أصبح نجم المنتخب الوطني، رياض محرز، محط اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية والأوروبية، بعد تألقه اللافت للنظر في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نادي ليستر سيتي وتتويجه بلقب البريميرليغ باقتدار. وقد إزدادت شعبية نجم الخضر بعد تتويجه بلقب أحسن لاعب في إنجلترا في الموسم الماضي، وحصوله على لقب الكرة الذهبية في القارة السمراء. كما أن رياض محرز حقق رقما سيظل في ذاكرة محبي الكرة الإنجليزية في الوطن العربي للأبد، وهو أنه أول لاعب عربي يُسجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في الدوري الإنجليزي ضد سوانزي سيتي. لكن بعيداً عن أرقام وأداء محرز المتميز، فإن هناك العديد من الجوانب الخفية، بل، وربما، يمكن القول أنها الحزينة، ولكنها أثرت بشكل قوي في محرز وشخصيته وجعلت لديه الإصرار من أجل الوصول لحلمه كلاعب كرة قدم مشهور. نشأة محرز نشأة محرز كانت في حي سارسيل، وهو الذي يبعُد 10 أميال فقط عن شمال العاصمة الفرنسية باريس، وهذا الحي يُعتبر من أخطر الأحياء في باريس وفي فرنسا بشكل عام، خاصة بسبب الاضطرابات والجرائم العرقية والدينية بسبب المهاجرين المستقرين في هذا الحي من أكثر من فئة سواء يهود أو مسلمين. والد محرز هو من اكتشف موهبته الكروية خاصة أن والده لعب لفترة طويلة كرة القدم في دوريات الهواة بفرنسا مع أكثر من فريق، فقام بتنمية موهبته وإلحاقه بأحد أندية الهواة في باريس. تعرض محرز لصدمة قوية وهو في عمر ال15 عام حيث توفي والده بسبب مضاعفات صحية بعد عملية جراحية في القلب، وقد صرح محرز عن هذا الأمر في حديث لصحيفة الغارديان : لا أعلم ماذا حدث لي فعلاً بعد وفاة والدي، ولكن شعرت بأن الأمور أصبحت جدية وبأن الحياة قصيرة ويجب أن أتقدم وأعمل بجهد، حتى أصل لحلمي . الإنتقال إلى نادي كويمبر بعد وفاة والده، إنتقل رياض محرز لنادي كويمبر الذي يقبع في الدرجة الرابعة الفرنسية عام 2009 بتوصية من محمد كوليبالي، مدربه في فترة الشباب، والذي قال أن محرز لديه شخصية اللاعبين الكبار وهذا أهم من أي مهارة يحتاجها اللاعب. تألق محرز في كويمبر أدى لانتقاله لنادي لو هافر العريق ولكنه لم يُشارك مع الفريق الأول وظل مع الفريق الثاني حتى عام 2013 وخلال هذه الفترة، سجل 24 هدفا في 60 مباراة وهو ما لفت أنظار ناديي مارسيليا وموناكو لمتابعته خلال هذه الفترة للتعاقد معه، ولكنه أصر على اللعب في نادي يستطيع التطور واللعب خلاله أساسياً لمدة أطول. الرحيل إلى ليستر سيتي في بداية موسم 2013-2014، تم تصعيد محرز للفريق الأول بنادي لو هافر وقدّم مستوى مميزا مع الفريق الأول بتسجيله 6 أهداف في الليج 2 ومع تألقه اللافت للنظر للأندية الأوروبية رحل عن فرنسا في جانفي 2014 لينضم لنادي ليستر سيتي الإنجليزي الصاعد حديثاً ل البريميرليغ في خطوة انتقدها البعض بسبب تفضيله الرحيل عن فرنسا في ظل تواجد عروض من أندية فرنسية أكبر من ليستر مثل مارسيليا وموناكو وليل بجانب انتقاد بعض الإعلاميين لإعلانه الرغبة في اللعب للجزائر وقتها. نجح محرز بتقديم مستوى جيد مع ليستر في نصف موسم وقدم الفريق أداء مميز أمام كبار البريميرليج مثل مانشستر يونايتد والفوز بنتيجة 5-3 والفضل يعود لتأقلم محرز على الأجواء الإنجليزية للمدرب نايغل بيرسون والذي يعتبره محرز كوالد له داخل وخارج الملعب. الإنضمام للمنتخب الوطني بعد نهاية هذا الموسم، إنضم محرز للمنتخب الوطني استعداداً لكأس العالم 2014 بالبرازيل، وصرح محرز بأنه بالرغم من أنه مولود في فرنسا وأمه مازالت تعيش في فرنسا، ولكن قلبه مازال جزائريا، وهو شيء لن يستطيع تغييره، قدّم محرز مستوى رائعا مع محاربي الصحراء في البطولة والخسارة من دور ال16 أمام منتخب ألمانيا، بطل هذه النسخة بعد أداء مشرف. محرز يقود ليستر للتتويج بالدوري تمكن الدولي الجزائري، رياض محرز، من قيادة ليستر سيتي من التتويج ببطولة الدوري الإنجليزي شهر جوان الماضي، وذلك بعد مشوار طويل وشاق. حيث ساهم نجم الخضر، بشكل كبير، في تحقيق مفاجأة الكرة الأوروبية الموسم الماضي. محرز ملك إنجلترا بالرغم من كل الإنتقادات التي حطمته طوال مسيرته الكروية، والتي قالت أن محرز سيصعب عليه أن يكون لاعبا كبيرا في كرة القدم، إلا أن ذلك لم يمنع الدولي الجزائري من أن يتوج بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في الحفل السنوي الذي اقامته رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا في نهاية الموسم الماضي وبات محرز صانع ألعاب ليستر سيتي اول لاعب عربي وإفريقي ينال هذا الشرف وثاني لاعب غير اوروبي بعد الاوروغوياني لويس سواريز، الذي توج بهذه الجائزة. أصبح العالم كله أصبح يعلم اسم رياض محرز جيداً ولكن هذا لم يأت من فراغ، خاصة بعد ما علمنا ما مر به من صعوبات وتقلب للأحوال في بداية حياته، ولكنه ظل يسعى حتى وصل للقمة في أكبر دوري بالعالم، فهو صنع لنفسه ملحمة أخرجته من التراجيديا لنور النجومية. محرز يعيد الكرة الذهبية للجزائر توج رياض محرز، مؤخرا، مهاجم نادي ليستر سيتي، حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لسنة 2016. وحصل محرز على 361 صوت، متفوقا على الغابوني بيار ايميريك اوباميانغ، مهاجم بوروسيا دورتموند الالماني وافضل لاعب في 2015 الذي نال 313 صوت، والسنغالي ساديو مانيه، مهاجم ليفربول الإنجليزي الذي حل ثالثا مع 186 صوت. وجاء تتويج محرز بالكرة الذهبية الإفريقية، بعد أن ساهم في قيادة ليستر الى لقبه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. ويعد محرز ثالث لاعب جزائري يتوج بهذه الجائزة، بعد لخضر بلومي ورابح ماجر. لخضر بلومي ل السياسي : محرز إستحق التتويج بالكرة الذهبية بعد تألقه مع ليستر هنأ لخضر بلومي رياض محرز بلقب أحسن لاعب إفريقي، الذي توج به مؤخرا. وقد أكد نجم الخضر في الثمانينيات، أن محرز إستحق الكرة الذهبية بعد مشواره الرائع مع نادي ليستر سيتي في الموسم الماضي. كما يرى محدثنا أن بطل إنجلترا بإمكانه قيادة المنتخب الوطني للتتويج بكأس الإفريقية المزمع إجراؤها بالغابون شهر جانفي الحالي. عبد الرؤوف زاربي ل السياسي : تتويج محرز بالكرة الذهبية جاء نتيجة المستوى الخرافي الذي قدّمه الموسم الماضي أكد مدافع المنتخب الوطني سابقا، عبد الرؤوف زاربي، أن رياض محرز يستحق التتويج بالكرة الذهبية التي منحت له، مؤخرا، من طرف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في نيجريا. محرز لاعب كبير ولقد برهن على ذلك في الكثير المناسبات خاصة خلال الموسم الماضي لما توج بلقب الدوري الإنجليزي مع نادي ليستر سيتي، فتتويجه بالكرة الذهبية الإفريقية وتشريفه للجزائر لم يأت من فراغ، بل بفضل المجهودات التي قام به ، يقول، كما صرح محدثنا، أن نجم الخضر بإمكانه مساعدة الفريق الوطني للتتويج بكأس إفريقيا للأمم.