء نقابات وجمعيات وحتى رجال ونساء الإعلام. ودائما فيما يخص المبادرة انتهج الأمين العام للحزب العتيد خطابا لينا بعد أن فرض شروطه عند إطلاق مبادرة الجبهة الوطنية قائلا "بأن الأفلان هو القاطرة في حين بقية الأحزاب هي العربة" قبل أن يؤكد أول أمس بأن أعضاء المبادرة سيكونون على نفس المستوى من الحقوق والواجبات في خرجة ستشجع الأحزاب الصغيرة التي لا تنخرط في منحى المعارضة على تقوية مقترح الأفلان، في وقت تشهد باقي المبادرات ركودا حادا، فمن جانبه توقف أقدم حزب معارض "الأفافاس" عن السعي لإقناع الطبقة السياسية للدخول في مبادرة الإجماع الوطني، كما لم يقدم رئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول بعد أي شيء ملموس فيما يخص مبادرته "الجدار الوطني لرفع التحديات"، كما سيجد الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيي صعوبة بالغة لمنح التحالف الرئاسي وزنا ومعنى سياسيا دون جبهة التحرير الوطني لتبقى هيئة التشاور والمتابعة التي تجمع تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب التغيير، منافسا حقيقيا لمبادرة الأفلان من ناحية الاستقطاب حيث عبرت الهيئة أكثر من مرة عن تلقيها لعديد الطلبات من طرف أحزاب معتمدة وغير معتمدة وكذا شخصيات وطنية. * جعفر خلوفي