أشرف مدير المسرح الوطني الجزائري، محمد يحياوي، صباح أمس، على افتتاح نادي ”امحمد بن ڤطاف” بالمسرح الوطني الجزائري، بحضور العديد من الوجوه المسرحية الوطنية من بينهم بعض أعضاء فرقة جبهة التحرير الوطني. وألقى محمد يحياوي كلمة أثنى فيها على دور المسرحي الراحل امحمد بن ڤطاف في ترقية الفعل المسرحي الجزائري، ومساهمته في الرقي بالحركة المسرحية عبر العديد من الأعمال التي قدمها سواء كممثل أو كاتب نص أو مخرج، ناهيك عن إشرافه على المسرح الوطني الجزائري لمدة طويلة. وافتتح نادي امحمد بن ڤطاف أول نشاطاته بندوة حول ”الثورة التحريرية في المسرح”، نشطها كل من الدكتور أحسن تليلاني، الممثل الهادي رجب، الممثل الكبير طه العامري والممثل الآخر عبد الحميد رابية ونشطها الدكتور سعيد بن زرقة. اعتبر أحسن تليلاني أن المسرح الجزائري تفاعل مع الثورة، حيث أن كل الأعمال المسرحية قامت بدور التوعية أو التحريض على المستعمر الفرنسي، وذلك منذ إنشاء الفرقة المسرحية لجبهة التحرير الوطني في تونس عن طريق قادة الثورة، مضيفا أن الطلبة كان لهم دور كبير في المسرح الطلابي من خلال قيامهم بأعمال مسرحية ثورية مثل عمل عبد الله الركيبي. وأضاف تليلاني أن كاتبا واحدا من الذين ساهموا بقوة في المسرح الثوري الجزائري من خلال عمله ”الجثة المطوقة”، وهي أول مسرحية ثورية استحضر فيها أحداث 8 ماي 1954 والمجازر التي قام المستعمر الفرنسي في حق الشعب الأعزل، مضيفا أن مصطفى الأشرف كذلك كتب مسرحية ”الباب الأخير” وتمت ترجمتها ونشرها في مجلة ”الفكر” في تونس. وأبرز المتحدث أن المسرح الإذاعي كان حاضرا بقوة بموضوعاته حول الثورة التحريرية عبر أعمال صالح خرفي، الذي كتب مسرحيات إذاعية ثورية كانت تبث على إذاعة صوت الجزائر من القاهرةوتونس، مضيفا أن موضوع الثورة الجزائرية لم يعالج من طرف الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني فقط، بل بعض المسارح العربية أنتجت أعمالا مسرحية حول الثورة مثل مسرحية ”مأساة جميلة” لعبد الرحمان الشرقاوي والتي قام بهات بها فرقة المسرح القومي المصري. وقال تليلاني في الأخير أن المسرح الجزائري نشأ مقاوما وجادا، وليس مسرحا تجاريا، كما كان متفاعلا مع قضايا الناس. من جهته، اعتبر الممثل الكبير طه العامري الذي كان عضوا في الفرقة المسرحية لجبهة التحرير الوطني، أن العديد من الأعمال المسرحية انطلقت من الثورة، وأعطى المسرح لمحة عما كان يجري في الثورة وحول مختلف الأحداث والحركات التي كانت تجري أثناءها، مضيفا أن جبهة التحرير الوطني كان لها هدف أساسي من خلال إطلاق الفرقة المسرحية وهو إطلاع الرأي العام الوطني والدولي على الثورة التحريرية. وعاد طه العامري إلى ظروف تأسيس الفرقة المسرحية لجبهة التحرير الوطني، قائلا: ”اتصل قادة جبهة التحرير الوطني بالفنان مصطفى كاتب الذي قام بدوره بالاتصال بالفنانين الجزائريين، سواء من كانوا داخل الوطن أو خارجه، وطلب منهم الالتحاق بتونس، وتم الاجتماع هناك، ومن بين الأسماء التي كانت حاضرة عبد الحليم رايس، أحمد وهبي وأحسن الشافعي، وتساءلنا ماذا سنقدم بحكم عدم وجود نصوص مسرحية في ذلك الوقت، ولكن فاجأنا عبد الحليم رايس الذي كان يملك نصا مسرحيا بعنوان ”أبناء القصبة” فاشتغلنا عليه وحقق صدى كبيرا”.