" نطالب رئيس البلدية والمنتخبين الوفاء بوعودهم التي كانوا قطعوها خلال الحملة الانتخابية السابقة"، هذا ما أجمع على قوله بعض سكان بلدية خرايسية تلك المنطقة المنسية والبعيدة عن ذهن وأعين مسؤوليها، فمن يزورها يخال له أنه في منطقة من مناطق الولايات الداخلية أوأقل منها بكثير، فمظاهر التريف على وجهها الخارجي ظاهر وغياب بشكل ملفت للانتباه المشاريع الإنمائية مسجل والسكان أغلبيتهم يشكي همه، فهذا التلميذ ينتظر حافلة تقله إلى مدرسته أومؤسسة قريبة من مقر سكناه، وتلك العائلة القابعة منذ سنوات في الأحواش والبيوت القصديرية تترقب على أحر من الجمر ترحيلها إلى سكنات لائقة، وهؤلاء المرضى يتوقون لمصحة تنهي معاناتهم مع رحلة البحث عن طبيب، وهؤلاء الشباب بلا عمل ولا محل من محال رئيس الجمهورية، وتلك الطرقات مهترئة، ومقبرة ضاقت بموتاها وغيرها من مشاكل تعود لسنوات، فشل رئيس البلدية والمنتخبون والمسؤولون السابقون في احتوائها للقضاء على مظاهر البدائية والتخلف وإلحاق خرايسية بركب التنمية، سيما وأنها ضمن بلديات العاصمة، فهل سيأتي اليوم الذي يلتزم به المسؤول بوعده ويرفع الغبن عن قاطني هذه البلدية العاصمية، أم أن حالها لن يتغير وقدرها أن تبقى مخندقة مع التخلف؟
لم نكن نعتقد، خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت" الحوار" لبلدية خرايسية، أن هذه البلدية العاصمية باعتبارها ضمن بلديات ولاية الجزائر العاصمة تعيش فعلا كل مظاهر التخلف والبدائية ويعاني سكانها معاناة كبيرة بسبب غياب التنمية، فمن سكانها من ينتظرون ترحيلهم من بيوت قصديرية وأحواش وآخرون ضاقت بهم سكناتهم، ومن شبابهم وأطفالهم من يترقبون ملاعب جوارية ومؤسسات تربوية وفرص عمل وحافلات للنقل المدرسي، مطالب كلها رهن إشارة رئيس البلدية والمنتخبين، هؤلاء المسؤولين الذين لم يسلموا من انتقادات المواطنين ومن اتهاماتهم بنكث وعودهم والانشغال بما يملء جيوبهم. ويقول بعض السكان "وضعنا ثقة كبيرة في رئيس البلدية والمنتخبين واعتقدنا أنهم سيوفون بوعودهم التي قطعوها معنا خلال الحملة الانتخابية، لكن للأسف الشديد لا أحد منهم كان عند كلمته ووفى بما وعد عدا بعض المشاريع التي لم ترتق لمستوى تطلعاتنا"، مضيفين" نحن نعلم أن رؤساء البلديات سحبت منهم كل الصلاحيات، سيما في أمر منح السكنات ونحن لا نطالبهم بما لا يطيقون لكن على الأقل بيدهم تجسيد المشاريع الأخرى المتعلقة بإزالة السوق الفوضوية وإنجاز مؤسسات تربوية وتهيئة الطرقات وتنظيم حملات تنظيف، لذا نتساءل لم لا يقوم بهذه المشاريع ولم يتجاهلنا ويتجاهل معاناتنا". وخلص السكان مخاطبين رئيس البلدية والمنتخبين" أوفوا بوعودكم فقط، ولن نريد أن نحملكم مالا تطيقونه".
* سكان خرايسية: "أوفوا بوعودكم يامسؤولينا" لم يفلح مسؤولو بلدية خرايسية لحد اليوم في القضاء على الأسواق الفوضوية، ويبدو أن غياب فرص العمل وأسواق منظمة لن تحفز رئيس البلدية على إزالة هذه الأسواق، ليبقى الوضع على ماهو عليه شبيه جدا بلعبة القط والفأر بين السكان والتجار الفوضويين والمسؤولين. ويقول أحد المواطنين إن "الأسواق الفوضوية قدر يلاحق أحياءنا ولن يفارقها مادام رؤساء البلديات يرفضون تقديم البديل، ومادام بعض المواطنين يرونها أفضل بكثير من الأسواق المنظمة قياسا بالأسعار المغرية التي يحددها التجار الفوضويون". ويضيف آخر من يتجول في العاصمة يستغرب لاستحواذ التجار غير الشرعيين على الأرصفة والطرقات وسط العمارات لسبب واحد ارتبط بعجز رئيس البلدية عن محاربة الأسواق وعدم وجود بدائل لذلك. ويكشف عديد من سكان البلدية عن حاجاتهم الماسة إلى تجسيد مشروع سوق جوارية، مستغربين ومتسائلين عن سبب تأخر الجهات الوصية عن احتواء الطلب على رغم الشكاوى والطلبات المتكررة التي رفعت على مستوى مصالح رئيس البلدية، وعن تاريخ افتتاح السوق المنظمة التي شرعت في إنجازه مصالح البلدية.
* أسواق فوضوية في كل مكان أول ما يلفت انتباهك عند زيارة بلدية خرايسية، تلك الأسواق الفوضوية المنتشرة عبر بعض الأحياء، حتى أنها شوهت المنظر العام للمنطقة وزادته تريفا. وحسب السكان، فإن غياب السوق المنظمة أنعش بشكل ملفت للانتباه السوق الفوضوية وفتح الباب أمام الباعة الفوضويين، محتلين الطرقات الرئيسية ومحدثين فوضى عارمة ومشكلين نقطة سوداء أمام حركة المرور، مبرزين أن بلدية خرايسية تحتاج لعملية تطهير واسعة من الأسواق الفوضوية، لأنها تضم عددا هائلا للمحال التجارية تنشط في كل ما يرغبه السكان، لافتين إلى أن الفوضى التي تعرفها المنطقة سببها الأسواق الفوضوية والتجار الذين احتلوا كل الطرقات والأرصفة.
* سكان أحواش ينتظرون تسوية عقود الملكية والقصدير يترقبون الترحيل وتعيش عائلات الأحياء القصديرية ببلدية خرايسية، مخاوف استثنائهم من عمليات الترحيل الواسعة التي شرعت فيها الولاية، تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية، للقضاء على البيوت القصديرية، سيّما وأنه لم تصلهم أية معلومات لا من قبل مسؤول البلدية ولا حتى وسائل الإعلام، عن موعد ترحليهم إلى سكنات لائقة. ولا يزال سكان البيوت القصديرية يتساءلون عن أسباب تأخر مصالح الولاية عن ترحيلهم، مع أن وضعهم المزري يشبه كثيرا وضع المرحلين مؤخرا، بل -بحسبهم – حالهم المتردي أشد داخل بيوت ضيقة مشيدة بالصفيح والخشب، وتفتقد لأدنى الشروط الحياتية. ومن أفظع ما يعيشه السكان، ما يحدث لهم خلال فصل الشتاء والأيام الممطرة، أين تتحول بيوتهم إلى برّادات ووديان حقيقية تلزمهم في غالب الأحيان على المبيت في العراء. ولا تقتصر معاناتهم على فصل الشتاء، بل تمتد لفصل الصيف، حيث تتحول البيوت القصديرية إلى فرن مفتوح على مصراعيه تعجز المكيفات عن تهويتهم وإنعاش المكان، فضلا عن انتشار الحشرات والجرذان بسبب تراكم النفايات. وبحسب إحدى السيدات التي تحدثت ل" الحوار"، فإن " مسؤولي مصالح البلدية على دراية بمعاناتنا ويعلمون جيدا أنّ هذه البيوت القصديرية غير صالحة للسكن، بيد أنّهم لا يتحركوا تحركا إيجابيا، بل تحركهم لا يتعدى وعودا يقطعونها في كل مرة خصوصا خلال الحملات الانتخابية لأجل كسب صمتنا وصوتنا وإيقاف أي حركة احتجاجية ضاغطة قد تهز منصبهم"، لافتة إلى أن " ما يثير مخاوفهم من استثنائهم هذه المرة من كل عمليات الترحيل التي استفاد منها غالبية سكان البيوت القصديرية بالعاصمة، في إطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية هو صمت مسؤول البلدية والولاية وعدم إبلاغنا عن موعد ترحيلنا إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتنا وعزتنا". وتابعت السيدة" سمعنا أنّ الولاية ستقضي هذه السنة على كل البيوت القصديرية، لكن لم نسمع أي خبر يتكلم عن موعد ترحيل سكان القصديري بخرايسية لا من البلدية ولا من وسائل الإعلام، وكأننا لا وجود لنا في خريطة العاصمة، هذا ما يخيفنا من أن نقصى وتضيع منا مثل هذه الفرصة". إلى ذلك، يكرر السكان مطلبهم بضرورة حمل المسؤولين المحليين وضعهم المتردي على محمل الجد، وعدم إقصائهم من هذا المشروع الرئاسي، باعتبارهم لن يبقوا صامتين بل سيتحركون بقوة وسيخرجون إلى الشارع، مثلما ذكر البعض. وحتى سكان أحواش بلدية خرايسية البالغ عددها40 حوشا، لازالوا لم يستلموا بعد العقود الخاصة بالأراضي التي شيدت عليها سكناتهم منذ سنوات طويلة ما عرقلتهم في تسوية وضعيتهم القانونية، مطالبين الجهات الوصية بضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية التي من شأنها أن تسهل عليهم الحصول على عقود الملكية لسكناتهم.
* مرضى بلا مصحة مرضى خرايسية وتحديدا سكان حي سعيد شريفي يشكون غياب مصحة عن المنطقة دون أن تحرك الجهات الوصية قيد أنملة نحو إنهاء معاناتهم مع رحلة البحث عن طبيب أو مركز صحي لتلقي العلاج، مبرزين المسافات الطويلة التي يقطعوها لأجل التنقل على مستوى مصحات الأحياء المحاذية، وعن حجم المعاناة التي يتكبدونها سيما منهم النساء الحوامل وهم في رحلة البحث الحثيث عن الطبيب حتى أنهم أحيانا يتعرضون لمضاعفات صحية. ويتساءل سكان الحي عما يمنع الجهات الوصية عن فتح مصحة للمرضى في الوقت الذي تسجل فيه معاناتهم، وفي الوقت الذي يضم الحي كثافة سكانية عالية تستأهل مصحة لتلقي العلاج.
* شباب يطالب بملاعب جوارية ويشدد شباب الحي على ضرورة إنجاز مرافق ترفيهية ورياضية ببلدية خرايسية، مبرزين أن فتح دور للشباب وإنجاز ملاعب جوارية من شأنه أن يحمي هذه الفئة من الانحراف الأخلاقي وإبراز مواهب مغمورة على غرار ما يستنفع منه شباب باقي بلديات العاصمة. ويؤكد نفس الشباب، أن مطالبهم مرفوعة على مستوى مكتب رئيس البلدية، غير أن هذا الأخير لم ينزل عنده ولم يستجب لما طلبوه لأسباب تبقى مجهولة. نفس الشيء بالنسبة لمشاريع المكتبات التي لم يعرف لها طريق نحو الحي، وحرم التلاميذ من مطالعة الكتب ومراجعة الدروس جماعيا، سيما خلال العطل والامتحانات.
* بطالون يتساءلون عن مشروع ال100 محل وأفرز تغييب مسؤولي مصالح البلدية الحديث عن مشروع ال100 محل، تذمرا واستياء شديدين وسط الشباب البطال الذين يلحون على الجهات المعنية ضرورة التعجيل في توزيعها قبل أن يخرجوا عن صمتهم. ويتهم بعض البطالين ممن تحدثت معهم " الحوار" المسؤولين المحليين بالتقاعس والتماطل في توزيع ال100 محل، مؤكدين على رئيس البلدية ضرورة احتواء انشغالاتم وعدم التقليل من المشاريع التي من شأنها أن تحتوي مشكل البطالة، لأن الشباب ينتظر على أحر من الجمر مثل هذه المشاريع ولا يتقبل ويرفض رفضا قطعيا العبث بمصالحه ". ويردف بطال آخر " لقد بلغنا أن بلدية خرايسية استفادت من مشروع ال100، وقد أنجزتهم لماذا لم تقم بتوزيعهم، وماذا ينتظر المسؤول الأول لتوزيعها على الشباب البطال؟، أم أن في الأمر تلاعب لحرمان البطالين من حقهم"، مشيرا إلى أنهم لن يصمتوا عن حقهم وسيخرجون إلى الشارع في حال وزعت المحال بطريقة عشوائية.
* تلاميذ بلا مؤسسات تربوية ولا وسائل نقل ويعاني التلاميذ وتحديدا تلاميذ الطور الثانوي من غياب مؤسسات تربوية بالخرايسية، ما يضطرهم يوميا لقطع مسافات طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة ببلدية الدويرة، موجهين انتقادات لاذعة لرئيس البلدية الذي أغفل معاناتهم وضربها بعرض الحائط في الوقت الذي يشاهد بأم عينيه رحلة الشقاء والعناء التي يقومون بها بشكل يومي لأجل تلقي العلوم ببلدية الدويرة. ولفت بعض التلاميذ إلى أن ما زاد الطين بله غياب النقل المدرسي وعدم اتخاذ مسؤولي البلدية أي تدابير من شأنها أن تنهي معاناتهم المزدوجة مع رحلة قطع مسافات طويلة لأجل الدراسة وكذا رحلة البحث عن وسيلة نقل تقلهم إلى الثانوية، مؤكدين أنهم في غالب الأحيان سيما خلال فصل الشتاء يسجلون غيابات متكررة لعجزهم عن الذهاب بسبب غياب وسائل النقل وذلك أمام مرأى ومسمع المسؤولين الذين لم يحركوا ساكنا ولم يرأفوا لحالهم ولم يوفوا بوعودهم التي كانوا قطعوها خلال الحملة الانتخابية.
* طرقات مليئة بالمطبات والحفر لا تزال أحياء بلدية خرايسية تنتظر نصيبها من مشاريع التهيئة العمرانية والحضرية، حيث أن معظم الطرقات الرئيسية والفرعية لا تزال غير معبدة. وأول ما يشد انتباهك وأنت تدخل بلدية خرايسية هو غياب التهيئة الحضرية بشكل شبه كليّ، حتى أنه يخال لك أن طرقات البلدية لم تعرف منذ نشأتها أي تعبيد أو تأهيل ولم تحرك ساكن المسؤولين المحليين، الذين وعدوا خلال كل حملاتهم الانتخابية ببعث تنمية قوية للتهيئة العمرانية. وحسب السكان، فإن اهتراء الطرقات هو سبب الازدحام المروري الخانق، فكل السائقين لسياراتهم يقودون ببطء مخافة إلحاق الأعطاب بسياراتهم وشاحناتهم، وكلهم يعبرون نفس الطريق لعدم وجود مسالك أخرى، متسائلين عن سبب تأخر الجهات الوصية عن تجسيد مشاريعها المتعلقة بالتهيئة العمرانية التي كانت وعدت بها، سيما وأن الوضع لم يعد يحتمل وأنهم -لا محالة- سيخرجون ذات يوم في احتجاجات عارمة.
* نفايات تغزو كل أركان خرايسية ونحن نتجول بين أحياء وشوارع بلدية خرايسية، لفت انتباهنا أكوام النفايات المترامية في كل مكان، حتى أنها باتت مصدر لأوبئة وأمراض من شأنها أن تصيب الصحة العمومية والبيئة. وأبرز السكان تذمرهم من الحالة الكارثية التي آلت إليها البيئة، موجهين أصابع الاتهام إلى مؤسسة" نت كوم" وكذا "اكسترا نت" اللتين تتقاعسا عن أداء مهامها بالشكل اللائق والمحافظ على صحة السكان والبيئة. وفي اعتقاد السكان، فإن غياب أعوان النظافة سببه غياب المسؤولين وافتقار المؤسسات للوسائل والإمكانات المادية، فضلا عن غياب دور المواطنين الذين لا يحترمون مواعيد وأماكن رمي النفايات، حيث أن غالبيتهم يترك الحاويات فارغة ويرمي قمامته في أي مكان قريب دون التفكير في النتائج السلبية الوخيمة في مقدمتها تشويه الوجه الجمالي للبلدية، فضلا عن تعريض المواطنين للأمراض المتنقلة. ويقترح السكان الذين تحدثوا ل"الحوار"، على المسؤولين المحليين تغريم المواطنين الذين لا يحترمون مواعيد وأماكن رمي النفايات، فضلا عن الضغط على مؤسسات تنظيف الأحياء إذا ما أرادوا صناعة بلدة نظيفة.
* مقبرة ضاقت بموتاها ويشدد سكان خرايسية على مسؤولي مصالح البلدية، ضرورة توسيع مقبرة بعدما ضاقت بموتاها أو على الأقل الذهاب نحو إنجاز مقبرة جديدة. وقال أحد المواطنين ل"الحوار" "السلطات المعنية وكأنها لا تريد أن تطبق برامجها التنموية أوأعتقد أنها تجهل تماما أن مطلب توسيع المقابر على مستوى البلديات من بين انشغالات المواطنين وضرورة ملحة أمام ارتفاع الكثافة السكانية"، مضيفا"نحن كسكان نناشدها أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المطلب وأن تسعى في أقرب الآجال نحو توسيع مقبرتنا حتى لا يأتي اليوم الذي لا نجد فيه مكانا لدفن موتانا"، ليتدخل مواطن آخر "مصالح البلدية عليمة بمطلبنا وتدرك جيدا أن المقبرة القديمة ضاقت بموتاها، غير أنها تأخرت عن إنجاز مقبرة جديدة، بل مثل هذا المشروع غير مدرج في أجندتها وليس ضمن مشاريعها التنموية". وخلص نفس المواطن بالقول " نحن نطالبها ونلح على مطلبنا، وذلك بوجوب أن تأخذ بعين الاعتبار مشكل ضيق المقبرة القديمة وبالتعجيل في إنجاز مقبرة ثانية، لأن عدد السكان في تزايد مستمر وبالمقابل عدد الوفيات في تزايد أيضا".