حنان حملاوي تم صبيحة أمس بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة تدشين فضاء جديد يحمل اسم الراحل امحمد بن قطاف، حيث سيخصص للمحاضرات، النقاشات، وكذا المبادرات وقراءات في تاريخ وراهن ومستقبل المسرح. أوضح محمد يحياوي مدير المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي أن الهدف من إنشاء نادي مسرحي يحمل اسم الراحل امحمد بن قطاف هو تفعيل الحركة المسرحية والارتقاء بها وتعزيز دورها في الحياة الثقافية الجزائرية، مضيفا أن هذا الفضاء سيكون بمثابة تكريم لروح الراحل. وعلى هامش عملية التدشين تم احتضان أول عدد من برنامج "لقاءات" الذي يشرف على تنشيطه الباحث سعيد بن زرقة، حيث تم تسليط الضوء على موضوع "الثورة التحريرية في المسرح" ونشطها مجموعة من المختصين منهم الأستاذ حسن ثليلاني الذي قدم مداخلة تحت عنوان "تجربة المسرح الجزائري من الإرهاص بالمقاومة إلى الالتزام بالثورة"، ذكر خلالها أن الكثير من النصوص المسرحية التي تعود إلى فترة الثورة التحريرية أو قبلها قد ضاعت، وهي في حاجة إلى من يبحث عنها وينشرها مثل مسرحية "الحاجز الأخير" لمصطفى الأشرف، وعديد المسرحيات الإذاعية التي تشكل تراثا وطنيا هاما له علاقة مباشرة بذاكرة الأمة في لحظات فارقة من تاريخها. وفي سياق متصل أوضح ثليلاني أن الإبداعات المسرحية الجزائرية التي واكبت الثورة التحريرية وعبرت عنها قليلة جدا، قياسا مع التراكم الشعري والقصصي، غير أن هذه النماذج حسبه القليلة استطاعت أن تعكس حقيقة الثورة وأن تشخص عمق الصراع بأشكاله المختلفة. أما الفنان طه العامري فتطرق إلى ظروف تأسيس الفرقة الفنية لحزب جبهة التحرير الوطني من طرف كل من مصطفى كاتب، احسن الشافعي، طه العامري، وعبد الحميد رايس، وأكد أنه يعتبر هذا الأخير مؤلف الثورة الجزائرية، مضيفا أن الكثيرين يخالفونه الرأي لكن الحقيقة أنه أعطى لمحة حية عن الثورة خاصة من خلال ثلاثيته، مسرحية "أبناء القصبة" التي تطرقت للكفاح في المدن، "دم الأحرار" والتي ركز فيها عن الكفاح في مدن الساحل ثم "الخالدون" والتي نقلت صورة عن الكفاح في الجبال. ونفى العامري أن المرأة كانت مغيبة في الفرقة الفنية لحزب جبهة التحرير الوطني أثناء الثورة، موضحا أنه كان يوجد حوالي خمس عضوات في الفرقة اختلفت أدوارهن بين التمثيل والخياطة.