تعمل لجنة الصحة، النظافة والبيئة بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، على إعادة تأهيل مؤسسات الصحة الجوارية للتخفيف عن المستشفيات وتقريب الصحة من المواطن، في الوقت الذي تشهد المرافق الصحية الجوارية عزوفا شبه تام من قبل المواطنين منذ سنوات، مما تسبب في ضغط كبير على المستشفيات والعيادات الكبرى. ولمست ‘'المساء'' من خلال زيارة قامت بها إلى بعض العيادات بالعاصمة، جانبا من الواقع الذي ينتظر أن تغيره استراتيجية الدولة الجديدة في التغطية الصحية وتقريب هياكلها من المواطن. أكدت رئيسة لجنة الصحة، النظافة والبيئة بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، السيدة حورية أولبصير التي رافقناها في خرجتها الاستطلاعية للنقاط الاستعجالية بالعاصمة نهاية الشهر الفارط، أنها تعمل على تحقيق برنامج إعادة تنظيم قطاع الصحة الجوارية الذي يهدف إلى تخفيف الضغط الكبير الذي تشهده المستشفيات الجامعية والعيادات العمومية، وفي نفس الوقت، تقديم خدمات أفضل بالهياكل الصحية الجوارية في إطار سياسة تقريب الصحة من المواطن، فضلا عن تخفيف الأعباء عن المستشفيات بتوزيع التخصصات من ضمنها الاستعجالات الطبية على العيادات متعددة الخدمات الخاضعة لتسيير المؤسسات العمومية للصحة الجوارية. مواطنون ببراقي يشكون نقص التجهيزات والمداومة الليلية اختلفت النقائص وانشغالات المواطنين من منطقة إلى أخرى، حسبما لمسته ‘'المساء''، من خلال زيارة بعض المؤسسات العمومية للصحة الجوارية والعيادات وقاعات العلاج بالعاصمة، ولاحظنا مثلا بمؤسسة الصحة الجوارية براقي التي تتوفر على مصلحة للطب العام وأخرى للأمومة وجراحة الأسنان، بالإضافة إلى مخبر للتحاليل وهي مصالح تلبي حاجيات المواطنين، إلا أن بعض من التقيناهم بعين المكان وبمجرد أن علموا بتواجدنا، راحوا يعبرون عن انشغالاتهم التي تلخصت في عدم توفر بعض الاختصاصات كطب العيون وأمراض القلب، بالإضافة إلى تساؤلاتهم عن النقص الكبير في لقاحات الأطفال، علما أن المؤسسة المذكورة بحاجة إلى العتاد الطبي والأجهزة الحديثة. ووعدت لجنة الصحة، النظافة والبيئة بمساعدة المؤسسة، بعدما وقفت على النقائص المسجلة، شأنها في ذلك شأن مؤسسات؛ باش جراح، دالي إبراهيم ووادي أوشايح. تطور ملحوظ بمؤسستي العاشور وزرالدة وعلى عكس الصورة الأولى، عرف قطاع الصحة الجوارية بالعاشور وزرالدة تطورا ملحوظا تجلى في نوعية الخدمات المقدمة، حيث تم ترسيم المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بقلب بلدية العاشور، كمركز رئيسي للاستعجالات الطبية الخاصة دون انقطاع، ودعمت العملية بإدراج العمل المخبري والأشعة على مدار الساعة، ومنحت العلامة الكاملة لهذه المؤسسة من طرف مرضاها الذين تحدثنا إليهم، مؤكدين أن الأطباء يعملون بدون انقطاع ويسهرون على تقديم الخدمة كاملة للمواطنين. وعلى نفس المنوال يعمل أطباء مؤسسة زرالدة التي تعرف هي الأخرى تميزا ملحوظا، حسبما أكدته الزيارة التي قمنا بها إلى هذه المؤسسة التي أصبحت شبيهة بمستشفى مصغر يحتوي على كل الاختصاصات، إلا أن هذا التطور لا يعني بالنسبة للسيدة حورية أولبصير أن الأمور أصبحت «مثالية»، بالتالي فالمؤسسة تحتاج إلى المزيد، والصحة الجوارية بحاجة إلى تطور مستمر لضمان تغطية صحية لازمة للمواطن، خاصة أنها الأساس في المنظومة الصحية. لجنة الصحة تعد بمساعدة المصحات الجوارية وللإجابة عن الانشغالات التي سجلتها ‘'المساء'' على مستوى بعض المؤسسات الصحية الجوارية، سواء من طرف السلك الطبي العامل أو المواطنين، أوضحت السيدة حورية أولبصير أن التنظيم الجديد المؤطر للصحة الجوارية المطبق بصفة تدريجية، يمنح استقلالية التسيير لهذه المرافق المجندة كلها لتحسين الخدمة الصحية في إطار تقريب الصحة من المواطن، فضلا عن تخفيف الضغط عن المستشفيات، كما تقرر تدعيمها بجميع الاختصاصات من الطب العام إلى حماية الأمومة، جراحة الأسنان، التمريض والنشاط المخبري، فضلا عن الاختصاصات الأخرى كطب العيون والقلب والأمراض المزمنة وغيرها التي ستستفيد منها هذه العيادات بمقتضى برنامج تنظيمي خاص، سيتم من خلاله تسخير الأخصائيين العاملين بالمستشفيات وفق برنامج يتم ضبطه، مؤكدة على أهمية المرافق الصحية الجوارية، خاصة أن 95 في المائة من الحالات التي تستقبلها المستشفيات الكبرى، كما هو الحال بالنسبة لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بسيطة لا تستدعي التكفل بها في المستشفى.