آمنة/ ب مرت سنوات طويلة ولا تزال شريحة المصابين بداء السكري تعاني من نفس المشاكل والمعيقات بالجزائر، حيث لا يزال مليون مريض غير مؤمن اجتماعيا، أي ما يعادل 25 بالمائة من عدد المرضى، والذين يعتبرون عرضة لمخاطر صحية جمة على غرار فقدان البصر، القصور الكلوي، امتداد أعراض القلب والشرايين فضلا عن القدم السكرية. جدّد ممثلو مرضى السكري في الجزائر، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لداء السكري، المصادف ل 14 نوفمبر من كل سنة، نداءهم بالسماح للمرضىغير المؤمنين اجتماعيا بالاستفادة من العلاج المجاني وخصوصا بالنسبة للأشخاص غير الميسورين ماديا، والذين يصعب عليهم تحمل تكاليف المرض، فضلا على فئة الأطفال المصابين الذين ينتسبون إلى والدين غير مؤمنين أيضا، بالإضافة إلى طلبهم الحثيث بإلغاء قرار مديرية الضمان الاجتماعي المتعلق بتقليص شرائح القياس. أكد رئيس الفدرالية الجزائرية لمرضى السكري، نور الدين بوستة، في تصريح ل"الحوار"، أن داء السكري استفحل بشكل واضح على المستوى الوطني والعالمي، حيث يعاني 4 مليون جزائري منه، مشيرا إلى أن الارتفاع المخيف في عدد المصابين بالعالم ككل جعل كل من منظمة الصحة العالمية والفدرالية العالمية تدقان ناقوس الخطر، خصوصا وأنه من المتوقع أن يتضاعف العدد إلى مرتين في الفترة ما بين 2025 إلى 2030 القادمة. أما عن حالة المرضى في الجزائر، فقد أشار المتحدث ذاته، إلى وجود تحسن متعلق بتوفر الأدوية والأقراص المضادة للمرض، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حجر العثرة الوحيد الذي يقف عائقا في طريق المرضى هو انعدام التأمين الاجتماعي لما يقارب مليون مصاب بما فيهم الأطفال، أي أن ربع المصابين بالسكري محرومون من العلاج في الجزائر.
* أطفال يؤخذون بذنب آبائهم ويحرمون من العلاج
يعتبر الأطفال المصابون بالسكري من فئة غير المؤمنين اجتماعيا أكثر شريحة تكابد المعاناة بالجزائر دون أي ذنب، حسب ما أوضحه رئيس الفدرالية الجزائرية لمرضى السكري بالجزائر نور الدين بوسته، حيث يحرمون من العلاج نظرا لعدم تسوية وضعية آبائهم مع التأمين الاجتماعي، الأمر الذي يعقد حالتهم الصحية ويجعلهم عرضة للوقوع في فخ مضاعفات المرض في سن مبكرة من جهة ويؤثر على تحصيلهم العلمي ومسيرتهم الدراسية من جهة أخرى، وعليه طالب نور الدين بوسته بالسماح لهذه الفئة بالاستفادة من العلاج والدواء المجاني، خصوصا أن آلاف الأطفال محرومون فعلا من العلاج نظرا لكون آباءهم غير مؤمنين اجتماعيا وكونهم غير ميسورين ماديا وغير قادرين على توفير تكاليف العلاج.
* انعدام التكفل الاجتماعي يزيد الطين بلة
يعتبر الالتزام بعلاج داء السكري والتكفل الحقيقي به سبيل مثالي لطرد شبح المضاعفات الخطيرة لهذا المرض والتي تجعل حياة المصاب في خطر، على غرار فقدان البصر والإصابة بالقدم السكرية التي يجبر لأجلها آلاف المرضى على بتر أرجلهم أو حتى يتعرضون لأمراض مزمنة وخطيرة على غرار القصور الكلوي أو امتداد أمراض القلب والشرايين، إلا أن الكثير من المرضى الذين لا تتسنى لهم الاستفادة من العلاج المجاني نظرا لانعدام تأمينهم الاجتماعي يلجؤون للطب البديل والتداوي بالأعشاب الطبيعية، حسب ما أكد نور الدين بوسته، الشيء الذي اعتبره خطير على صحتهم، مؤكدا أن اللجوء إلى التداوي بالأعشاب لا يغني المريض عن الحبوب والأقراص المضادة ويعرضه للمضاعفات الخطيرة، إلا أن الفقر يجعل شريحة كبيرة من غير المؤمنين اجتماعيا يعرضون حياتهم للخطر.
* إلغاء قرار تحديد الشرائح رجاء المرضى نادى، نور الدين، رئيس الفدرالية الجزائرية لمرضى السكري، بإلغاء قرار المديرية العامة للضمان الاجتماعي المتعلق بتقليص شرائح قياس نسبة السكر في الدم للمصابين بالنوع الثاني، إلى علبة واحدة كل ثلاثة أشهر، معتبرا أنه مجحف في حق المرضى الذين عليهم إجراء الاختبار ثلاث مرات في اليوم، ويستحيل ذلك مع هذا التقليص خصوصا وأن ثمن العلبة الواحدة ليس في متناول الجميع. ومن جهة أخرى، أشار نور الدين بوسته، إلى أن تعليمات وجهت لجمعيات مرضى السكري تفيد القيام بالكشف المبكر، فضلا عن القيام بحملات توعوية وتحسيسية إحياء لليوم العالمي لداء السكري الذي يخصص شهر نوفمبر كاملا لإحيائه. وأضاف ذات المتحدث، بأنه سيعقد ملتقى وطني في شهر فيفري بغليزان بحضور 15 ولاية تحضيرا للجمعية العامة الانتخابية لتجديد الهيئة القيادية للفدرالية، مؤكدا أن الفدرالية الجزائرية هي الممثل الشرعي والوحيد لمرضى السكري في الجزائر إلى غاية انعقاد الجمعية العامة.
* الغذاء الصحي والنشاط يبعدان السكري من النمط الثاني
تشير توقعات منظمة الصحة العالمية، إلى أن السكري سيكون السبب السابع للوفاة في عام 2030، ويعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنّب تعاطي التبغ، من الأمور التي يمكن أن تمنع الإصابة بالسكري من النمط 2 أوتأخر ظهوره. وتمثل حالات داء السكري من النمط الثاني الذي كان يسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الأنسولين، أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للأنسولين، 90 بالمائة من حالات داء السكري المسجّلة حول العالم، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني، وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان، ولذا فقد يُشخص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات، وهذا النمط من داء السكري لم يكن يصادف إلا البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضا، فيما تعتبر الوقاية من النمط الأول لداء السكري غير ممكنة، حيث يظهر هذا النوع في مرحلة الشباب أو الطفولة ويقتضي استعمال الأنسولين، وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبول، العطش، الجوع المستمر، فقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب.