وفق كل التوقعات، تمكن اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز من التتويج بلقب الكرة الذهبية لأفضل لاعب إفريقي الذي يمنحه كل عام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، نظير المشوار الأسطوري الذي قدمه مع نادي ليستر الإنجليزي الموسم الفارط بقيادته للتتويج بلقب البطولة لأول مرة قبل أن يختار أفضل لاعب في إنجلترا. ودخل بذلك محرز عالم الاساطير الكروية، إذ أصبح ثالث لاعب جزائري يتوج بهذا اللقب المرموق، بعد لخضر بلومي في 1981 ورابح ماجر في 1987. محرز أثبت أن هذا الجيل الذي يكون المنتخب الوطني موهوب كثيرا تماما مثل جيل الثمانينات، في انتظار التأكيد خلال كأس إفريقيا بالغابون، والتي يأمل كل الجزائريين التتويج بها لتكون الثانية في رصيد هذا البلد الذي يتنفس كرة القدم، على رأي الناخب الوطني الجديد جورج ليكنز. ورغم تراجع مردود محرز هذا الموسم، إلا أن توهّجه الموسم الماضي لازال محفورا في ذاكرة المتتبعين ومحبي الساحرة المستديرة، بعدما سجل 17 هدفا وقدم 11 تمريرة حاسمة، وهي الإحصائية التي قلّما يبلغها لاعب ينشط على الرواق. الآن، محرز أصبح محط كل الانظار، ويبدو انه تأثر كثيرا بالضغط المفروض عليه، بعد تراجع مردوده رفقة ليستر سيتي، هذا الموسم. ولكن المختصين يؤكدون ان مردود "الثعالب" تأثر برحيل أحد أهم اللاعبين في وسط الميدان ويتعلق الامر بكانتي الذي انتقل إلى تشلسي، إذ كان هذا اللاعب يغطي الفراغات التي كان يتركها محرز في حالة الهجوم، كما يقوم باسترجاع العديد من الكرات قبل بلوغها منطقة العمليات. هذا، ويعتقد بعض المختصين ان محرز أخطأ حينما قرر البقاء لموسم آخر مع ليستر سيتي، إذ كان من المفروض أن ينتقل إلى أحد الاندية الكبيرة التي كانت تطلب خدماته، سواء في إنجلترا أو في أوروبا عموما، من أجل السمو إلى مستوى أرقى يعبد له الطريق نحو التنافس على الكرة الذهبية العالمية. ولكن مدرب ليستر سيتي، كلاوديو رانييري، يعتقد أن محرز مطالب بمواصلة العمل واستعادة بريقه الآن لأنه يملك نفس المؤهلات التي تميز أفضل اللاعبين في العالم، على غرار ميسي ورونالدو، مطالبا إياه ببذل مزيد من العمل لأنه بإمكانه التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم.
* محرز.. من شوارع باريس المظلمة إلى أنوار المجد الإفريقي حصل رياض محرز على أغلى لقب في القارة السمراء وهو الكرة الذهبية الذي تمنحه الكاف، متفوقا على الغابوني أوباميانغ والمصري محمد صلاح، ليثبت مرة اخرى أنه لاعب من الطراز الرفيع.. دعنا نسرد قصة هذا الفتى الذهبي الذي انطلق من شوارع باريس المظلمة والفقيرة إلى التوهج في أقوى البطولات العالمية..
* استلهم النجاح من والده ولد رياض محرز في 21 فبراير 1991 في سارسيل، فرنسا، ينتسب الى قبائل بني سنوس[3] بولاية تلمسان. في إحدى ضواحي باريس الفقيرة لأب جزائري وأم مغربية. محرز يؤكد أن والده كان لاعبا ولكن ليس محترفا، مشيرا انه تعلم منه الإيمان بالنفس والطموح المستمر وعدم الاستسلام. والده كان خلفه دائما ويدعمه بشكل لا متناه، كان يحضر لمتابعته في كل مباراة ويقدم له النصائح مساعدا إياه في التطور. وفي سن المراهقة تعرض محرز لصدمة قوية بفقدانه لوالده، لكن القوة النفسية للاعب مكنته من تجاوز هذه المرحلة، والأكثر من ذلك، كانت انطلاقته الحقيقية في إثبات موهبته الكروية رغم نحافة جسمه.
* الفقر والعنصرية دفعاه إلى النجومية في أحد الأحياء الفقيرة لبلدية سارسيل والمليء بالمهاجرين أين تقل فرص العمل ويرتفع منسوب الإهمال والعنصرية، لم يتمكن رياض من إثبات نفسه مع نادي الحي بسبب بنتيه الجسدية الهزيلة رغم امتلاكه للموهبة الفنية. ويستذكر محرز هذه اللحظات ويقول: "لقد قالوا لي بأنك هش ونحيف جدا، لن تتمكن من الحفاظ على الكرة ولن تنجح في مواجهة الخصم". استلهم رياض في تلك الفترة العصيبة بما علمه إياه والده إذ تحمل المسؤولية منذ الصغر، وهذا ما منحه عزيمة قوية لإكمال حلمه وحلم والده بتمثيل منتخب الجزائر واللعب في كأس العالم.
* مراوغاته ترعب أقوى المدافعين محرز بدأ اللعب في الشوارع ولذلك تمكن من تطوير أسلوب المراوغات في المساحات الصغيرة والضيقة، وهذا ما مكنه من استدراك نقص قوته البدنية بفنياته الكروية والتي عبدت له الطريق ليكون لاعبا فذا يهابه كل المدافعين. بعد مشوار مع نادي كويمبر في بطولة الهواة الفرنسية من 2009 إلى 2010، انتقل محرز إلى الفريق الرديف لنادي لوهافر في العام الموالي ولعب معه حتى موسما واحدا، ثم ارتقى للفريق الأول بعد مردوده الجيد، وأمضى معه اول عقد احترافي في 2013، قبل أن ينتقل في 2014 لنادي ليستر سيتي بقيمة 500 ألف أورو.
* المجد مع ليستر في انتظار "الكان" مع "الخضر" ولعب محرز مع ليستر وتمكن من المساهمة في تحقيق الصعود للبريمرليغ، قبل ان يتمكن في 2016 رفقة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري من التتويج بالبطولة وإحراز لقب أفضل لاعب في إنجلترا، وترتفع قيمته إلى حدود 45 مليون جنيه إسترليني. الآن، يعد محرز من بين كوادر الفريق الوطني، ويأمل الجميع أن يتمكن من استثمار موهبته وخبرته في قيادة "الخضر" إلى التتويج بكأس إفريقيا. محرز هو مثال اللاعب المثابر الذي لم تثنه ظروفه الصعبة في المضي قدما نحو النجاح، وصدق مدربه رانييري حينما أكد أن قصة محرز تصلح أن تجسد في فيلم سنيمائي ليكون قدوة للأجيال الصاعدة في الاستلهام من تجربته.
* محرز يدخل تربص "الخضر" ومشاركته اليوم أمام موريتانيا مستبعدة التحق صبيحة أمس اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز بتربص المنتخب الوطني بسيدي موسى وهو يحمل في يديه لقبه الإفريقي، وسط ترحاب حار من زملائه والطاقم الفني والإداري للمنتخب الوطني. وخاض محرز تدريبات على انفراد في منتصف النهار، من أجل إزالة التعب، بينما تدرب زملاؤه جماعيا تحضيرا لمباراة اليوم أمام موريتانيا بملعب تشاكر في حدود الساعة الخامسة مساء. وعليه فإن مشاركة محرز في هذه الودية يبقى مستبعدا بسبب الإرهاق والتعب الذي يعاني منه اللاعب الذي عاد من سفرية طويلة من وإلى نيجيريا لاستلام لقبه الإفريقي، إذ يحتاج لبعض الراحة. ومن المنتظر أن يشرك الناخب الوطني جورج ليكنز محرز في الودية الثانية امام موريتانيا بمركز سيدي موسى بعيدا عن أعين وعدسات الصحفيين والفضوليين، أين سيتم تطبيق الخطط التكتيكية التي سيعتمدها "الخضر" لتجاوز عقبة زيمبابوي في أول لقاء رسمي في الدور الاول خلال كأس إفريقيا بالغابون. هذا، وكانت التشكيلة الوطنية خاضت أمس آخر حصة تدريبية قبل مواجهة موريتانيا اليوم، كما اجتمع الطاقم الفني باللاعبين وتحدثوا طويلا بحضور مساعد المدرب مجيد بوقرة الذي يعوّل عليه لتأطير اللاعبين وتقديم لهم النصائح في كيفية خوض "الكان" نظرا لخبرته الطويلة في الملاعب الإفريقية. * محرز في التشكيلة المثالية الإفريقية ل 2016 اعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في حفل الجوائز الذي أقيم الخميس، عن التشكيلة المثالية لعام 2016 في قارة إفريقيا والتي تواجد فيها اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز بصفته افضل لاعب في القارة السمراء. كما تواجد في التشكيلة مدافع نادي فالنسيا، التونسي أيمن عبد النور، وغياب المصري محمد صلاح، لاعب روما. كما لم تشهد التشكيلة مفاجآت كبيرة، اذ تواجد فيها ابرز اللاعبين الافارقة المتألقين في الدوريات الاوروبية مثل نجم بروسيا دورتموند الالماني بيير امريك أوباميانغ ونجم ليفربول الإنجليزي ساديو ماني ومدافع مانشستر يونايتد الإنجليزي ارييك بايي بالإضافة إلى سيرج أوريي مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي. هذا وضمت التشكيلة أسماء غير معروفة، اللهم إلا في بلدانها الأصلية او الأندية التي ينشطون فيها. حارس المرمى: دينيس أونيانغو (أوغاندا). خط الدفاع: سيرج أوريي (كوت ديفوار) واريك بايي (كوت ديفوار) وايمن عبد النور (تونس) و جويسي لوماليسا (جمهورية الكونغو الديموقراطية). خط الوسط: راينفورد كالابا (زامبيا) وخاما بيليات (زيمبابوي) وكيغان دولي (جنوب افريقيا). خط الهجوم: رياض محرز (الجزائر) وبيير امريك أوباميانغ (الجابون) و ساديو ماني (السنغال). فؤاد.أ