أكدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن أهمية نظافة الأيدي بالنسبة للعاملين في المجال الصحي للحد من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية والتي تصيب موضع الجراحة، مع التركيز بشكل خاص على ضمان نظافة الأيدي من لحظة دخول المريض إلى المستشفى، مرورا بتحضيره للجراحة وأثناء الرعاية التي تلي العملية الجراحية، وحتى خروجه من المستشفى. دعت المنظمة العالمية للصحة جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية على تحسين مستوى السلامة من خلال تحسين نظافة الأيدي والحدِّ من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، وغالباً ما تحدث هذه العدوى عندما تنتقل الجراثيم من أيدي العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى المرضى، والعدوى التي تصيب موضع الجراحة هي أكثر أشكال العدوى شيوعاً في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، إذ يصل معدَّل الانتشار المُجمَّع لهذه العدوى إلى حوالي 12 بالمائة من التدخلات الجراحية، غير أنه يمكن الوقاية من هذه العدوى إذا اتبع العاملون في مجال الصحة الممارسات القياسية لنظافة الأيدي، كما أن الالتزام بالممارسات المناسبة لنظافة اليدين فيما يتعلق بموضع الجراحة يمكن أن يقلل معدَّل انتشار العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، والجدير بالذكر أنه بالإمكان إنقاذ أرواح 8 ملايين شخص في العالم كل عام في المستشفيات وحدها عن طريق وقف العدوى التي تصيب موضع الجراحة وغيرها من أنواع العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، وتشير التقارير إلى أن معدَّل انتشار العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية في العديد من البلدان في إقليم شرق المتوسط يتراوح بين 12و18بالمائة، ويقول الدكتور علاء العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط "تسبِّب هذه العدوى للمرضى معاناة يمكن تجنُّبها، وتطيل فترة بقائهم في المستشفيات، وتزيد العبء المالي الواقع على كاهلهم، بل وتؤدِّي في بعض الأحيان إلى الإصابة بإعاقة طويلة الأجل أو تفضي إلى الوفاة". وتدعو منظمة الصحة العالمية جميع مرافق الرعاية الصحية للانضمام إلى حملة "أنقذوا الأرواح.. نظِّفوا أيديكم" والالتزام بتحسين ممارسات نظافة الأيدي، ويستطيع العاملون في مجال الرعاية الجراحية أن يساعدوا في الوقاية من العدوى التي تصيب موضع الجراحة من خلال اتباع ممارسات نظافة الأيدي القياسية عند التعامل مع المرضى، أو تركيب القساطر الوريدية أو البولية، أو إعطاء الأدوية أو الرعاية بالجروح بعد إجراء العمليات الجراحية.