لا تزال "الضبابية" تسود موقف حزب علي بن فليس (طلائع الحريات) حول التشريعيات المقبلة، فلا هو قرر علانية المشاركة بثقل تشكيلته في الموعد ولا جنح إلى الكشف عن مقاطعته لها، فالقارئ بين سطور تصريحاته الإعلامية التي يبعث بها للرأي العام من بوابة تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة وكذا قطب قوى التغيير الذي يعد فاعلا أساسيا فيه، تجعل الكثيرين يجزمون أن الطلائع غير متحمس البتة في دخول هذا السباق التشريعي، حيث يخوض بن فليس في جل خطاباته مطولا في الطعن في القوانين الجديدة الناظمة للعملية الانتخابية، ويشكك في نوايا السلطة في إجراء انتخابات حرة وشفافة تضمن تكافئ الفرص والمساواة بين كافة الأطياف السياسية. إلا أن مصادر من داخل بيت طلائع الحريات، أكدت ل "الحوار"، أن علي بن فليس يتجه تدريجيا إلى المشاركة الفعلية في الموعد بثقل تشكيلته السياسية، كون الأخير لا يريد فقدان الوعاء الانتخابي الكبير الذي سانده في تشريعيات 2014، البالغ أكثر من مليون و200 ألف صوت، هذا الوعاء الذي منح "الأفلان" أكثر من 200 مقعد في البرلمان في العهدة الحالية. كما أن هذا الموقف المقرر الإعلان عنه رسميا منتصف شهر جانفي المقبل، نابع من قناعة تشكلت لدى كوادر حزب بن فليس، مفادها أن سياسة الكرسي الشاغر لم تعد مجدية البتة، وأن المشاركة من شأنها تعزيز القواعد النضالية وولوج المجالس المنتخبة.
يذكر أن الحزب يحوي الكثير من الوزراء السابقين على غرار أحمد عطاف وزير الخارجية السابق، عزيز درواز وزير رياضة سابق، طافر عبد القادر مستشار سابق برئاسة الجمهورية، عزوز ناصري رئيس محكمة عليا سابق.
وفي الوقت الذي يرى حزب طلائع الحريات أن "العوائق" التي تواجه الأحزاب من حيث عدم وجود آلية رقابية حقيقية تضمن نزاهة وشفافية الموعد التشريعيى المقبل، تجنبه الوقوع في مصيدة "آلة التزوير"، إلا أن نفس المصدر كشف أن رئيس الحكومة الأسبق لا يعترض على شخص عبد الوهاب دربال الذي يعتزم الرئيس تنصيبه على رأس الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات، حيث يعتبر الأخير أنه شخصية نزيهة، إلا أنه مستمر في التشكيك في هيئته. وقال، أمس، بن فليس في رده على الاستشارة التي وجهها لحزبه وزير الدولة ومدير الديوان الرئاسة أحمد أويحيى حول رغبة الرئيس تنصيب عبد الوهاب دربال على رأس الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات، قائلا: "لا يصح حمل الاستحقاقات الانتخابية القادمة على محمل الروتينية، لأن مقاربة كهذه ستقود البلد من جديد إلى تفويت الفرصة وتضييعها على نفسه بتجاهله لما هو جوهري" كما تحدث عن أنه: "على الجميع المساهمة في اخراج البلاد من الانسداد السياسي والأزمة الاقتصادية التي لا يمكن تجاوزها إلا بفضل مجهودات الجميع".
* طلائع الحريات يراقب السباق الانتخابي وتتحدث مصادر "الحوار" أن رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، يراقب السباق الانتخابي و"الحملة" الانتخابية المسبقة التي انطلقت قبل فترة بين أكبر القوى السياسية، خاصة تلك المحسوبة على الموالاة، في مقدمتهم حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، اللذان دخلا قبل أيام في سباق محموم الوطيس، بتحركاتهما المكثفة في الميدان، و مباشرة الخصمين السياسيين اللدودين في حملة منافسة كبيرة غايتها من يكتسح أكثر مقاعد قبة زيغود يوسف، هذه المراقبة الدقيقة لرئيس الحكومة الأسبق تجعله يقرأ جيدا وحذره قبل أي خطوة يريد أن يخطوها في هذا الاتجاه كي لا يكون "شاهد زور على انتخابات مفبركة مسبقا"، وأن الرجل تقول مصادرنا لا يريد لعب مباراة تشريعية محسومة النتائج سلفا، لصالح حزب دون آخر. وفي الوقت الذي يرغب حزب طلائع الحريات حسب نفس المصدر أن يكون خطا ثالثا يقود المعارضة، في هذا المعترك الانتخابي، فمن المنتظر أن يعقد رئيس هذه التشكيلة علي بن فليس، ندوة صحفية بداية الأسبوع المقبل، يعرض من خلالها وجهة نظره ومواقفه حول القضايا المختلفة المطروحة في الساحة، أولها هذا الموعد التشريعي، حيث من المنتظر أن يكشف علي بن فليس الكثير من المعطيات حول موقف حزبه منها، خاصة أن قواعد طلائع الحريات في الولايات تنتظر الموقف الرسمي المنتظر للتحرك السريع في الميدان. نورالدين علواش