تشرع اليوم الولاية في العملية ال21 من الترحيل في إطار القضاء على البيوت القصديرية، مثلما أعلن أمس والي العاصمة عبد القادر زوخ، مبرزا أن المرحلة الأولى ستستهدف 1500 عائلة من قاطني الأقبية والأسطح والبيوت القصديرية بكل من باب الواد والحمامات. وكشف زوخ أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر الولاية أن العملية ال 21 من الترحيل ستكون على أربع مراحل، وستنطلق غدا باستفادة 1500 عائلة من قاطني البيوت القصديرية والأسطح والأقبية بكل من باب الواد والحمامات. ونفى والي العاصمة أن تكون العملية ال20 هي العملية الأخيرة من الترحيل والقضاء على البيوت القصديرية بل ستتبعها عمليات أخرى تصل إلى ال30 وذلك حتى تتمكن مصالحه من تطهير العاصمة من البيوت القصديرية والقضاء على أزمة السكن. وعن المقصين من عمليات الترحيل الأخيرة وطعونهم، أوضح عبد القادر زوخ أن ملفات المقصين والطعون ستدرس دراسة دقيقة حتى يأخذ كل ذي حق حقه. وصرح الوالي أن هذه العملية كان من المفروض أن تتم في أواخر شهر مارس الجاري لكنها "تعطلت بسبب سوء الأحوال الجوية" التي حالت دون استمرار الأشغال على مستوى الأحياء السكنية الجديدة. هذا ويذكر أن عدد العائلات المرحلة بالجزائر العاصمة منذ انطلاق أولى عمليات إعادة الإسكان من جوان 2014 إلى غاية نهاية سنة 2015 وصل إلى 39.000 عائلة من بينهم 9.000 عائلة استفادت من سكنات اجتماعية تساهمية والبقية استفادت من سكنات اجتماعية إيجارية, حسب ما أفاد به مؤخرا زوخ على هامش افتتاح أشغال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي لدى عرض ومناقشة البيان السنوي لنشاط الولاية خلال السنة الماضية. * استرجاع 180 هكتار بعد 20 عملية ترحيل وقد مكنت عمليات الترحيل حسب المسؤول الأول في الولاية من استرجاع 336 هكتار من الأوعية العقارية منها 180 هكتار استرجعت خلال سنة 2015، وهو ما سمح بإحياء العديد من المشاريع المتوقفة وإطلاق مشاريع سكنية جديدة بصيغة البيع بالإيجار لفائدة وكالة عدل وبرامج بصيغة الترقوي العمومي لفائدة المؤسسة العمومية للترقية العقارية ومشاريع تنموية تخص قطاعات مختلفة أخرى. كما سمحت عمليات الترحيل خلال السنة المنقضية حسب الوالي بإزالة العديد من النقاط السوداء التي كانت تشوه العاصمة منها 134 موقع للبيوت القصديرية و 22 عمارة مهددة بالانهيار و 1.263 موقع للأسطح وأقبية العمارات وثلاثة أحياء شعبية. * العملية ال 21 ستقضي على ثاني أكبر بيت قصديري بالرغاية وستسمح العملية ال21 من الترحيل بالعاصمة بالقضاء على ثاني أكبر حي قصديري بالرغاية والمعروف بحي كروش فضلا عن إزالة البيت القصديري لبوسماحة ببوزريعة والحفرة بوادي السمار. كما يستفيد قاطنو البيوت القصديرية بقرية الشوك بجسر قسنطينة من هذه العملية إلى جانب كل من واد الحميز ببلدية برج الكيفان والحي القصديري ببلكور وكوكو بلاج ببرج البحري. * توزيع المستفيدين من العملية ال 21 على 13 موقعا هذا وسيوزع المستفيدون من الترحيل على 13 موقعا بالعاصمة، وذلك في كل الزعاترية بمعالمة الجديدة و2400 مسكن بأولاد فايت وآخر يشمل على 260 مسكن في نفس البلدية، و550 مسكن بالرويبة و300 مسكن بالسويدانية و1200 مسكن بسيدي سليمان بخرايسة و1000 مسكن بكوريفة بالحراش و400 مسكن بعين البنيان و200 مسكن بالدرارية. استلام 42 ألف وحدة سكنية بالعاصمة قبل نهاية السنة وحسب بيان ولاية الجزائر، فإنه ينتظر أن تستلم ولاية الجزائر خلال سنة 2016 أزيد من 42000 وحدة سكنية من إجمالي يزيد عن 150000 وحدة الجاري إنجازها حسبما ورد في بيان النشاط السنوي لولاية الجزائر. وأوضح البيان الذي تم عرضه خلال أشغال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي مؤخرا أنه يتوقع خلال سنة 2016 استلام مشاريع سكنية بإجمالي 42358 وحدة منها 22677 وحدة بصيغة البيع بالإيجار والخاصة بالوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره (عدل) وأزيد من 7000 وحدة تخص السكن الاجتماعي التساهمي، علما أن تعداد الوحدات السكنية الجاري إنجازها وصل إلى 151040 وحدة. ومن بين الحصص التي سيتم استلامها خلال سنة 2016 نحو 12.300 وحدة سكنية بصيغة السكن العمومي الإيجاري، منها 9597 وحدة سكنية كانت مدرجة ضمن البرنامج الخماسي (2014-2010). وكانت ولاية الجزائر قد عرفت خلال السنة المنقضية انطلاق أشغال 00 30 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار مقابل استلام أزيد من 11700 وحدة أخرى بصيغ السكن العمومي الإيجاري والاجتماعي التساهمي. وفيما يخص تعداد المشاريع التي توجد قيد الدراسة فإنها تقدر ب 52418 وحدة سكنية قرابة النصف منها بصيغة السكن العمومي الترقوي بتعداد 29094 وحدة متبوعة ب 17.000 وحدة خاصة بوكالة عدل، إضافة إلى الصيغ الخاصة بالسكن الاجتماعي التساهمي والسكن الريفي. وكانت الجزائر العاصمة قد عرفت — حسب ذات البيان– منذ انطلاق أولى عمليات إعادة الإسكان من جوان 2014 إلى غاية نهاية سنة 2015 ترحيل 39.000 عائلة من بينها 9.000 عائلة استفادت من سكنات اجتماعية تساهمية والبقية استفادت من سكنات اجتماعية إيجارية. * الولاية ترفض 6438 طعن وتم خلال السنة الماضية لوحدها ترحيل أزيد من 17000 عائلة وهو ما يعادل حوالي 87 ألف شخص وذلك من خلال 5 عمليات ترحيل والتي سمحت بالقضاء على 13 موقعا للبيوت القصديرية و 22 عمارة مهددة بالانهيار و 1263 موقع لأسطح وأقبية العمارات. فيما سجلت اللجنة الولائية المختصة خلال نفس الفترة أزيد من 7000 طعن تم رفض 6438 طعن لكونها طعونا غير مؤسسة، فيما حظي 415 طعن بالقبول منها 103 خاصة بقاطني حي الرملي ببلدية جسر قسنطينة والذي كان يعد أكبر حي قصديري تم إزالته خلال سنة 2015. يذكر أن ولاية الجزائر تحصي 646560 مسكن بمعدل شغل سكني وصل إلى 08ر5 شخص بكل سكن، فيما وصل تعداد قاطني العاصمة خلال سنة 2015 حسب الإحصاءات التي قدمتها مصالح الولاية إلى أزيد من 1ر3 مليون نسمة. * العملية 21 تحبس أنفاس قاطني البيوت القصديرية والأقبية والأسطح وحسب بعض قاطني البيوت القصديرية في جولة استطلاعية قادت "الحوار" إلى بعض البيوت القصديرية المعنية وغير المعنية بالترحيل، فإن عملية الترحيل رقم 21 تحبس الأنفاس لأنه كما وردتهم الأخبار هي العملية الأخيرة في إطار القضاء على البيوت القصديرية، ما يعني أن حظوظهم وفرصتهم لا محالة ستتبخر وستضيع إلى الأبد إذا لم يرحلوا هذه المرة. * المقصون بالمقرية يمنون أنفسهم بهذه العملية ويطالب السكان المقصون من عملية الترحيل الأخيرة التي عرفتها بلدية المقرية والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ بالالتفات إليهم وحمل همهم على محمل الجد قبل أن تنزلق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه ويعودون إلى الاحتجاج لافتكاك حقوقهم سيما وأن ملفاتهم مستوفاة الشروط وحرمانهم من سكن كان بغير وجه حق. ويقول السيد "ب، ر" أحد المقصين من عملية الترحيل الأخيرة، الذين التقتهم الحوار، "طال انتظارنا واعتقدنا أننا سنستفيد كجيراننا وأبناء البلدية من الترحيل الأخير خصوصا وأن ملفنا مستوفى الشروط، غير أن اعتقادنا خاب بعدما أقصينا من قبل المسؤولين لأسباب نجهلها"، مضيفا "كنا نعيش في بيوت تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة وصبرنا وقلنا إنه سيأتي اليوم الذي نعوض فيه خيرا، إلا أننا في آخر المطاف وجدنا أنفسنا نبيت في الشوارع، فأي عدل هذا، ألسنا في بلد القانون؟ ألسنا جزائريين ومن حقنا الحصول على سكن؟ أم أنه لا حق لنا في بيت يأويني وأسرتي؟ * سكان الأسطح ببلوزداد ينتظرون الترحيل على أحر من الجمر من بيوت سكان القصدير إلى سكان الأسطح ببلوزداد، حالهم لا يختلف تماما، جميعهم يعيش الغبن والعناء الشقاء وجميعهم ينتظر على أحر من الجمر، موعد ترحيلهم إلى بيوت جديدة في هذه العملية التي تنطلق اليوم. السيد "ن، و" يقطن بأحد أسطح بنايات بلوزداد منذ سنوات هروبا من البيت العائلي الضيق وازداد ضيقا بازدياد أفراد عائلته معتقدا أن الحياة ستكون أسهل فوق بيت في السطح بيد أن اعتقاده خاب بعدما تحول ذاك البيت إلى مصدر للأمراض التنفسية. وحسب السيد، فإنه أودع ملفه على مستوى مصالح البلدية وهذه الأخيرة طمأنته بالترحيل، إلا أنه كما قال" لا يزال ينتظر وعد رئيسة البلدية". * سكان "قريقوري" القصديري … آمال متبخرة "ماذا ينتظر زوخ لترحيلنا؟ هو سؤال بعض سكان البيت القصديري "قريقوري" الذين يعيشون على أمل ترحيلهم في القريب العاجل سيما وأن مصالح البلدية شرعت مؤخرا في إحصائهم، معبرين عن أملهم الكبير في الحظي بسكن جديد هذه السنة، وبالمقابل غير مخفين مشاعر الخوف من أن لا يتحقق هذا الحلم وتضيع فرصة العمر، ليبقوا داخل بيوت لا تقبل أن تعيش فيها الحيوانات، مشيدة بالإسمنت والقصدير. تقول إحدى قاطنات هذا البيت القصديري: "سنوات ونحن نعيش في هذه البيوت البئيسة ولا أحد من المسؤولين رأف لحالنا والتزم بوعده، ولا أحد منهم أعطانا سكنات تحفظ كرامتنا وعزتنا، فنحن أناس بسطاء وليس لدينا من المال الكثير الذي يسمح لنا باكتراء بيت فكيف لنا أن نشتري بيتا"، لتضيف أخرى" أغلبية سكان البيوت القصديرية رحلوا ونتمنى أن نرحل نحن أيضا وأن يفي زوخ بوعده وننهي معاناتنا مع سكنات عشنا فيها حياة البؤساء والمتشردين". * سكان الحفرة متخوفون تعيش عائلات الحي القصديري "الحفرة" ببلدية وادي السمار، مخاوف استثنائهم من عمليات الترحيل الواسعة التي شرعت فيها الولاية، تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية، للقضاء على البيوت القصديرية سيّما بعدما علموا أن الترحيل سيشملهم. وتساءل سكان "الحفرة" حول ما إذاكانوا سيرحلون اليوم سيما وأن مصالح البلدية لم تتنقل إليهم ولم ترسل لهم أي تعليمة استعدادا للرحيل، مع أن وضعهم المزري يشبه كثيرا وضع المرحلين مؤخرا، بل – بحسبهم حالهم المتردي أشد داخل بيوت ضيقة مشيدة بالصفيح والخشب، وتفتقد لأدنى الشروط الحياتية. ومن أفظع ما يعيشه سكان"الحفرة"، ما يحدث لهم خلال فصل الشتاء والأيام الممطرة، أين تتحول بيوتهم إلى برّادات ووديان حقيقية، تلزمهم في غالب الأحيان على المبيت في العراء. ولا تقتصر معاناتهم على فصل الشتاء، بل تمتد لفصل الصيف، حيث تتحول البيوت القصديرية إلى فرن مفتوح على مصراعيه تعجز المكيفات عن تهويتهم وإنعاش المكان، فضلا عن انتشار الحشرات والجرذان بسبب تراكم النفايات. وبحسب إحدى السيدات التي تحدثت ل"الحوار" فإن "مسؤولي مصالح البلدية على دراية بمعاناتنا ويعلمون جيدا أنّ هذه البيوت القصديرية غير صالحة للسكن، بيد أنّهم لا يتحركوا ولم يتنقلوا على مستواهم، ما أثار مخاوفهم من أن يستثنوا وتذهب وعود المسؤولين في مهب الريح"، قائلة "ما يثير مخاوفنا هو استثناؤنا هذه المرة مثلما تم استثناؤنا في عمليات الترحيل السابقة التي استفاد منها غالبية سكان البيوت القصديرية بالعاصمة، في إطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية سيما وأن المسؤول الأول على البلدية صامت ولم يرسل إلينا أي تعليمة او إبلاغنا عن موعد ترحيلنا إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتنا وعزتنا". وتابعت السيدة "سمعنا أنّ سكان البيت القصديري الكروش بالرغاية سيرحل في العملية رقم 21، لكن لم نسمع أي خبر يتكلم عن موعد الترحيل ما أثار مخاوفنا. إلى ذلك يكرر سكان حي "الحفرة" مطلبهم بضرورة حمل المسؤولين المحليين وضعهم المتردي على محمل الجد، وعدم إقصائهم من هذا المشروع الرئاسي، باعتبارهم لن يبقوا صامتين بل سيتحركون بقوة، وسيخرجون إلى الشارع. * 1800 عائلة سترحل في العملية رقم 21 وأوضح اسماعيل لومي أن هذه العملية ستمكن من تدمير الأحياء القصديرية الكبرى المتواجدة في العاصمة. كاشفا أن المناطق المعنية بالإسكان هي 1800 عائلة في الحميز و1400 عائلة في درقانة، و1700 أسرة في حوش كروش، بالإضافة إلى 1300 أسرة في واد السمار وكذلك 1200 عائلة في بوسماحة و1000 عائلة في جسر قسنطينة. أما عن بقية الأحياء القصديرية التي لم يبق منها إلا القليل، أكد نفس المتحدث، أن الملفات الخاصة بهم سيتم دراستها قبل نهاية عام 2016. صبرينة كبسي. مليكة ينون