حاوره: ب/ مغيش المهدي ضربان، إعلامي مخضرم، ناهز مشواره الإعلامي ال33 سنة، تنقل فيه ما بين مجلة "الوحدة" و"الشروق الثقافي" ومن بعدها تجربته عبر المواقع الإلكترونية، وهو أيضا كاتب وروائي مبدع خاض عالم الرواية وأبدع فيه وشاعر وناقد لا يستهان به، عايش الكثير من الحقب من الأحادية الإعلامية إلى التعددية، اسم من ذهب لمع طويلا في الساحة الإعلامية والثقافية، وفي هذا اللقاء الذي جمعه ب"الحوار" تحدث المهدي أحد أقدم الصحفيين الجزائريين عن رحلته في عالم الإعلام والرواية. * كان لك باع طويل في عالم الصحافة المكتوبة ناهز ال30 سنة، كيف تقيم رحلتك مع القلم؟ قبل هذا أشكرك عزيزي كونك تحيلني على القراء كي يلامسوا حقيقتي، علما أنني لا أريد البريق الإعلامي والصخب المرافق له …المهدي ضربان الإنسان واحد من مواطني الجمهورية الجزائرية …خريج الجامعة الجزائرية عام 1983 ليسانس في العلوم السياسية والإعلام جامعة الجزائر …كانت بدايتي في مجلة "الوحدة" لسان حال الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية ..وكانت بمثابة المدرسة الإعلامية الرائدة في الجزائر، حيث أمكننا أن نعايش الممارسة الإعلامية الجادة التي تنطلق من القاعدة كي ترسم هذا التصور الواعي لحركة المجتمع وتجسد كل ما ينفع الناس ويعطيهم الجديد المتجدد في نسق الحياة …بعدها انتقلت إلى "الشروق الثقافي" وكنت يومها أمينا للتحرير، وكنا نجهد أنفسنا كي نكتب في القسم الثقافي وفي زوايا تم تجسيدها من طاقم مثقف يؤسس لتجسيد الملحق الثقافي في الجزائر ..بعد أن جسدته يومية "الشعب" في يوم من الأيام، في عهد الروائي المرحوم الطاهر وطار …تجربة الملحق الثقافي للشروق " الشروق الثقافي" تعلمت منها الكثير من المحطات الخالدة في العمل الصحفي الجاد الذي يؤسس للإعلام الثقافي عبر كل أنواعه الصحفية ..وكان وقتها الملحق الثقافي الوحيد في الجزائر، سعينا كي يرتسم المشهد الثقافي ويعطي القارئ ما كانت تجسده يومها الأخبار الثقافية في مصر للروائي جمال الغيطاني … وكان وقتها كتاب من أمثال: عياش يحياوي، صغير سلام، عبد العالي رزاقي، سعيد بن زرقة، خالد عمر بن ققة وآخرين ..
* بعد الإعلام المكتوب كانت لك تجربة مهمة في الإعلام الإلكتروني، كيف تصفها؟ ..بعد الإعلام المكتوب …دخلت حلقة أخرى لم أكن أتصور ذاتي تدخلها، فهي من جهة تنطلق من التقنية الآلية، ومن جهة لم يكن تفكيري منساقا إليها كوني لم أدخل معمعتها …إنه الإعلام الإلكتروني ..حيث أسسنا ونحن مجموعة موقع أصوات الشمال الثقافي …وفيما بعد أسست مع جماعة لي في الرؤية والمعنى وهم: علاوة علي ومحمد ونوغي …أسسنا موقع سيدي عيسى فضاء روحاني بأسماء من ذهب …وهو الموقع الثقافي الفكري الذي مازال يشتغل لحد الساعة، وهو من تصميم المهندس محمد العمري مصمم المواقع في كندا وهو جزائري من سيدي عيسى ..حيث أصبح موقعنا عالميا وهذا بعد ثلاثة سنوات من التأسيس، وكانت تجربة رائعة وثرية بالإيجابيات كونها تعطي زخما آخر لما تعلمناه في الصحافة المكتوبة من حيث الدخول في عالم فيه الصورة والتقنيات والمعاني التي تنتشر بسرعة البرق في المواقع وفي الشبكة العنكبوتية باختصار، حيث تجد أوراقك وقد ارتسمت في الزمان والمكان تجوب كل قارات العالم .. أعود للمهدي ضربان المبدع…والحقيقة أن دخولي هذا الرافد إنما جاء بعد أن لمست ولمس معي الأصدقاء كتاباتي التي كانت تنحى للثقافي المطعم بالإبداعات وبفلافل كلها ترتبط بالصنعة الأسلوبية، ومن فتح شهيتي لهذا أول حوار أجريته في عام 1990 مع الشاعر المعروف الخضر فلوس، وكنت أنا أول من يحاوره في حياته…كانت فرصة كي أشتغل على الثقافي، فكتبت في صحف وملاحق الكتابة الإبداعية والنقدية والقصصية، حيث أمكنني أن أدخل هذا الباب من حيث لبسته ولبسني …إلى أن تسنى لي الأمر وكتبت رواية شاركت بها في جائزة أول نوفمر 2006 جائزة وزارة المجاهدين بروايتي "تراتيل المكان" ونجحت وفزت بالجائزة عام 2006 .. * من الإعلام الثقافي ولجت عالم الكتابة والرواية من بابه الواسع،ماذا عن هذا العالم الجميل؟ كان هذا مدخلا كي أدخل عالم الرواية من بابها الواسع، فكتبت رواية "نياشين اللعنة" التي صدرت عام 2007 في إطار الجزائر عاصمة للثقافة العربي، هي سجل معلوماتي وحنين يربطني بالذات والوطن وبملابسات وقعت هنا وهناك هي الجزائر في كل مراحلها، أجمع فيها كل الحكايات التي عايشتها عبر الحياة، وهي الجزائر التي كانت تتألم عبر حقب سياسية من الثمانينيات والانفتاح إلى حركة الشباب عام 1988 إلى الجزائر السوداء في عشرية الدم إلى المصالحة، حيث ترصد "نياشين اللعنة" هذا السيل الزمني من الحكايات في صورة شخص يراقب الوضع ينقله للناس يريد أن تنشطر اللعنة لنلبس المعاني الجميلة. * كلمة أخيرة لقراء "الحوار"؟ أسعد بك أنت يا من أخرجتني من قوقعتي، رسمت لي المعنى في أن أزور ذاتي مرة أخرى، كي أعايش اللحظة الحالمة وكي أعيش من جديد في عالم يرسم المحطات الجميلة.