بتوفير كافة الشروط لضمان عدالة مستقلة ونزيهة    عطّاف يستقبل عزيزي    حاجيات المواطن أولوية الأولويات    اختتام زيارة التميز التكنولوجي في الصين    حشيشي يتباحث مع وفد عن شركة عُمانية    هيئة بوغالي تتضامن مع العراق    اعتداء مخزني على صحفي صحراوي    إعادة انتخاب دنيا حجّاب    ندوة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة    توقيف مُشعوذ إلكتروني    الشرطة توعّي من أخطار الغاز    نتنياهو وغالانت في مواجهة سيف القضاء الدولي    مناشدة لحماية النساء الصحراويات من قمع الاحتلال المغربي    الجزائر تدعو إلى فرض عقوبات رادعة من قبل مجلس الأمن    الجزائر تسير بخطوات ثابتة لتجويد التعليم    الرئيس تبون رفع سقف الطموحات عاليا لصالح المواطن    استعداد لبناء شراكة قوية ومستدامة    رسميا.. رفع المنحة الدراسية لطلبة العلوم الطبية    دروس الدعم "تجارة" تستنزف جيوب العائلات    أحفاد نوفمبر.. قادة التغيير الاجتماعي والاقتصادي    العميد يتحدى "الكاف" في اختبار كبير    اتفاقيات بالجملة دعما لحاملي المشاريع    استذكار أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية    التجريدي تخصّصي والألوان عشقي    اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي تشارك في الندوة ال48 لل"إيكوكو" بلشبونة    منظمة الصحة العالمية:الوضع في مستشفى كمال عدوان بغزة مأساوي    اكتشفوا أحدث الابتكارات في عدة مجالات.. اختتام "زيارة التميز التكنولوجي" في الصين لتعزيز مهارات 20 طالبا    الرئيس الاول للمحكمة العليا: الجميع مطالب بالتصدي لكل ما من شأنه الاستهانة بقوانين الجمهورية    المجمع العمومي لإنجاز السكك الحديدية : رفع تحدي إنجاز المشاريع الكبرى في آجالها    انخراط كل الوزارات والهيئات في تنفيذ برنامج تطوير الطاقات المتجددة    إبراز جهود الجزائر في مكافحة العنف ضد المرأة    مخرجات اجتماع مجلس الوزراء : رئيس الجمهورية يريد تسريع تجسيد الوعود الانتخابية والتكفل بحاجيات المواطن    دراجات/الاتحاد العربي: الاتحادية الجزائرية تفوز بدرع التفوق 2023    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: تسليط الضوء على أدب الطفل والتحديات الرقمية الراهنة    وفد طبي إيطالي في الجزائر لإجراء عمليات جراحية قلبية معقدة للاطفال    كأس الكونفدرالية الإفريقية: شباب قسنطينة يشد الرحال نحو تونس لمواجهة النادي الصفاقسي    مجلة "رسالة المسجد" تنجح في تحقيق معايير اعتماد معامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي    كرة اليد/بطولة افريقيا للأمم-2024 /سيدات: المنتخب الوطني بكينشاسا لإعادة الاعتبار للكرة النسوية    الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي : مشروع "غزة، من المسافة صفر" يفتك ثلاث جوائز    الحفل الاستذكاري لأميرة الطرب العربي : فنانون جزائريون يطربون الجمهور بأجمل ما غنّت وردة الجزائرية    الجَزَائِر العَاشقة لأَرضِ فِلسَطِين المُباركَة    عين الدفلى: اطلاق حملة تحسيسية حول مخاطر الحمولة الزائدة لمركبات نقل البضائع    الوادي: انتقاء عشرة أعمال للمشاركة في المسابقة الوطنية الجامعية للتنشيط على الركح    "تسيير الارشيف في قطاع الصحة والتحول الرقمي" محور أشغال ملتقى بالجزائر العاصمة    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    باكستان والجزائر تتألقان    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة        قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



افتح قلبقك
نشر في الحوار يوم 26 - 11 - 2016


* هذه حياتي
عار الطلاق يلاحقني
بعض القصص تفاصيلها موجعة، وبعض الأحزان أثقل من أن تحتويها الكلمات، لم يكن أبدا سهلا علي استجماع ما بقي من قوتي والضغط على زر أعجبني لصفحة افتح قلبك.
وأنا أسرد تفاصيل قصتي، شعرت بكتلة ملح تسقط على جرح مفتوح، فلا أخفيك سيدتي، لازال جرحي عميقا ينزف كلما ذكرني أحدهم بأني مطلقة لم تبلغ العشرين بعد.!!
أنا زينب من عين بوسيف ولاية المدية، منذ أيام أشعلت شمعتي وبدأت أراقب ضوئها وكيف تصارع من أجلي وتقاوم لكي تضيء لي، وضعت يدي حول نارها لعلها تبقى متوهجة ..تنير لي الظلام ..فأخذت دموعها تحترق..وتحترق ..مثلي تماماً حينما تسقط دموعي وتحرق وجنتاي ..عرفت بعدها أن لا عزاء للمطلقات، وفي لحظة يأس ..أطفأت شمعتي وواجهت حقيقة أني في عامي التاسعة عشر أحمل لقب مطلقة.
حينما رفعت إصبعي لم أكن أجلس في قاعة الدرس وإنما في قاعة استقبال الضيوف بحضرة أبي وأمي وأختي التي تكبرني بأعوام وتحضر لاجتياز شهادة البكالوريا، وكنت أبلغ من العمر وقتها 16 عام، قلت بكل جرأة رغم صغر سني: "أمي إن رفضت أختي الزواج من الرجل الذي جاءت به العمة زوليخة، فأنا أريد الزواج‟.
اندهشت أمي وقتها لكن أبي وافقني الأمر و رد على رفض أمي:"يا مرا الطفلة راهي راسبة في دراستها والسنة الأولى متوسط أعادتها ثلاث مرات، وهي حاذقة في أمور البيت والطبخ وخاصة في خبز الكسرة والمطلوع، وهذا هو طلب أم العريس، فلم الرفض؟‟، وذكرها بأنها هي الأخرى تزوجت صغيرة، و عمّرت بيتا وأنجبت أطفالا، لكن أمي لم تقتنع إلا بعدما زارتها العمة زوليخة وتشاورتا في أمري.
و لما تقرر تأكيد خبر الموافقة و زارنا أهل العريس في بيتن، كدت أطير من السعادة، وأخيرا ستتحقق أحلامي، سأرتدي الفستان الأبيض وأزين خنصري بخاتم ذهب وأخبر صديقات دشرتي بأني مخطوبة، وسيكون لي بيت جميل و زوج حنون.
في الحقيقة لم أر العريس إلا يوم الخطوبة، كان في الثلاثين من العمر، موظف في أحد المستشفيات بولاية بشار، مقبول الشكل، طويل القامة، مبتسم الوجه، والأهم من هذا كله، أنه نال إعجابي كثيرا وأحببته من النظرة الأولى، سارت أمور الخطبة على خير واتفقنا على أن يتم الزواج بعد ثلاثة أشهر على أبعد تقدير، خلال هذه المدة تركت مقاعد الدراسة بمستوى أولى متوسط، وتخلصت من محفظتي الوردية وكراريسي الملونة، أخبرت خطيبي بذلك عبر الهاتف، فقال لي: "وما حاجتك لهذه الأدوات، ستكونين ربّة بيت ممتازة ومهمتك الإعتناء بي وبأطفالنا لاحقا‟.
و يوما بعد يوم، غرقت بهذا الرجل الذي يلاحقني باتصالاته ويحدثني عن الآتي الجميل، ويقول سأربيك كطفلة صغيرة على يدي، كل شيء في داخلي غنى وأزهر، كل شيء صار أخضر، والذي كان سويا قبل عامين، وطفلة الأمس التي كانت أمام الباب تلعب، أصبحت قطعة جوهر لا تقدر، صرت أجمل وأطول، آه كم صليت كي أصبح أطول وكم حاولت لأظهر أكبر…آه كم ثرت على حقيبتي الوردية وثوبي المدرسي وعلى الحب بشكل أبوي..أصبحت اليوم عروسا ستزف بعد أيام إلى بيتها ببشار.
ربما أكون أنثى متناقضة حين أحلم برجل مزيج من مهند التركي ولي مين هو الكوري!، فأنا فتاة تعشق المسلسلات التركية وتذوب عشقا في المسلسلات الكورية والأفلام الهندية، تصورت أن زواجي سيكون مثلها تماما بشخصيات جزائرية!، لكن هذا الحلم ذاب كقطع السكر في كأس الحياة.
جرت الأيام بعضها بسرع، صار القمر بدرا وانتشر العبير ليعطر الأجواء..انطلقت زغاريد النسوة وضربات الدفوف ترتفع، وزفت العروس إلى بيت زوجها مع أهازيج الأنس و زغاريد الفرح.. و الكل يردد: بارك الله لكما وعليكما، وكانت المسافة طويلة والطريق متعبة من المدية إلى بشار، وكنت أقول في نفسي سأشتاق كثيرا إلى حضن أمي ودلال أبي وإلى أختي سامية وأخواتي الصغار.
و مضى عامي الأول من زواجي سعيدا مع أهل زوجي الذين كانوا يحبونني كثيرا ويحيطونني بالحب والرعاية، لكن بعد ذلك تغير كل شيء، إذ أصبحت الأعمال المنزلية كلها على عاتقي، أستيقظ باكرا لأعجن الخبز وأعد القهوة لحماي و إخوة زوجي، و بعد ذلك أنظف البيت وأطعم الدجاج وإلى غيرها، و لم أزر أهلي إلا مرة واحدة وكانت في العيد الأضحى.
جسمي الهزيل تعب كثيرا وأصبحت لا أقوى على كل هذه الأعمال لوحدي، فطلبت من زوجي أن يكون لي بيتامستقرا، رفض بشدة ولما ألحيت عليه وتفاقمت المشاكل، اضطر إلى كراء بيت من صديق له، ظننت حينما دخلت بيتي الجديد أني سأرتاح وأعيش حياة هادئة، ولكن هيهات.
فزوجي عاقبني لأني دفعته إلى مغادرة بيت أهله، ولذلك اعترف لي يوما:"أنا نفذت رغبتك وأصبح لك بيتا بعيدا عن أهلي، وأنا كذلك سأفعل ما أريد‟، وطلب مني بكل جرأة أن أتحمل حضور عشيقاته إلى المنزل، لم أجبه ساعتها وظننته مازحا، إلى أن سمعت يوما جرس الباب يدق وإذا بها فتاة من الفتيات اللواتي غادرن المستشفى ولم تجد مكانا لتبيت فيه تدخل بيتي ويرحب بها زوجي ويأمرني بالإنصراف الى المطبخ لتحضير القهوة، وبعدها يصرفني إلى غرفتي ويقول بكل وقاحة: "تستطعين الذهاب إلى غرفتك فلا حاجة لي بك اليوم‟.
استمرت هذه الحال معه لمدة سنة، لم أعرف ماذا أفعل، هل أخبر أهلي؟، وهل أطلب الطلاق وأنا ابنة الثامنة عشر؟.
ذات مساء أقبل علي زوجي هادئا كغير عادته مبتسما واعتذر على مافعله بي وأعطاني مبلغا من المال، وقال لي:"اذهبي عند الحلاقة وقولي لها أن تصبغ شعرك أشقرا مائلا إلى البياض مثل الفتاة التي زارتنا مرة وانزعجت من شكلها، لأني أحب ذلك اللون وإن نفذتي رغبتي سأعود إلى طبيعتي و لن أخونك بعد اليوم‟.
كان في طلبه الكثير من الوقاحة والعفن، وأدرك أنه كان يتعمد إيذائي والدوس على كرامتي، فأي أنثى يساومها زوجها بأخرى و يطلب منها لا بل يأمرها بأن تتشبها بها.
أصريتها في نفسي و تحملت ذل الطلب، وامتثلت لأمره، لكنه في تلك الليلة جاء ساخطا علي ناقما مهددا، إذ لم يعجبه لون شعري مع أنه هو من طلب مني ذلك، وكانت هذه الحادثة هي القطرة التي أفاضت الكأس وتشاجرت مع زوجي شجارا عنيفا مملوءا من قبله بالضرب والسباب والإهانات، وفي لحظة دفاع عن النفس وخوفا من تواتر الأحداث رفعت هاتفي الجوال، واتصلت بشقيقتي كي تسمع أصوات الشجار.
كانت الليلة الأخيرة في بيت زوجي، إذ جاء بعدها والدي وأخوالي واستمعوا إلي وإليه، وكان الطلاق آخر علاج، أليس آخر العلاج إليك؟.
لم تكن ليلة عادية، فقرار الطلاق الذي أصريت عليه كان بعد أحداث عصيبة، ولم أتمكن من جمع أشيائي إلا مع طلوع الفجر، وكان الشعور أقرب إلى الرعب من مواجهة أهلي وعشيرتي وجيراني، فنحن في النهاية ننتمي إلى مجتمع مهما ادعى التطور ومناصرة المرأة يبقى أكبر محاصر لحرية المرأة، وتلقائيا تفرض قيود على المرأة المطلقة بغض النظر على أسباب الطلاق أو دواعيه.
و الوصف الأصح لحالتي آنذاك، هو أسئلة كانت ترافقني طيلة الليلة، مثل: ماذا سأفعل، ماذا سأقول، من أين سأبدأ، وهل سأستطيع أن أثق برجل آخر، أو حتى هل من الممكن أن أتقبل العيش بشكل شبه طبيعي في مجتمع يتقبلني بوصفي إنسانا، ويرفضني باعتباري مطلقة في عز شبابها؟.
و في النهاية استجمعت قوتي ووصلت إلى حل أراحني نسبيا «قررت ألا أجيب عن أي سؤال، لأنني مهما فعلت لن يقتنع أحد، ولن أستطيع الاستمرار مع من كان زوجي، فاخترت الحرية، وقررت الصمت لأن مجتمعي العربي لن يفهم يوما ما معنى أن تترك امرأة منزلها وتمضي قبل أن تموت تماماً في داخلها وداخل جدرانه".
عند عودتي إلى عين بوسيف بالمدية، ومابين جلسات الصلح والتوقيع على ورقة الطلاق، وجدت الأشياء تغيرت كثيرا في بيت أهلي، أصبح مكاني في غرفة الضيافة وأصبح يشار إلي بالمطلقة عند كل حديث، وأمي المسكينة تأخذني معها في حفلات الأعراس والختان وتبحث لي عن عريس آخر يرحمني من لقب مطلقة.
لا أخفيك أخت أمل، أشعر بالوهن يتسلل إلي، والشيء الوحيد الذي يريحني أني لم أرزق بطفل من زواجي الفاشل لأنه حتما كان سيعاني كثيرا وسيزيد من معاناتي، أما أنا فصرت أتمنى تغيير الخارطة الجغرافية للحزن بداخلي والتخلص من أحاديث النسوة التي تتبعني في كل مكان من عار لقب سيظل يتبعني…مطلقة لم تبلغ العشرين.

__________________________
* استغلوا التزامي لتوريطي بمريض عقلي
أنا فتاة في ال28 من العمر، أحاول أن أكون ملتزمة وأراعي الله في تصرفاتي ما استطعت، كما أنني كثيرة التردد على المسجد وأعتبره بيتي الثاني، وفي يوم بينما فرغت من أداء صلاة الجمعة متوجهة إلى باب الخروج أوقفتني سيدة في متوسط العمر، مستفسرة عما إذا كنت مرتبطة أم لا كونها تبحث لأخيها عن عروس، مؤكدة أنه شاب مهذب ومتدين وأحواله المادية جيدة، طلبت رقم هاتفي ولم أتردد في إعطائها إياه، خصوصا وأنني أرغب في إتمام نصف ديني، بعدها بأسبوع تقدمت بصحبة خالتها لخطبتي لأن أمها متوفاة، مرت تلك الأمسية بانسجام وسرور، فقد بدو في منتهى التحضر والتهذيب، رغم أنني تذمرت من عدم حضور العريس حتى أرى شكله، وما إذا كان مقبولا بالنسبة لي، إلا أن والدتي أكدت أنه من الأصول أن لا يأتي في اليوم الأول، انتظرت زيارتهم الثانية بفارغ الصبر، لكنه لم يلتحق بنا حتى شارفت الأمسية على الانتهاء، وجدته مقبول الشكل قليل الكلام، وشعرت بالخجل من جره إلى الحديث مع أول لقاء، بعدها بيومين عاودت أخته الاتصال طالبة أن نجعل الأمر رسميا بإقامة "الفاتحة"، رفضت فورا أن يتم الأمر بهذه السرعة، خصوصا أنني لم أتعرف عليه عن قرب ولم أستنبط طريقة تفكيره، واقترحت عليها أن يتصل على هاتفي حتى يتسنى لنا التعرف أكثر، أبدت رفضها واستغرابها من الطلب، وأكدت أنه متدين ويرفض الحديث مع أجنبية على الهاتف، ولن يتحدث حتى تتم "الفاتحة"، تغمد قلبي شعور بالحيرة والشك وفكرت في إرسال عمي للاستفسار عن طبعه وأخلاقه، ليرجع لي بالصدمة، فقد أكد أنه يعاني من مرض عقلي، وكثيرا ما يتسبب في المشاكل مع أصحاب الحي لأنه مهووس بالتحرش بالفتيات، شكلت لدي هذه الحادثة عقدة حقيقية وجعلتني أفقد الثقة في الناس، أطلب منكم النصح وتبيان الطريقة المثلى في اختيار شريك الحياة.
راضية. م / دالي ابراهيم
الرد:
أختي راضية، لابد أن تحمدي الله لأنك اكتشفت الحقيقة قبل فوات الأوان، والناس معادن، فليس كل ما يلمع ذهبا، لذلك أنصحك بعدم التسرع خاصة في قرار مهم كالزواج لأنه رباط مقدس، ولما يتقدم أحدهم لخطبتك، تمهلي وخذي مساحة من الوقت تسألين فيها عن أخلاق شريك حياتك وطباعه، كما أن التناسب من ناحية السن والمستوى الدراسي والثقافة والعادات والتقاليد أمر مهم جدا فلا تغفليه، ونحن غالبا ما نتعامل مع الناس بأصلنا أي بطيبة قلوبنا ونوايانا الحسنة، توكلي على الله واستخيره في جميع أمورك، فنحن بشر نعامل بعضنا بالظاهر والله سبحانه يتولى السرائر، ولا تجعلي من هذه التجربة التي مررت بها مأساة، فلست أول فتاة و لا آخر واحدة يحصل معها هذا الأمر، خذي الأمر ببساطة عزيزتي.
_______________________________
* بخيل المال والمشاعر
لم تكن قد مضت سنة عن دخولي الجامعة حينما صارحني بمشاعره ورغبته في الارتباط بي، ولم يجد حرجا في ذلك كونه ابن عمي، ترددت في بادئ الأمر لأنه لم يكن يعني لي كشخص، حتى أن مواصفاته كانت بعيدة جدا عن اللوحة التي شكلتها في ذهني عن رجل أحلامي، رغم ذلك فضلت الاستشارة ففتحت الموضوع مع والدتي لأجدها متحمسة جدا وقالت "اللي نعرفوه خير من اللي ما نعرفوهش"، فأصله واضح ووالداه طيبان، حتى أن لنا نفس العادات والتقاليد ولن تجدي مشكلة في التأقلم معهم، أجبته بالقبول وتقدم رسميا لخطبتي، كان في الفترة الأول يعيرني قدرا من الاهتمام بالاتصال والزيارة، إلا أنه سرعان ما قلل من ذلك، فقد طالت فترة الخطوبة حتى أصبحت مملة بسبب دراستي وعدم تمكنه ماديا من الإقدام على الخطوة الأهم وفتح بيت الزوجية، تمر شهور ولا أرى وجهه لا زيارة ولا هدية، حتى الاتصالات الهاتفية نادرا ما تحدث وأكون المبادرة فيها طبعا، أصبحت كالمعلقة في حياتي شبح، وكثيرا ما يرغب الناس في خطبتي كوني ذات قدر من الجمال والأدب، إلا أنني أردهم لكوني مرتبطة، لم أطلب منه المستحيل ولم أثقل عليه في المهر والشروط، رضيت بالقليل لكنه تمادى في ذلك ليحرمني من معظم حقوقي، حتى في الأعياد لم أتلق منهم هدايا كباقي الفتيات، تأتي والدته وأخته للمعايدة مثلهم مثل بقية الأهل ويتجاهلون "المهيبة"، دمرتني هذه التصرفات ليطفح كيلي في عيد الأضحى السابق، فبالرغم من نحرهم لأضحية العيد، إلا أنهم لم يقدموا لي ضلعا كماهو الحال في تقاليدنا، حينها اتصلت به ووبخته على تلك الفعلة وواجهته بتذمري منه ومن عائلته الانتهازية، التي استغلت تقديري لصلة القرابة التي بيننا لسلبي جميع الحقوق، إلا أنه أبدى استغرابه وقال إن سبب ذلك هو أننا نحرنا أضحية، وعليه فضلوا أن يتصدقوا باللحم على الفقراء، لم تكن هذه الحادثة الأولى ولا الأخيرة معه، فقد سئمت بخله بالمال وحتى بالكلام والمشاعر، وآخر مرة اتصل على الهاتف ليلمح أنه لن يقتني لي مقدار الذهب المتفق عليه كمهر وسيكتفي بإسوارة فقط، فكرت في فسخ الخطبة لكنني خجلت من مواجهة العائلة وخشيت أن يكون في ذلك مساس بذكرى والدي المتوفى، أرجوكم إنصحوني.

* الرد:
عزيزتي أهلاً بك.. "البخل" هو أسوأ شيء في الدنيا، وأحقر الصفات التي يمكن أن يتصف بها رجل على وجه الأرض، ذلك لأن البخل يعني تقتير في كل شيء من الأموال إلى العواطف والاهتمام، والرجل البخيل رجل منفر كريه يشع منه البخل فهو يبدو على هيئته وعلى كلامه وعلى نوعية طعامه وعلى كل كل ما يحيط به من أمور حياتية، فهو رجل حرمه الله من القدرة على العطاء خوفاً من أن ينفذ ما لديه، وبعض الدراسات تؤكد أن البخل مرض نفسي وتربوي، وهو نوع من أنواع افتقاد الإحساس بالأمن والأمان، ولهذا المرض أسباب عديدة أهمها الحرمان في الصغر أو البخل بالفطرة، والبخل هو صورة مرضية وأمر مخالف لعقيدتنا الإسلامية، فقد اختص الدين الرجل وميزه عن المرأة بالإنفاق، فالرجال قوامون على النساء بما أنفقوا، كما تقول الآية الكريمة، أي أن قوامة الرجل تقترن بإنفاقه وعطائه لأسرته، وفيما عدا ذلك فهو مخالف للشريعة الإسلامية، وإذا كنت قد تيقنت بعد عدة مواقف أن خطيبك هذا إنسان بخيل فلا تترددي في تركه فوراً، ولا تقولي لنفسك سأحاول تغييره سأعلمه الكرم والعطاء، إلى آخر ذلك من الأحلام، إن البخل صفة تلازم صاحبها كظله ولن نسمع يوماً عن بخيل تحول فجأة إلى "حاتم الطائي " رمز الكرم عند العرب قديماً، أنصحك بعدم التورط مع إنسان بخيل لن تحتملي الحياة معه ووقتها ستكون الخسارة أكبر، هذا إذا كنت قد تأكدت بالفعل من بخله الشديد، وقبل كل ذلك امنحي نفسك وقتاً كافياً للتفكير وإعادة النظر قبل الإقدام علي أي خطوة إيجابية كانت أو سلبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.