يفصل، اليوم، رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، في موقفه من مشاركة حزبه في الانتخابات التشريعية المقبلة من عدمه، خلال اجتماع أعضاء اللجنة المركزية المقرر اليوم بتعاضدية البناء بزرالدة، وسيكون قراره حاسما من باب أنه سيرسم خارطة سياسية جديدة للتشريعيات المقبلة خاصة وأنه يعد التشكيلة السياسية الوحيدة في صفوف المعارضة، التي لم تحسم موقفها بعد من الانتخابات التشريعية، رغم أن شركائه في تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب قوى التغيير، قد أعلنوا جلهم المشاركة باستثناء حزب جيل جديد. وحسب المتتبعين للشأن السياسي فإن حزب بن فليس سيتجه نحو مقاطعة التشريعيات خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي أكد من خلالها أن الجزائر مقبلة على انتخابات مغشوشة، وأن التزوير سيكون وسيلة لتوجيهها نحو الأهداف التي سطرها النظام السياسي. وقال بن فليس، أن حزب طلائع الحريات قيادة وقاعدة مقتنع قناعة مطلقة، بأن الغش السياسي والتزوير الانتخابي قد أبقى عليهما، كأدوات لتوجيه نتائج الانتخابات نحو الأهداف السياسية التي سطرها النظام السياسي القائم لصالحه. وأكد رئيس حزب طلائع الحريات، أن حزبه أنهى المشاورات عبر قواعده حول التشريعيات المقررة الربيع القادم، وسيعقد لجنته المركزية يوم 7 جانفي لحسم موقفه منها. ويعطي هذا التشخيص المتشائم من بن فليس، الانطباع بأن حزبه سيقاطع هذا الموعد رغم أنه رفض الكشف عن القرار النهائي بشأن الانتخابات لغاية اليوم ليعطي المزيد من السوسبانس وترك حسم الأمر لآخر اللحظات. يأتي هذا في وقت تشير مصادر من داخل اللجنة المركزية تحدثت إلى ”الفجر” أن أغلب الأعضاء مع مقاطعة ”الطلائع” للتشريعيات، وهي كلها أمور تؤشر على أن رئيس الحومة الأسبق يتجه إلى اختيار المقاطعة التي ينتظرها أوفياء أرضية مزفران بفارغ الصبر من أجل مباشرة التحضير لأرضية جديدة تجمع ما تبقى من هيئة التشاور والمتابعة بعدما رفضوا جملة وتفصيلا التقرب من السلطة ولو بالمشاركة في الانتخابات التي تعتبر حق يكفله الدستور لجميع الأحزاب السياسية التي تستوفي الشروط القانونية. وإن كانت جل تصريحاته تميل إلى المقاطعة وحجته في ذلك أن الضمانات التي قدمتها السلطة من خلال الميكانيزمات التي جاء بها دستور 2016 وممثلة أساسا في الهيئة العليا لمراقبة الانتخابية برئاسة عبد الوهاب دربال غير كافية لتحقيق انتخابات شفافة ونزيهة، إلا أن بن فليس قد يحدث المفاجأة اليوم رغم أنه أمر مستبعد جدا.