" نطالب رئيس البلدية والمنتخبين الوفاء بوعودهم التي كانوا قطعوها خلال الحملة الانتخابية السابقة"، هذا ما أجمع على قوله بعض سكان الحميز التابعة إداريا لبلدية الدار البيضاء، متسائلين هل سيأتي اليوم الذي يلتزم فيه المسؤول بوعده ويرفع الغبن عن قاطني الحميز، أم أن حالها لن يتغير وقدرها أن تبقى متخندقة في التخلف؟" لم نكن نعتقد خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت" الحوار" للحميز، أن تلك المنطقة أو الحي الذي يعرف كثافة سكانية مرتفعة والتابع إداريا لبلدية الدار البيضاء، التنمية بها تكاد تكون غائبة قياسا بمطالب سكانها، فمنهم من ينتظر الترحيل بعدما ضاقت بهم سكناتهم، ومن شبابها وأطفالها من يترقب ملاعب جوارية ومؤسسات تربوية وفرص عمل وحافلات للنقل المدرسي، وحتى موتاها ينتظرون مقبرة جديدة بعدما ضاقت القديمة بموتاهم. ويقول بعض السكان: "وضعنا ثقة كبيرة في رئيس البلدية والمنتخبين، واعتقدنا أنهم سيوفون بوعودهم التي قطعوها معنا خلال الحملة الانتخابية، لكن للأسف الشديد لا أحد منهم كان عند كلمته ووفى بما وعد عدا بعض المشاريع التي لم ترتق لمستوى تطلعاتنا"، مضيفين" نحن نعلم أن رؤساء البلديات سحبت منهم كل الصلاحيات سيما في أمر منح السكنات ونحن لا نطالبهم بما لا يطيقون، لكن على الأقل بيدهم تجسيد المشاريع الأخرى المتعلقة بإزالة السوق الفوضوية وإنجاز مؤسسات تربوية وتهيئة الطرقات وتنظيم حملات تنظيف، لذا نتساءل لم لا يقومون بهذه المشاريع ولم يتجاهلونا ويتجاهلوا معاناتنا". وخلص السكان مخاطبين رئيس البلدية والمنتخبين" أوفوا بوعودكم فقط، ولن نريد أن نحملكم مالا تطيقونه". سكان الحميز: "أوفوا بوعودكم أيها المسؤولون" على ما يبدو، فإن مسؤولي بلدية الدار البيضاء لم يفلحوا لحد اليوم، في القضاء على الأسواق الفوضوية، ويبدو أن غياب فرص العمل وأسواق منظمة لن تحفز رئيس البلدية على إزالة هذه الأسواق، ليبقى الوضع على ماهو عليه شبيه جدا بلعبة القط والفأر بين السكان والتجار الفوضويين والمسؤولين. يقول أحد المواطنين، إن "الأسواق الفوضوية قدر يلاحق أحياء الحميز ولن يفارقها مادام رؤساء البلديات يرفضون تقديم البديل، ومادام بعض المواطنين يرونها أفضل بكثير من الأسواق المنظمة قياسا بالأسعار المغرية التي يحددها التجار الفوضويون". ويضيف آخر، من يتجول في العاصمة يستغرب لاستحواذ التجار غير الشرعيين على الأرصفة والطرقات وسط العمارات لسبب واحد ارتبط بعجز رئيس البلدية عن محاربة الأسواق وعدم وجود بدائل لذلك. ويكشف عديد من سكان البلدية عن حاجاتهم الماسة إلى تجسيد مشروع سوق جوارية، مستغربين ومتسائلين عن سبب تأخر الجهات الوصية عن احتواء الطلب على رغم الشكاوى والطلبات المتكررة التي رفعت على مستوى مصالح رئيس البلدية، وعن تاريخ افتتاح السوق المنظمة التي شرعت في إنجازه مصالح البلدية. شباب يطالب بملاعب جوارية ويشدد شباب الحي على ضرورة إنجاز مرافق ترفيهية و رياضية بالحميز، مبرزين أن فتح دور للشباب وإنجاز ملاعب جوارية من شأنه أن يحمي هذه الفئة من الانحراف الأخلاقي، و إبراز مواهب مغمورة، على غرار ما ينتفع به شباب باقي بلديات العاصمة. ويؤكد هؤلاء الشباب أن مطالبهم مرفوعة على مستوى مكتب رئيس البلدية، غير أن هذا الأخير لم لم يستجب لهذا المطلب لأسباب تبقى مجهولة. الشيء نفسه بالنسبة لمشاريع المكتبات التي لم يعرف لها طريق نحو الحي، وحرم التلاميذ من مطالعة الكتب ومراجعة الدروس جماعيا، سيما خلال العطل والامتحانات. بطالون يتساءلون عن مشروع ال100 محل وأفرز تغييب مسؤولي مصالح البلدية الحديث عن مشروع ال100 محل، تذمرا واستياء شديدين وسط الشباب البطال الذين يلحون على الجهات المعنية ضرورة التعجيل في توزيعها قبل أن يخرجوا عن صمتهم. ويتهم بعض البطالين، ممن تحدثت معهم " الحوار"، المسؤولين المحليين بالتقاعس والتماطل في توزيع ال100 محل، مؤكدين على رئيس البلدية ضرورة احتواء انشغالاتهم وعدم التقليل من المشاريع التي من شأنها أن تحتوي مشكل البطالة، لأن الشباب ينتظر على أحر من الجمر مثل هذه المشاريع ولا يتقبل ويرفض رفضا قطعيا العبث بمصالحه. ويردف بطال آخر " لقد بلغنا أن بلدية الدار البيضاء قد استفادت من مشروع ال100، وقد أنجزتهم لمَ لمْ توزع، وما ينتظر المسؤول الأول لتوزيعها على الشباب البطال؟، أم أن في الأمر فيه تلاعب لحرمان البطالين من حقهم؟"، مشيرا إلى أنهم لن يصمتوا عن حقهم وسيخرجون إلى الشارع في حال وزعت المحلات بطريقة عشوائية. اكتظاظ في الأقسام الابتدائية ويعاني التلاميذ من نقص مؤسسات تربوية بالحميز واكتظاظ في الأقسام، ما يضطرهم يوميا لقطع مسافات طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة نحو المناطق المجاورة، موجهين انتقادات لاذعة لرئيس البلدية الذي أغفل معاناتهم وضربها عرض الحائط في الوقت الذي يشاهد بأم عينيه رحلة الشقاء والعناء التي يقومون بها بشكل يومي لأجل تلقي العلوم. ولفت بعض التلاميذ إلى أن ما زاد الطين بله الاكتظاظ داخل الأقسام، وعدم اتخاذ مسؤولي البلدية أي تدابير من شأنها أن تنهي معاناتهم لأجل الدراسة في ظروف حسنة. طرقات مليئة بالمطبات والحفر لا تزال أحياء الحميز تنتظر نصيبها من مشاريع التهيئة العمرانية والحضرية، حيث أن معظم الطرقات الرئيسية والفرعية لا تزال غير معبدة، وأول ما يشد انتباهك وأنت تدخل الحميز هو غياب التهيئة الحضرية بشكل شبه كليّ، حتى أنه يخال لك أن طرقات البلدية لم تعرف منذ نشأتها أي تعبيد أو تأهيل ولم تحرك ساكن المسؤولين المحليين الذين وعدوا خلال كل حملاتهم الانتخابية ببعث تنمية قوية للتهيئة العمرانية. وحسب السكان، فإن اهتراء الطرقات هو سبب الإزدحام المروري الخانق، فكل السائقين لسياراتهم يقودون ببطء مخافة إلحاق الأعطاب بسياراتهم وشاحناتهم، وكلهم يعبرون الطريق نفسه لعدم وجود مسالك أخرى، متسائلين عن سبب تأخر الجهات الوصية عن تجسيد مشاريعها المتعلقة بالتهيئة العمرانية التي كانت وعدت بها، سيما وأن الوضع لم يعد يحتمل وأنهم لا محالة سيخرجون ذات يوم في احتجاجات عارمة. نفايات تغزو كل أركان الحميز ونحن نتجول بين أحياء وشوارع الحميز، لفتت انتباهنا أكوام النفايات المترامية في كل مكان، حتى أنها باتت مصدر لأوبئة وأمراض من شأنها أن تصيب الصحة العمومية والبيئة. وأبرز السكان تذمرهم من الحالة الكارثية التي آلت إليها البيئة، موجهين أصابع الاتهام إلى مؤسسة"نت كوم" وكذا "اكسترا نت" اللتين تتقاعسا عن أداء مهامها بالشكل اللائق والمحافظ على صحة السكان والبيئة. وفي اعتقاد السكان، فإن غياب أعوان النظافة سببه غياب المسؤولين وافتقار المؤسسات للوسائل والإمكانات المادية، فضلا عن غياب دور المواطنين الذين لا يحترمون مواعيد وأماكن رمي النفايات، حيث أن غالبيتهم يترك الحاويات فارغة ويرمي قمامته في أي مكان قريب دون التفكير في النتائج السلبية الوخيمة في مقدمتها تشويه الوجه الجمالي للبلدية، فضلا عن تعريض المواطنين للأمراض المتنقلة. ويقترح السكان الذين تحدثوا ل"الحوار"، على المسؤولين المحليين تغريم المواطنين الذين لا يحترمون مواعيد وأماكن رمي النفايات، فضلا عن الضغط على مؤسسات تنظيف الأحياء، إذا ما أرادوا صناعة بلدة نظيفة. مقبرة ضاقت بموتاها ويشدّد سكان الحميز على مسؤولي مصالح البلدية ضرورة توسيع مقبرة بعدما ضاقت بموتاها أو على الأقل الذهاب نحو إنجاز مقبرة جديدة. وقال أحد المواطنين ل"الحوار": "السلطات المعنية وكأنها لا تريد أن تطبق برامجها التنموية، أو أعتقد أنها تجهل تماما أن مطلب توسيع المقابر على مستوى البلديات من بين انشغالات المواطنين وضرورة ملحة أمام ارتفاع الكثافة السكانية"، مضيفا"نحن كسكان نناشدها أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المطلب وأن تسعى في أقرب الآجال نحو توسيع مقبرتنا حتى لا يأتي اليوم الذي لا نجد فيه مكانا لدفن موتانا"، ليتدخل مواطن آخر "مصالح البلدية عليمة بمطلبنا وتدرك جيدا أن المقبرة القديمة ضاقت بموتاها، غير أنها تأخرت عن إنجاز مقبرة جديدة، بل مثل هذا المشروع غير مدرج في أجندتها وليس ضمن مشاريعها التنموية"، وخلص المواطن نفسه بالقول: " نحن نطالبها ونلح على مطلبنا، وذلك بوجوب أن تأخذ بعين الاعتبار مشكل ضيق المقبرة القديمة وبالتعجيل في إنجاز مقبرة ثانية، لأن عدد السكان في تزايد مستمر، وبالمقابل عدد الوفيات في تزايد أيضا". زبائن بحاجة لمكتب بريد أوسع لا يزال مكتب بريد الحميز يثير الكثير من استياء الزبائن، بسبب ضيق مساحته التي تجبرهم على الانتظار خارجا لأجل سحب أجورهم، ولم يخف سكان "الحميز" تذمرهم واستياءهم الشديدين لعدم إقدام الجهات المحلية على إنجاز مركز بريدي جديد أوسع من المركز القديم المتردد عليه، والذي لا تتجاوز مساحته مساحة شقق السكان. ويؤكد السكان أن هذا المركز القديم جد ضيق ولا يسع لعدد الزبائن المترددين عليه يوميا لاسيما خلال الأيام الأخيرة من الشهر، أين يزداد عدد الزبائن وأين يتفاقم في الوقت نفسه الوضع وترتفع درجة الاستياء لديهم وحتى لدى العمال وأحيانا تتطور الأمور إلى الشجار والخصام بين الزبائن والعمال. رئيس بلدية الدار البيضاء إلياس قمقاني ل" الحوار" لم نهمل"الحميز" وقد سطرنا عدة مشاريع تنموية بها كشف رئيس بلدية الدار البيضاء، الياس قمقاني، ل" الحوار"، ردا على استفسارات سكان "الحميز"، عن مشاريع تنموية مسطرة لاحتواء انشغالاتهم اليومية. واستفيد من الياس قمقاني، عن مشاريع لإنجاز مقبرة ثانية ومكتب بريد وكذا القضاء على النفايات والأسواق الفوضوية، مشيرا إلى أن التوظيف لم يعد بيد مصالح البلدية وإنما بيد مديرية الوظيف العمومي. شباب الحميز يتساءل عن مشروع ال100 محل، متى يتم الشروع فيه؟ مشروع ال100 محل توقف بسبب غياب الأرضية. إذا المشروع ألغي؟ ليس هذا بالضبط، ما حدث أن المشروع كان سينطلق فيه، غير أن القطعة الأرضية التي اختيرت للمشروع تبين أنها محل نزاع، فأوقفنا تنفيذ المشروع. في المنطقة نفسها أي الحميز لا زال السكان ينتظرون فتح مكتب البريد، متى يتم ذلك؟ فيما يخص مكتب البريد للحميز، فإنه سينجز على مستوى الطريق الوطني رقم 05 وقد تم تعيين المقاول، ولا أظن أن سكان الحميز يجهلون زيارة الوزيرة وإعلانها عن انطلاق أشغال مكتب بريد عصري قريبا. كذلك المقبرة ضيقة، فهل من توسعة أومقبرة ثانية؟ لقد قمنا بترحيل جزء من سكان حي الحميز الذين كانوا يقطنون في بيوت قصديرية، وبالتالي قمنا باسترجاع قطعة أرضية واسعة بمحاذاة المقبرة، وعليه سيتم توسيع المقبرة. و ماذا عن حصصكم من السكن الاجتماعي والتساهمي؟ ليس لدينا حصة من السكن التساهمي، أما بالنسبة لحصص السكن الاجتماعي، فاستفدنا من 100 حصة. شكاوى متعلقة بالطرقات المهترئة، متى تنتهي معاناتهم مع الطرقات المهترئة؟ كل طرقات الدار البيضاء بما فيها الحميز معبدة ومهيأة عدا تلك التي تمر عبرها قنوات المياه والكهرباء أي التي تعيد حفرها مصالح سونلغاز وسيال لتركيب القنوات، وهذا المشكل يلاحقنا مثلما يلاحق سكان باقي بلديات العاصمة. وصراحة نحن على اتصال مستمر مع هذه المؤسسات بشأن الأشغال التي تقوم بها لإلزامهما على إعادة الطرقات مثلما وجدتها أي تعبيدها وتهيئتها. التشغيل مازال يلاحق الشباب، فهل من مبادرات لامتصاص البطالة، وهل فعلا هناك "المعريفة " للتوظيف مثلما يقولون؟ التشغيل ليس من صلاحيات البلدية، وما كانت تقوم به البلدية في السنوات السابقة إلا وساطة أو علاقات مع المؤسسات الاقتصادية المتواجدة بالبلدية لتوظيف شباب المنطقة، أما اليوم فمكتب التشغيل أو ما يسمى بالوكالة الوطنية للتشغيل "ANEM" فهي من تقوم بالمهمة، وهي من تستلم ملفات الشباب وهي التي تتوسط لهم مع المؤسسات العمومية والخاصة المتواجدة على مستوى إقليم البلدية لتوفير مناصب شغل، وما يقال من أن التوظيف ب"المعريفة" هو اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة. وماذا عن الأسواق الفوضوية وبالمقابل المشاريع المتعلقة بإنجاز الأسواق المنظمة؟ بعدما قضينا على السوق الفوضوية بحي الإخوة عاشوري، أحصينا التجار الذين كانوا يزاولون نشاطهم التجاري بصفة فوضوية وكان عددهم 30 تاجرا، وقد تم منحهم طاولات بالسوق المنظمة "لالا فاطمة نسومر". * حاورته: صبرينة كبسي / مليكةينون