الحلقة 11 بقلم: جمال غلاب أما الذين يعترفون بامتلاكهم لأكواخ وبعض الأغنام فهؤلاء يطلق سراحهم بعد أن يتم سلبها منهم، وسي خليفة والدايرة بدورهما يقومان ببيعها مقابل تسديد ما عليهم من ضرائب.. حينها قلبي ينزف ألما أمام نساء بدموعهن عند جلبهن آخر ما تبقى لهن من معز وخراف وهن يودعهن الوداع الأخير…؟إ.. ثم يسحب من تعسر عليهم دفع الضرائب وهم مقيدون بالسلاسل وراجلين بين خيولنا ونتجه بعيدا… وفي طريقنا تصادفنا بعض البيوت المتناثرة بين الأشجار المورقة أكثر من أي مكان آخر.. حينها نقوم بنصب خيمتنا البدوية من منسوجات شعر المعز، والسبايسية ببذلاتهم البراقة يقومون بإشعال النار والقيام بواجب الضيافة التي يتقزز منها القلب… أما أنا وسي العربي وأحمد السبايسي سنهيم على وجوهنا في الفلاج في حيز الغسق… حيث التقينا مع امرأة في ريعان الشباب ووحيدة كانت تقطف الهندي.. وأحمد يتقدم منها ويخاطبها قائلا: أعطينا حبات هندي… وأزيلي منه الشوك أيتها الجميلة؟. البدوية جميلة جدا والشرسة جدا… حدقت فينا بعد أن أظهرت الأحمر من عينيها وردت بقولها: لعنة الله عليكم جئتم لسلب خيراتنا…! وأفرغت قفتها بعنف من الهندي بين أرجلنا وانصرفت… والفارس المرتدي للبزة الحمراء حاول المساس بها لكننا منعناه؟إ. كفى ظلما للفقراء ولم يبق لنا الا إيقاف النساء.. رد الخليفة؟إ آه سيدي لا أريد بها شرا…ا وعلى الرغم من أن هؤلاء الرجال ببزاتهم الحمراء خرجوا من هذا الشعب ويعرفون معاناته في دائرة الفقر المدقع فعوض تقاسمها معه… لكن السبايسي لا يعتبر نفسه بدويا، بل يعتقد نفسه من علية الناس، وفي منأى عن إخوانه من أبناء القبائل لأنه يرتدي البزة العسكرية؟إ. ما زلنا نقضي حوالي ربع ساعة في حديث مع طفل صغير أسود البشرة صادفناه في الطريق حيث جعلنا ننفجر بالضحك بارتجاليته وعفويته وذكائه القردي.. وبعدها عدنا وتناولنا عشاءنا وتمددنا على حصير ورحنا نستمع للجواق الذي كان يعزف عليه أحد الشباب وسكان الساحل أغلبهم من الموسقيين ورعاة نواحي الساحل أيضا ما زالوا الى أيامنا هذه يحفظون أغاني لها إيقاعات راقية منسجمة ومتناغمة مع الكلمات واللحن. يا أما يا أما الحنينة منلي دفنوك ولا حد ضحكلي في هاذي الدنيا الحزن في قلبي أسكن الدموع من عيوني مرة سيالة وفي هذه السهرة سمعت منهم أيضا ببرنسي غطيت راسي وأبكيت على جيناتا وقلتلها بعديني ربما نموت قبلك وسعتها إذا بكيتي علي الناس أعليك تقول هذا حب من العشيق.. وزيادة… ومن حبيتيه غادر حلفتلو على حب دايم لكنك نساتو في عامو لول وقتها العار عليك موش علي و في حدود منتصف الليل عدنا الى خيامنا.