لا أدري كيف أصف حال الرياضة الجزائرية رغم ما وفرته الدولة من إمكانيات لا حصر لها للرياضيين خاصة هؤلاء الذين علّقت عليهم آمال تشريفها أحسن تشريف في أولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل، لكن الخيبة كان كبيرة والصدمة كانت أشدّ وقعا على الدولة الجزائرية وعلى الجزائريين على حد سواء. بات الرياضيون الجزائريون يتساقطون في المحفل الأولمبي كما تتساقط حبات العقد، خروج يليه خروج وسقوط يليه سقوط، رغم الكمّ الهائل من المشاركين الذي يُعدّ الأكبر منذ الاستقلال، لكنّ هذا الجيش العرمرم من الرّياضيين الزاحف إلى البرازيل، أفراده رفعوا راية الاستسلام في الجولات الأولى رغم ما التهموه من أموال في زمن التقشف تحضيرا لهذا الموعد الرياضي، الذي عرى سوءة الرياضة الجزائرية، مهما حاول توفيق مخلوفي تغطيتها بإنجازه الوحيد. مخلوفي وحده يعزف في "ريودي جانيرو" بعدما استسلم بقية أفراد الجوق الذين عادوا بخفي حنين يجرون أذيال الخيبة، فكلّ ما ظفروا به مجرد صور للذكرى يستعرضون فيها أناقتهم ومفاتنهم، محولين بذلك المشاركة الجزائرية إلى مجرد "تحويسة" مدفوعة التكاليف من خزينة الدولة الجزائرية التي بات يكبدها هؤلاء تكاليف باهضة دون أن يقدّموا لها شيئا يذكر في هذه المواعيد الرياضية. الرّياضة في الجزائر في موت سريري بعدما استشرى المرض في كامل الجسد من القدم إلى اليد مرورا بجميع الأعضاء، فبطولتنا تدر الملايير على اللاعبين، لكن في آخر المطاف لم نجد لاعبا واحد في مستوى تمثيل المنتخب الوطني، وليس كرة القدم من تصنع الاستثناء في صنع المهازل، حتى كرة اليد الجزائرية فقدت بريقها في المحافل الدولية وتراجعت بشكل ملفت، وكذلك السلّة والطائرة وبقية الرياضات الأخرى التي أصبحت أثرا بعد عين الآن بعد هذه المهزلة الرّياضية كاملة الفصول، ألم يحن الوقت لوضع حد لهذه المشاركات الهزيلة التي تكلف الجزائر الملايير، وباتت تسيء لصورتها في المحافل الدولية؟ ألم تحن ساعة الحساب لوقف هذه المهازل الرياضية التي جعلت الرياضة الجزائرية تعيش نكبة حقيقية ؟ وجعلت الجزائريين يتجرعون مرارة كؤوس خيبة هؤلاء الرياضيين الفاشلين، أم أن الأمر سيمرّ هكذا دون حساب ويترك الحبل على الغارب لتتكرر مهازل أخرى ؟