أكد مدير التربية لشرق العاصمة، اليمين مخالدي، في حوار مطول مع "الحوار"، أن "النزاعات والانسداد الظاهر على السطح من حين لآخر بالبلديات، انعكست سلبا على مشاريع مديرية التربية، سيما وأننا لا نملك أي حيلة لفضّها"، مبرزا أن "التقشف لم يؤثر على قطاع التربية، والبرامج المسجلة أشغالها جارية"، ونحن -كما كشف -"بصدد إعداد قائمة البرامج المستقبلية المعول تجسيدها على أرض الواقع". على صعيد آخر، نفى المسؤول نفسه تسخير مديري المدارس للحراس، إلا أنه دعاهم إلى تقديم شكاويهم في حال سجّلوا اعتداءات على مهامهم من قبل المديرين، قائلا " غير ممكن وغير صحيح، وأشير هنا إلى أن أي حارس يتقدم بشكوى ضد مدير يريد استغلاله في غير مهامه، فإننا لن نبقى صامتين ولا مكتوفي الأيدي، بل سنتحرك بأقصى سرعة، وسنتخذ كل الإجراءات القانونية ضد هذا المدير".
وأكد اليمين مخالدي، أن "المشاريع المتعلقة ببناء المؤسسات التربوية متواصلة وستتواصل على مدار السنة "، قائلا في هذا السياق: "مصالحنا تتوقع استلام هذه السنة الدراسية، ثلاث ثانويات نهاية ديسمبر المقبل و4 متوسطات و6 مدارس ابتدائية، فضلا عن مشاريع قيد الإنجاز على غرار مشروع إنجاز 16 مدرسة و5 متوسطات، حيث نتوقع استلام 4 متوسطات و4 مدارس قريبا، فيما سنتسلم بعدها 5 مؤسسات تربوية أخرى"، ما يسمح لنا، مثلما يعتقد" بالقضاء على 80 إلى 90 بالمئة من الاكتظاظ وضغط الترحيل".
* كيف هو حال قطاع التربية بشرق العاصمة، وكيف تقيّمونه؟ يعرف قطاع التربية على مستوى شرق العاصمة، حركية ملحوظة ودائمة أمام تواصل عملية ترحيل وإعادة الإسكان التي شرعت فيها مصالح ولاية الجزائر، حيث أنه مقابل هذه الحركية التي تتمثل في استلام مؤسسات تربوية جديدة خلال الدخول المدرسي الأخير، وأشير هنا إلى أن مديرية التربية شرق العاصمة، استلمت ثانوية و3 متوسطات و3 مدارس ابتدائية، ونتوقع استلام مؤسسات أخرى الشهر القادم، في كل من برج البحري وبراقي والهراوة، ما سيسمح بالقضاء نوعا ما على ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، وما يسمح كذلك بتوفير ظروف حسنة للتمدرس والمتمدرسين والأساتذة.
*وهل تعتقدون أن هذه المؤسسات التربوية التي استلمتوها وتنتظرون استلامها كافية لاحتواء ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، أم أنها غير كافية وأنتم بحاجة إلى هياكل تربوية إضافية؟ أكيد، فالمشاريع المتعلقة ببناء المؤسسات التربوية متواصلة وستتواصل على مدار السنة، فمصالحنا تتوقع استلام هذه السنة الدراسية، ثلاث ثانويات نهاية ديسمبر المقبل و4 متوسطات و6 مدارس ابتدائية، فضلا عن مشاريع قيد الإنجاز، على غرار مشروع إنجاز 16 مدرسة و5 متوسطات، حيث نتوقع استلام 4 متوسطات و4 مدارس قريبا، فيما سنتسلم بعدها 5 مؤسسات تربوية أخرى، ما يسمح لنا بالقضاء على 80 إلى 90 بالمئة من الاكتظاظ وضغط الترحيل.
*وبالنسبة للمطاعم المدرسية، فهل ثمة مشاريع جديدة؟ وهناك مشروع لإنجاز 4 مطاعم مدرسية وهي قيّد الإنجاز، منها على مستوى بلدية سيدي موسى، بالإضافة إلى إنجاز قاعة للرياضة.
*بلدية باب الزوار تضم ثانويتين فقط، وهي مثلما يقول السكان غير كافية لاحتواء عدد التلاميذ المتزايد سنة بعد سنة، فهل من مشروع على هذا النحو؟ هناك ثانوية جارية بها الأشغال ببلدية باب الزوار، ومن المحتمل استلامها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
*البعض من الأولياء يشتكون من الوضع المزري نوعا ما للمؤسسات التربوية، فهل من برامج لتهيئة هذه المؤسسات؟ مع أن عملية الصيانة والتهيئة للمؤسسات التربوية وأعني هنا الابتدائي والمتوسط من مسؤولية مصالح البلدية إلا أننا كمديرية نسطر في كل سنة برامج للقيام بهذه العمليات، وأشير هنا إلى أن مصالحنا وخلال هذه الصائفة قامت بعمليات صيانة وترميم متوسطات وابتدائيات وثانويات، منها انتهت بها الأشغال، ومنها أخرى لم تنته بها الأشغال.
*كم هو عدد المؤسسات التي استفادت من عملية الترميم والتهيئة؟ عدد المؤسسات التي استفادت من عملية الترميم والتهيئة والصيانة101 مؤسسة تربوية، أي 57 مدرسة ابتدائية و27 متوسطة و17 ثانوية.
*بالحديث عن دور البلديات، كيف ترونه خصوصا في ظل النزاعات والانسداد الظاهر على السطح من حين لآخر، هل يؤثر ذلك على مشاريع المؤسسات التربوية أم لا، وهل هناك تنسيق فيما بينكم؟ النزاعات والانسداد الظاهر على السطح من حين لآخر بالبلديات موجودة، وصراحة حتى نكون صادقين، فهذه الصراعات الداخلية بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي بمن فيهم رئيس البلدية انعكست سلبا على مشاريع مديرية التربية، سيما وأننا لا نملك أي حيلة لفضّها، لكن مع هذا نحن لا نبقى مكتوفي الأيدي، حيث نسعى جاهدين لوضع الخلافات جانبا لاستكمال مشاريع المؤسسات التربوية وتوفير أحسن الظروف لتلامذتنا.
*ومن يمول عملية تهيئة المؤسسات التربوية؟ الغلاف المالي المرصد لإنجاز المشاريع المتعلقة بمديرية التربية يكون مرتبط بطبيعة البرامج، وأوضح هنا بأنه ثمة مشاريع تمولها وزارة التربية، وهذه البرامج تسمى بالبرامج القطاعية، وهذه البرامج القطاعية جاءت لصيانة وسد عجز البلديات، وذلك بهدف إنجاز الثانويات والمتوسطات.
*بكم قدّرت الميزانية المالية لمديرية التربية الجزائر شرق لهذه السنة؟ تجاوزت الميزانية المالية لمديرية التربية الجزائر شرق لهذه السنة ال30 مليار سنتيم، وأشير هنا إلى أننا نرفع طلب الاحتياجات لمصالح الولاية، وبموجبها نتلقى الاعتمادات المالية ونحدد برامج عمليات الصيانة داخل المؤسسات، فيما يكمن دور مديرية التجهيزات في إنجاز المؤسسات التربوية.
*هل أثر التقشف سلبا على مشاريع مديرية التربية شرق؟ التقشف لم يؤثر على قطاع التربية، والبرامج المسجلة أشغالها جارية، ونحن بصدد إعداد قائمة البرامج المستقبلية المعول تجسيدها على أرض الواقع.
*البعض يشتكي من المديرين وتصرفاتهم مع أولياء التلاميذ والتلاميذ وحراس المدارس باستغلالهم في مهمتهم، كأن يرسلوهم لأجل طبع الأوراق أو قضاء حاجاتهم، ما قولكم؟ قطاع التربية في مرحلة التشبيب، لذا هم في حاجة للتكوين على مدار السنة، والدليل أن وزارة التربية تنظم باستمرار دورات لتكوين المديرين والمفتشين، وطبعا هذا لا ينفي تسجيل بعض النقائص من حيث التكوين، وعليه المتابعة الجادة متواصلة وأمور المؤسسة التربوية تسير من الحسن إلى الأحسن.
*وعن تسخير حراس المدرسة لغير مهامهم في الوقت الذي لا يجب أن يتحرك من مكانه، خصوصا أمام ارتفاع ظاهرة اختطاف الأطفال؟ تسخير حراس المدرسة لغير مهامهم أمر يعود للحارس نفسه. *ماذا تقصد؟ أقصد أن الحارس هو من يقبل أن يسخر في غير مهامه من قبل مدير المدرسة.
*ولكن حارس المدرسة يخاف عند رفضه تنفيذ أمر مدير المدرسة أن ينتقم منه ويطرده من عمله؟ هذا غير ممكن وغير صحيح، وأشير هنا إلى أن أي حارس يتقدم بشكوى ضد مدير يريد استغلاله في غير مهمه فإننا لن نبقى صامتين ولا مكتوفي الأيدي بل سنتحرك بأقصى سرعة، وسنتخذ كل الإجراءات القانونية ضد هذا المدير.
*مع الدخول المدرسي هناك تلاميذ يحرمون من إعادة السنة مع أن هذا حقهم، ومنهم من يتم إعادتهم للأقسام بوساطة مثلما يقول بعض الأولياء، ما ردّكم؟ تظهر للعيان أن هناك وساطة في إعادة أبنائهم لمقاعد الدراسة في القسم النهائي، ولكن هذا غير صحيح، فحق إعادة السنة يحكمه القانون ومجلس الأساتذة، وأوضح هنا أن التلاميذ المسموح لهم بإعادة السنة في القسم النهائي هم التلاميذ الذين كانت أخلاقهم حسنة ولا يتجاوزون السن القانوني، أما التلاميذ المشاغبين والغائبين على مدار السنة عن المدرسة فمجلس الأساتذة هو من يعطي القرار الأخير بإعادته إلى مقعده الدراسي أو توجيهه إلى التكوين المهني.
*بكم قدّرت نسبة إعادة السنة بالمؤسسات التربية شرق العاصمة للسنة الماضية؟ نسبة إعادة السنة بالمؤسسات التربوية لشرق العاصمة للسنة الماضية، وصلت في المتوسط إلى 6,35 بالمئة وبلغت في الثانوي 26,72 بالمئة، وأشير إلى فتحنا أقساما خاصة لهؤلاء التلاميذ.
*نلاحظ أن جمعيات أولياء التلاميذ غائبة عن مدارس شرق العاصمة، بماذا تفسرون ذلك؟ التفسير الوحيد أنه لا استعداد للأولياء ولا رغبة لهم في تأسيس جمعيات تنسق مع المؤسسات التربوية لأجل مصلحة أبنائهم.
*ودوركم لبعث روح العمل الجمعوي لدى هؤلاء الأولياء؟ دورنا تمثل في إرسال دعاوى لكل أولياء التلاميذ، غير أنهم ومع الأسف الشديد لم يلبوا الدعوة عدا القلة القليلة منهم من لبت الدعوة وهي غير كافية، حتى مديري المؤسسات التربوية وجهوا بأنفسهم دعاوى لأولياء التلاميذ لحضور الجمعيات أكثر من ثلاث مرات، غير أنهم لم يلبوا الدعوة.
*في تقديراتكم، كم بلغت نسبة الجمعيات في المؤسسات التربوية لشرق العاصمة؟ نسبة الجمعيات على مستوى المدارس الابتدائية لا تتعدى ال40 بالمئة.
*وكيف ترون دور هذه الجمعيات أي هذه السنة؟ دور الجمعيات يختلف باختلاف رؤسائها وأعضائها، فهناك جمعيات بمثابة شريك فعلي لأنها تبذل مجهودات جبارة وتساهم بشكل لافت للانتباه في حل مشاكل أبنائها، وهناك جمعيات بالاسم فقط، لا دور لها داخل المؤسسة التربوية.
*مشكل السكنات الإلزامية لا يزال قائما، فهل من حلول لهؤلاء المستغلين للسكنات؟ عدد السكنات الوظيفة 168 سكنا إلزاميا، وهذه السكنات استرجعت وسلّمت لأصحابها، وأغلب العائلات التي أخلت السكنات استفادت من سكن بديل.
*كلها ولكن سمعنا أن هناك سكنات لم يتم إخلاؤها؟ هناك 9 سكان أعيد إسكناهم كانوا يحتلون فضاءات لأنهم لا يملكون سكنات بديلة، وذلك على مستوى بلديات الدار البيضاء، المحمدية وباب الزوار، وهناك حوالي 120 ملف متعلق بالسكن الإلزامي على مستوى العدالة، وكل شاغليها يملكون سكنات، كما لا تزال التحقيقات جارية، ومن باع سكنا إلزاميا يتحمل المسؤولية.
*هل من توضيح؟ هناك سكنات إلزامية مؤجرة وغير مستغلة من مستفيديها، وهناك من تقاعد منذ 20 سنة ويرفض إخلاء السكن وآخرون باعوا سكنات إلزامية، لذا كان لزاما علينا إحالة الملف على العدالة.
*وبالنسبة للقسم التحضيري هذه السنة، كم عدد الأفواج ارتفع أم انخفض؟ القسم التحضيري السنة الفارطة فتحنا 405 فوج استقبلوا 11144 تلميذ، وهذه السنة فتحنا 465 فوج استقبلوا 13730 تلميذ باستثناء التي فيها اكتظاظ.
*ولكن سكان باب الزوار اشتكوا من عدم فتح قسم تحضيري على مستوى مدرسة "الجرف 4″، فهل من توضيح حول الأسباب التي حالت دون فتح هذا القسم؟ صحيح كنا قرّرنا فتح قسم تحضيري بمدرسة "الجرف 4″، غير أننا تراجعنا في آخر لحظة، لأننا عجزنا عن فتح منصب مالي، وأعتقد أن القسم التحضيري ليس إجباريا بل اختياريا، لذا لن يصاب الأطفال الذين لم يلتحقوا بهذا القسم أي ضرر ولن يؤثر على مستقبلهم الدراسي.
*بالنسبة لقبول ملفات التخفيض في السن، البعض يتحدث عن الوساطة؟ لا، لا وساطة لقبول الملفات المتعلقة بتخفيض في السن، عدا مواليد جانفي إلى مارس، وحتى هؤلاء حسب إمكاناتنا المتاحة على مستوى المدرسة، أي يتم قبولهم إذا لم يكن هناك اكتظاظ داخل الأقسام. حاورته: مليكة ينون