لم تكن المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية التي اختتمت الأحد، بريو دي جانيرو، في مستوى تطلعات الاتحاديات الرياضية قبل انطلاق المنافسة، حيث احتلت الجزائر المركز ال62 بفضل ميداليتين فضيتين كانتا من نصيب "المنقذ" توفيق مخلوفي. واكتفت الرياضة الجزائرية بميداليتين فضيتين فقط، وهي التي كانت تسعى إلى معادلة الرقم القياسي لألعاب سيدني بخمس ميداليات، منها ذهبية واحدة حققتها العداءة نورية بنيدة مراح في سباق 1500 متر، مما يعتبر تراجعا مقارنة بأولمبياد لندن 2012 عندما أنهت الجزائر المنافسة في المرتبة ال50 بفضل ذهبية مخلوفي في 1500 متر. وشاركت الجزائر في ألعاب ريو بتعداد قوامه 64 رياضيا من بينهم 18 لاعبا يمثلون المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم و13 اختصاصا آخر، حيث لم يتمكنوا من تحقيق الأهداف المرجوة بتسجيلهم لنتائج متوسطة لبعض الرياضيين وكارثية للبعض الآخر. * الجيدو والملاكمة ….خيبة على طول الخط قبل انطلاق الطبعة ال31 للأولمبياد كل الأنظار كانت متجهة نحو رياضات الملاكمة والجيدو وألعاب القوى. ولم يتمكن الملاكمون الثمانية المشاركين في ريو من التأهل إلى المربع الأخير للمنافسة وهم الذين كانت تحذوهم الإرادة لوضع حد ل16 سنة من الغياب عن منصة التتويج، لكن ذلك لم يتأت لرفقاء محمد فليسي، صاحب الميدالية البرونزية في مونديال الدوحة 2015 الذي توقف مشواره في الدور ربع النهائي أمام ملاكم فنزويلي يبلغ من العمر 19 سنة، وهو الحال بالنسبة لرضا بن بعزيز وعبد الحفيظ بن شبلة. وفي الجيدو كانت حصيلة المشاركة الجزائرية بكل بساطة كارثية، مؤكدة مرة أخرى تراجعها حتى على المستوى الإفريقي، حيث تأهل إلياس بويعقوب والطيب محمد أمين إلى الدور الثاني، بينما خرج كل من عبد الرحمن بن عمادي وهود زرداني وصونيا عسلة من الباب الضيق. وفي رياضة الدراجات انسحب يوسف رقيقي وعبد الرحمن منصوري من السباق كما كان الحال عليه بالنسبة لعز الدين لعقاب في أولمبياد لندن، بينما خرج المبارزان فكتور حميد سنتاس وأنيسة خلفاوي مبكرا من المنافسة، وهو الأمر كذلك للسباح أسامة سحنون الذي لم يبلغ الدور نصف النهائي في اختصاص 50 متر سباحة حرة. وفي كرة القدم أقصي المنتخب الجزائري ابتداء من الدور الأول بعد انهزامه أمام الهندوراس (3-2) والأرجنتين (2-1) وتعادل أمام البرتغال (1-1)، حيث لم تبرهن العناصر الوطنية عن الإمكانات التي وفرت لها بعد غياب دام 36 سنة. * مخلوفي ….الشجرة التي تغطي الغابة ولعل الرياضي الوحيد الذي أنقذ المشاركة الجزائرية هو العداء توفيق مخلوفي للمرة الثانية على التوالي بفضل الميداليتين الفضيتين في سباقي 800 و 1500 متر، ليكون إبن سوق أهراس في الموعد رغم المشاكل التي واجهته أثناء التحضير. إلى جانب مخلوفي، تمكن رياضيون آخرون، على غرار العربي بورعدة، صاحب المركز الخامس في اختصاص العشاري من ترك انطباع حسن بتحطيمه للرقم القياسي الإفريقي رغم كل العراقيل التي واجهته والإصابة التي تعرض لها على مستوى الظهر. كما برهن كل من سيد علي بودينة في التجذيف و وليد بيداني وزهرة حيرش في رياضة رفع الأثقال وكذلك طارق عزيز بن عيسى في المصارعة عن إمكانات كبيرة تبشر بالخير تحسبا لأولمبياد 2020 بطوكيو، لكن تتويج مخلوفي لا يمكنه بأي حال من الأحوال إخفاء المشاكل التي تتخبط فيها الرياضة الجزائرية منذ سنوات.