اعترفت رئيسة لجنة الصحة والنظافة والبيئة لولاية الجزائر، حورية أولبصير، خلال لقاء مطول مع "الحوار"، بنقص التأطير على مستوى المؤسسات الصحية، قائلة: "المؤطرون في المؤسسات الصحية يحتاجون إلى دورات تكوينية مكثفة، لا سيما لمستقبلي المرضى"، مضيفة في سياق متصل: "صحيح استقبال المرضى داخل المؤسسات الصحية سيئ، نحن نبذل قصارى جهودنا للقضاء على المعاملة السيئة، تكريس ثقاقة أنسنة مؤسساتنا الصحية". وعن دور لجنة الصحة، قالت حورية اولبصير: "قمنا بتدعيم المراكز الجوارية بالمحافظ التي تحتوي على كل المعدات الطبية لتوفير أحسن استقبال للمواطنين وتنظيم دورات تكوينية في مجال الاستعجالات لتمكين الفريق الطبي الذي يسهر على استقبال المرضى من تقديم خدمات طبية في المستوى، فضلا عن اعداد ملف كامل حول الاستعجالات أثناء الكوارث الطبيعية، من حيث التدخل السريع". وعن عمل "اكسترا نت" و"نات كوم"، صرحت اولبصير: عمل "اكسترا نت" و"نات كوم" ناقص نوعا ما، لكن بحسبها: ما لا ننكره اننا مهما وفرنا من إمكانات مادية وبشرية لهاتين المؤسستين يبقى عملهما غير كاف، قياسا بالكميات الهائلة للنفايات التي يطرحها السكان العاصميون بشكل يومي". وكشفت المسؤولة نفسها أن "مصالح الولاية قررت انجاز مركز ردم تقني ثان بالعاصمة، غير ان تنفيذه على ارض الواقع تعثر بسبب رفض المواطنين الذين لم يتقبلوا، وطبعا امام مشكل نقص العقار عجزت الولاية عن انجاز مركز ردم تقني ثان للنفايات بالعاصمة".
* أول سؤال نباشر به حوارنا، معرفة ما قدمته لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة للمؤسسات الصحية والمرضى والبيئة؟
لدينا برنامج ضخم لتدعيم المؤسسات الصحية والبلديات، وعلى سبيل المثال قمنا بتدعيم المراكز الجوارية بالمحافظ التي تحتوي على كل المعدات الطبية حتى نسهل ونوفر للاطباء ظروفا مهنية تسمح لهم بتقديم للمرضى تغطية صحية حسنة، كما نظمنا دورات تكوينية في مجال الاستعجالات لتمكين الفريق الطبي الذي يسهر على استقبال المرضى تقديم خدمات طبية في المستوى المطلوب، فضلا عن اعداد ملف كامل حول الاستعجالات أثناء الكوارث الطبيعية، من حيث التدخل السريع. وبالعودة للحديث عن الاستعجالات، وتبعا لزيارتنا التفقدية الاستعجالية، اقترحنا توصيات بتخصيص مدخل خاص ليلا ونهارا لسيارات الاسعاف، او مرافقي المرضى، لتسهيل عملية تقديم الخدمات الصحية. كذلك من بين الأمور التي ركزنا عليها، عدا توفير أحسن الاستقبال للمواطن أي المريض، ركزنا على الظروف المهنية للطبيب والممرض مستقْبِل هذا المريض، حول كيفية تعامل الادارة مع الفريق الطبي أثناء اداء مهامهم في المناوبات الليلية، الى جانب توفير المعدات الطبية على غرار مخابر الأشعة والتحاليل الطبية.
* برأيكم كيف هو واقع التغطية الصحية بولاية الجزائر، قياسا بعدد الهياكل الصحية وعدد السكان؟ وهل بحسبكم هذه القاعدة الصحية كافية بالشكل اللائق لتوفير تغطية صحية مواتية؟
بالنسبة لعدد المرافق الصحية المتواجدة على مستوى الجزائر العاصمة فهي كافية لتغطية حاجة المرضى، يبقى فقط أن هذه المرافق قديمة جدا لأنها تعود للحقبة الاستعمارية، لذا اقترحنا ترميمها. وأشير هنا الى ان اللجنة ساهمت -ولا تزال تساهم- بالأغلفة المالية التي من شأنها ان تساعد بنسبة كبيرة على عملية ترميم هذه المؤسسات الصحية القديمة والمهترئة. وأشير هنا الى انه قريبا سيتم فتح عدة عيادات للأمومة على مستوى العاصمة كعيادة الدويرة التي ستدشن خلال الأيام القليلة القادمة وستستعيب ل150 سرير، وعيادتين أخريين في براقي الرويبة اللتين ستستوعبان 150 سرير، إضافة إلى مستشفى ببابا حسن، حيث ستساهم هذه المؤسسات الصحية في رفع الضغط عن المستشفيات تحسين الخدمة الطبية للنساء الحوامل.
* وعن واقع تأطير المؤطرين داخل هذه المؤسسات الصحية؟
تأطير المؤطرين على مستوى المؤسسات الصحية يحتاج إلى دورات تكوينية مكثفة، لا سيما المستقبِلين للمرضى.
* هناك انتقادات لاذعة لأداء القاعات الصحية والعيادات الطبية متعددة الخدمات الصحية، بم تردون على هذه الانتقادات، وفي نفس الوقت تطمئنون المرضى؟
صحيح استقبال المرضى داخل المؤسسات الصحية سيئ، نحن نبذل قصارى جهودنا للقضاء على المعاملة السيئة تكريس ثقاقة أنسنة مؤسساتنا الصحية.
* كنتم بادرتم ببرنامج الاستشفاء المنزلي.. فهل كانت ناجحة؟
الاستشفاء المنزلي كانت عملية نموذجية، وقد جسدناها على مستوى عشر مؤسسات جوارية لولاية الجزائر، وطبعا حققت المبادرة نجاحا ملفتا للانتباه، لذا قررت لجنة الصحة رصد غلاف مالي آخر لتعميم هذه المبادرة على مؤسسات صحية اخرى، خاصة أن هذا البرنامج يحتاج إلى موارد بشرية طبية (أطباء) وطاقم تقني، كما يحتاج الى إمكانات مادية، خاصة سيارات الإسعاف لنقل الفريق الطبي، ونامل أن يتحقق ذلك.
* من خلال الخرجات الميدانية التي تقومون بها إلى المؤسسات الصحية، ما هي المشاكل التي رصدتموها؟
أولا أريد أن أشير إلى أنه، ولأول مرة منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا، ولا مجلس ولائي عمل ليلا، ونحن من خلال زياراتنا الميدانية التي نقوم بها ليلا نريد أن نقف عند النقائص نحسن مستوى التغطية الصحية في العاصمة.
فنحن نقوم بزيارة العيادات الطبية ليلا، خاصة الاستعجالات وكيف يتم استقبال المواطن، لأن المريض في النهار موفر له كل الخدمات التي يحتاجها ولكن المشكل في الليل، فهل يجد المواطن خدمة طبية مثلما تتطلبه الحالة الصحية للمريض أم لا؟
وأشير هنا الى ان ما سجلناه بشكل كبير ورصدنا خلال زيارتنا الفجائية للاستعجالات وعبر طرقات الولاية غياب اللافتات المرورية بالطرقات وشوارع المدينة التي توجه سائق المركبة نحو اول مرفق جواري صحي، لذا نوجه رسالة إلى رؤساء البلديات باحتواء المطلب ووضع لافتات مرورية تسهل سير سواق المركبات، لا سيما الاسعاف.
* ماذا عن أنسنة المؤسسات الصحية أمام الضغط الذي تعرفه على مدار السنة؟
نحن نركز أكثر على مرافق الصحة الجوارية، لأن المجلس الولائي صلاحيته تبدأ وتنتهي عند تقديم المساعدة للمؤسسات الصحية الجوارية من حيث الاغلفة المالية او حتى المعدات الطبية، أما المستشفيات فوزارة الصحة هي من تقدم لها المساعدات والدعم، رغم هذا نظمنا خرجات ميدانية لبعض مستشفيات العاصمة مثل مستشفى مايو، بني مسوس، الحراش، ورصدنا فيها مشاكل عديدة رفعناها للوزارة رفقة مطالب وتوصيات لاستدراك النقائص وحل المشاكل توفير احسن خدمة طبية للمرضى بمستشفياتنا.
* هناك كذلك ضغطا وسوء استقبال على مستوى مصالح الأمومة، متى نقضي على هذا الكابوس؟
نعم، لا ننكر أن هناك ضغطا على مستوى مصالح الأمومة، ونحن سلطنا الضوء على الخدمة الطبية للأم عند وضع الحمل، وشددنا على ضرورة توفير كل الظروف المناسبة والمواتية اثناء وضع الحمل حتى لا نسجل خسائر بشرية. وأشير هنا الى ان سبب الضغط على مستوى مصالح الأمومة بمستشفيات العاصمة استقبالها للوافدين من جميع ولايات الوطن، لذا قررنا وضع دراسة وتدابير من شأنها أن ترفع الضغط عن المستشفيات، على غرار فتح جناح جديد بمستشفى بني مسوس، وإعادة تهيئة المستشفى من أجل توفير جو أحسن للنساء الحوامل.
* كيف تقيِّمون حالة البيئة بولاية الجزائر العاصمة؟
لما نتكلم عن حالة البيئة في ولاية الجزائر العاصمة، نقول إننا كمجلس ولائي نولي عناية كبيرة لحماية البيئة بالعاصمة، وقد سخرنا إمكانات مادية وبشرية ضخمة للوصول إلى عاصمة نظيفة ونقية من النفايات. كما اعددنا استراتيجية ضخمة لتنظيم عملية تنظيف العاصمة ورفع النفايات المنزلية الطبية والصلبة والسامة. وأشير هنا الى انه في السابق سجلنا اختلالات ونقائص في الامكانات المادية والبشرية، ولكن منذ أربع سنوات قمنا بإعادة تنظيم مجال تسيير النفايات بالتنسيق مع مؤسستي "اكسترا نت" "نات كوم" والآن قمنا بتوحيد هاتين المؤسستين الكبيرتين حتى نقوي الجهود لمحاربة ظاهرة الانتشار اللافت للانتباه بالعاصمة، لا سيما أننا دعمنا البرنامج بشاحنات لنقل النفايات وبالموارد البشرية وأدخلنا على عملية التسيير في محاربة النفايات التكنولوجيات الحديثة.
* على ذكر مؤسستي "نات كوم" و"اكسترا نت" كيف تقيمون عملهما؟
صراحة عمل "اكسترا نت" و"نات كوم" غير كاف، لكن ما لا ننكره اننا مهما وفرنا من إمكانات مادية وبشرية لهاتين المؤسستين يبقى عملهما غير كاف، قياسا بالكميات الهائلة للنفايات التي يطرحها السكان العاصميون بشكل يومي، وأشير هنا الى أن المواطن العاصمي يخلف كمية كبيرة من النفايات في اليوم، فضلا عن نفايات الوافدين إليها والعابرين منها الذين يقدر عددهم بحوالي 3 ملايين عابر، وهذا ما يضاعف من كمية النفايات المطروحة يوميا، وعليه مهمة نات كوم واكسترا نت صعبة جدا، ومهما سخرنا من امكانات بشرية ومادية تبقى ناقصة. كما ألفت هنا الى ان مشكل ردم النفايات لا يزال قائما، باعتبار العاصمة لا تضم الا مركزا واحدا فقط موجود في غرب العاصمة، وهو بعيد عن البلديات بمسافات طويلة، ما يعيق عملية نقل النفايات على مستوى العاصمة، وما يؤخر اعوان النظافة عن تأدية مهامهم، وما يضع مؤسستي اكسترا نت ونات كوم في موضع المتهم والانتقاد.
* لكن هناك مركز ردم آخر بولاية بومرداس وتحديدا بقورصو؟
مركز الردم التقني المتواجد على مستوى ولاية بومرداس بقورصو، هو ايضا بعيد عن بلديات العاصمة، ما يصعب عملية نقل النفايات ويجعل مؤسسات رفع النفايات محل انتقاد السكان ايضا، وألفت هنا الى ان مصالح الولاية قررت انجاز مركز ردم تقني ثان بالعاصمة، غير ان تنفيذه على ارض الواقع تعثر بسبب المواطنين الذين رفضوا جمع النفايات بالقرب من سكناتهم، كما ثمة مشكل اخر هو نقص العقار، ما أعجز الولاية عن انجاز مركز ردم تقني ثان للنفايات بالعاصمة. * ايضا النفايات الاستشفائية تحولت إلى معضلة حقيقية مصدرا لنقل الأمراض للمرضى، وحتى الأطباء والزوار والموظفين، هل من تدابير للقضاء عليها؟
كلجنة للصحة، طرحنا عدة تساؤلات حول هذه النفايات الاستشفائية المضرة بصحة المواطن والبيئة، وقد سطرنا برنامجا لمعالجة النفايات الاستشفائية على غرار ضرورة معالجتها على حدة، وعدم رميها في المفرغات العمومية، ووجوب عدم نقلها من قبل مؤسستي "اكسترا نت" و"نات كوم" لما تحتويه من مواد سامة. بل اكثر من هذا اقتنيا آلات لمعالجة هذه النفايات على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية.
* هل من توصيات جديدة تبنتها اللجنة لتحسين الصحة حماية البيئة بالعاصمة؟
اعتمدنا مخططا جديدا لأجل القضاء على النفايات بالعاصمة، وقد رفعناه على مستوى مكتب رئيس المجلس الشعبي الولائي، وقد طبق هذا البرنامج، لكن ما سجلناه ان التوصيات والتوجيهات طبقت من قبل بعض البلديات لم تطبق من قبل بلديات اخرى. كما قمنا بفتح مسابقة حول أنظف بلدية والهدف من المسابقة تحسيس البلديات بمسؤوليتهم حيال احيائهم وضرورة المشاركة في تنظيفها وحمايتها من النفايات.
* كلمة أخيرة
أوجه رسالتي إلى المواطن، وأدعوه أن يغير ذهنيته ويشارك في حماية الصحة والبيئة لأنه هو ايضا مسؤول عنها، لا سيما اننا سخرنا كل الوسائل البشرية والمادية وضعنا آليات الرقابة لمتابعة المشاريع في الميدان. وأقول للعاصميين نحن كمجلس ولائي ولجنة للصحة والنظافة والبيئة سنبذل قصارى جهودنا لحماية البيئة وتوفير كل الظروف المواتية لأجل حماية الصحة العمومية والمحيط بالعاصمة.