أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أمس، أن إضراب نقابات التربية المندرج ضمن حركة احتجاجية واسعة لنقابات الوظيف العمومي له انعكاسات سلبية على رزنامة الدراسة، وعبرت بالمناسبة عن رفضها القاطع لتحويل التلاميذ إلى رهائن لدى النقابات مهما كانت الظروف، بما في ذلك تحقيق المطالب المهنية والاجتماعية. ودعت بن غبريط، على هامش اليوم الدراسي حول المعالجة البيداغوجية الذي نظمته وزارة التربية بمشاركة إطارات الوزارة وخبراء في الميدان البيداغوجي وبحضور الشركاء الاجتماعيين، دعت التنظيمات النقابية التي شنت إضراب اليومين إلى التعقل ووضع مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار، مؤكدة أن هذه الاضطرابات في الدراسة سيكون لها انعكاسات سلبية على الرزنامة الدراسية للموسم الجاري الذي عرف تعثرا محسوسا في بدايته بفضل المشاكل البيداغوجية التي شهدها جراء نقص التأطير.
وعبّرت الوزيرة في معرض تصريحها عن رفض أي محاولة من نقابات القطاع المستقلة لتحويل التلميذ إلى رهينة مهما كانت الظروف، في إشارة منها إلى سلسلة الإضرابات التي شهدها القطاع في السنوات الأخيرة من أجل تحقيق المطالب العمالية دون مراعاة مصلحة التلاميذ وتحصيلهم الدراسي، مؤكدة أن وزارة التربية ستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة في حق العمال المضربين في إطار ما ينص عليه القانون، خاصة أن الوصاية قد التزمت بفتح باب الحوار وأوضحت النقاط اللازمة حول التقاعد بالقطاع وخصوصيته بالنسبة للشركاء الاجتماعيين، واتبعت جميع الإجراءات اللازمة مع النقابات منذ تاريخ إيداع الإشعار بالإضراب مثلما ينص عليه قانون العمل. هذا وكانت وزارة التربية قد أعلنت عن تطبيق الإجراءات العقابية في حق موظفي القطاع بمختلف أسلاكهم المضربين، حيث أمرت مصالحها بوضع قائمة اسمية تتضمن أسماء الأساتذة المشاركين في الإضراب الذي دعا إليه التكتل النقابي يومي 17 و18 أكتوبر الجاري.
* مسابقة لتوظيف الأساتذة في تخصصي الرياضيات والفيزياء السنة المقبلة أعلنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، من ولاية البليدة، عن إمكانية فتح مسابقة لتوظيف الأساتذة خلال السنة المقبلة، وهذا في مادتي الرياضيات والفيزياء، بسبب العجز المسجل على المستوى الوطني وعدم استيفاء القوائم الاحتياطية المحلية والوطنية للطلب.
وأوضحت بن غبريط، في ردها على سؤال على هامش إشرافها على افتتاح يوم دراسي حول "المعالجة البيداغوجية، استجابة للصعوبات المدرسية" أنه من المحتمل فتح مسابقة لتوظيف الأساتذة خلال السنة المقبلة، على أن تشمل مادتي الرياضيات والفيزياء فقط، مشيرة إلى أن التركيز هذه السنة صب على العمل البيداغوجي بهدف تحسين وتطوير التحصيل العلمي، وهذا من خلال تنظيم عدة ملتقيات كشفت عن تسجيل نسبة فشل كبيرة في المواد الأساسية. وأضافت الوزيرة أن إيجاد الحلول لن يتم إلا من خلال تحديد الأسباب، وهو الأمر الذي عملت عليه لجنة مكونة من مفتشين وجامعيين وأساتذة طيلة سنة كاملة لتحديد الأخطاء المتكررة التي يرتكبها تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط، والتي تسمح بوضع أهم الأدوات البيداغوجية للتحكم في المواد الأساسية، خاصة اللغة العربية التي تعتبر مؤهل النجاح في باقي المواد الأخرى كونها لغة التدريس.
ومست هذه العملية، حسب ذات المسؤولة، التي أكدت على أهمية تجسيد مدرسة ذات نوعية، 65 ألف ورقة امتحان لتلامذة الطورين الابتدائي والمتوسط في ثلاث مواد هي كل من: العربية والرياضيات والفرنسية، والتي كشفت عن احصاء 460 ألف خطآ متكرر. وأكدت بأن الرهان الذي ترفعه وزارة التربية هو تحقيق تعليم ذي جودة يراعي اختلاف قدرة استيعاب كل تلميذ، مشيرة إلى أن الهدف لا يكمن في فتح أكبر عدد من المدارس وإنما في تقديم تعليم عال من طرف أساتذة أكفاء يعملون على تجديد معارفهم بشكل منتظم. نسرين مومن