الياس بن سراي، طالب جامعي من ولاية سطيف، يبلغ من العمر 21 سنة، يدرس سنة أولى تخصص علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية، شرع في حفظ كتاب الله في سن العاشرة، وأتم حفظه وعمره ثلاثة عشر سنة، شارك مؤخرا، في مسابقة "فارس القرآن الجامعي" بجامعة الشلف، وتوج بالمرتبة الأولى، يحدثنا في هذا الحوار عن هذا الإنجاز، وعن جوانب عدة من تجربته في حفظ القرآن الكريم. كيف كانت بدايتك مع القرآن الكريم؟ كانت بدايتي مع القرآن الكريم بمسجد أبي عبيدة عامر ابن الجراح بعين أزال، وكنت وقتها أبلغ من العمر 10 سنوات، حيث كان شقيقي ناصر الدين يشجعني ويرغبني في الحفظ، وقد منّ الله عليّ بأن أتممت حفظ القرآن الكريم وعمري ثلاثة عشر سنة، والفضل بعد الله يعود لشقيقي ناصر الدين، ومشايخي كمال حماش، الشيخ مخلوف تخنوني، والشيخ عمار السماتي، حفظهم الله ورعاهم. ومن هم الشيوخ الذين تأثرت بهم؟ من الشيوخ الذين استقطبوا سمعي وقلبي معا، بل وروحي أيضا، أذكر الشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمود خليل الحصري، كل منهم مدرسة ومرجع لمن يريد تعلم أحكام الترتيل والتجويد، وأنا شخصيا كنت أقلدهم في أحيان كثيرة، وهكذا نصح المشايخ بهم. هل كنت تتوقع الفوز بالمرتبة الأولى؟ اكتسبت خبرة في هذا المجال وليس المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذه المسابقات، وفي عدة ولايات جزائرية، كالمسابقة الوطنية لتاج القرآن الكريم، السنة المنصرمة، ومسابقة تلمسان الوطنية لتجويد القرآن الكريم خلال هذا العام، وشاء القدر أن أنزل ضيفا على مدينة الشلف العريقة، الكريمة بأهلها، حيث جمعتنا في مسابقة "فارس القرآن الجامعي" في طبعتها الخامسة، والتي أشرف على تنظيمها النادي الثقافي والعلمي للإبداع والتوعية، فكنت ضمن المشاركين المتأهلين إلى المرحلة النهائية، لأتوج بعدها بالمرتبة الأولى، رغم أن مستوى المتسابقين كان رفيعا جدا، فبصراحة كنت أتوقع أن أنال المرتبة الأولى لأن ثقتي بنفسي كانت في كل مرة تدفعني لأصل لهدفي. ما الطموح الذي تأمل تحقيقه قريبا؟ هناك أحلام كثيرة أريد تحقيقها، وأطلب من الله عز وجل أن ينير قلوبنا بالإيمان ويجعل القرآن الكريم شفيع قلوبنا وأسأله أن يوفقني لأكون خادما لهذا النموذج الرباني من خلال تعليم كل من يريد التقرب إليه، وأطمح لأن أكون راية خضراء معطرة بالقرآن الكريم مشرقا ومغربا بل وعالميا. نصيحة تقدمها للشباب الراغبين في حفظ كتاب الله؟ أنصح كل المقبلين على حفظ كتاب الله المحبين له بالجد والإرادة والالتزام وخاصة الأخذ بالدليل اللفظي من خلال الاستعانة بالشيوخ ليقودونهم إلى الله ولحفظ كتابه، ويساعدونهم على تصويب الأخطاء وربح الوقت وتحصيل العلم، كما أنصحهم بتخصيص يومين في الأسبوع على الأقل للمراجعة بتركيز وجد. * حاوره: سمير تملولت