لم تستسغ حركة مجتمع السلم، التصريح الذي أدلى به المجاهد الرائد لخضر بورقعة ل" الحوار"، حينما اتهم بعض أحزاب المعارضة بالرغبة في التغيير على الطريقة الداعشية، وأنها تبحث عن التمويل الخارجي، وغيرها من التصريحات الخطيرة التي ساقها القيادي في الولاية الرابعة التاريخية حول "حمس"، حيث كان ردها سريعا من قبل الأمين الوطني للشؤون السياسية والاقتصادية فاروق أبو سراج الذهب. فاروق أبو سراج الذهب خاطب، أمس، المجاهد لخضر بورقعة، وبنبرة الغاضب، في رسالة مطولة له، قال إنها شخصية جاءت بعد التهم الخطيرة التي كالها الأخير ضد حركة الراحل محفوظ نحناح: "عندما تتحدث عن الحركة ياسيدي الفاضل، على الأقل احترم شهداءها الذين سقطوا في ميدان الشرف في تسعينيات القرن الماضي من اجل ترسيخ قيمة الوسطية والاعتدال ومحاربة العنف والارهاب والفكر الداعشي، لا سيما عندما تتهم فكر الحركة بالداعشية.. ولعلك سيدي المجاهد تعرف قيمة هذا الجهاد الذي قدمته حركة مجتمع السلم في سنوات الفوضى والجنون، وتعرف كذلك قيمة الاستشهاد من اجل الرسالة والرأي والحق، ورمزنا في ذلك الشهيد الذبيح محمد بوسليماني رحمه الله". وبلغة الغاضب، استفسر القيادي في حمس ان كان اقتراح الحلول لحماية البلاد يعد في نظر المجاهد بورقعة إرهابا وعمالة للخارج: "وأنت رجل تقول انك معارض، نسألك فقط إذا ما كانت معارضة الرداءة والفساد والفشل وتعدد القرار الوطني والاستخفاف بالشعب والعطب الذي أصاب كل المؤسسات ثم اقتراح الحلول لحماية البلد من المخاطر أصبح عندك داعشية وعنفا وإرهابا وعمالة… هو تغير غير مفهوم منكم سعادة المجاهد، لا سيما أنك ساهمت في تأكيد هذا الخطاب في مبادرتكم مع مجموعة 19 التي أكدت صدقية ما نقوم به في اتجاه حماية البلد والتدافع مع هذه السلطة التي شككتهم في انها من يتخذ القرارات". أبو سراج الذهب، وخلال رده على صريحات الرائد بورقعة، لم يسايره في قراءته للراهن السوري، مشددا: "أما قراءتك للأحداث في سوريا فإننا نختلف معك فيها اختلافا جذريا، لا سيما عندما تتحدث عن الشعب السوري الذي دعم ثورتنا وجهادنا وتختصره في عصابة الاسد وعائلته الذي يرمي بالبراميل المتفجرة على شعب اعزل". بالمقابل، رافع فاروق لحركة حمس، مؤكدا ان منهجها سلمي في التغيير، دفعت في مقابل ذلك عرابين من الدماء، مشددا أن المزايدة عليها اليوم باستخدام أسلوب التخويف الأمريكي والصهيوني عين الخطر والخطأ في قراءة الاحداث، مضيفا أن تشكيلته تتقاسم الرأي مع بورقعة في أن البلد يمر بمرحلة خطيرة، وأن الأخطار المحدقة به معروفة على المستوى الداخلي والخارجي، ليعلل ان ما تضمنته أرضية مزفران تصب في هذه البوتقة، كونها دعت لتقوية الجبهة الداخلية ورصها وليس إحداث الثغرة فيها، ليؤكد "يبدو انه لم يطلع على مضمون أرضية الحريات والانتقال الديمقراطي". وبعد تأكيده أن قراءة حركته حول موقف الجزائر من حزب الله واضح، تساءل ذات القيادي عن المواقف "العدائية" للرائد لخضر بورقعة ضد حمس: "لا ادري لماذا تريد إحداث استقطاب لا فائدة من ورائه مع حركة مجتمع السلم"، مضيفا أنه لا يوجد خطر على الجزائر إذا استجابت السلطة لمطلب تقوية الجبهة الداخلية بحوار جاد ومسؤول، وأن حالة الاستقرار الأمني التي تتمتع بها الجزائر حمس جزء لا يتجزأ منها، وأن لها مساهمة كبيرة في ذلك. نورالدين. ع