قال الباحث في علوم الاعلام والاتصال، الدكتور العربي بوعمامة، أن المؤسسات الإعلامية مطالبة في الوقت الحالي بالاستفادة من أعمال الباحثين لتطوير الآداء الإعلامي وجعله أكثر احترافية ومهنية. هذا، واعتبر مدير مخبر الإعلام والاتصال لجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم، أن تحقيق مستويات أعلى من الخدمة العمومية والاقتراب أكثر من الوظيفة التثقيفية والتربوية لوسائل الإعلام يتطلب تكوين الموارد البشرية الإعلامية بالدرجة الأولى. * كيف ترون واقع الإعلام الجزائري على ضوء التعددية التي يعرفها المشهد الإعلامي؟
-قبل الإجابة على سؤالكم المهم، أتقدم بالشكر الجزيل ليومية "الحوار؛، التي خصصت لنا مساحة إعلامية مهمة للباحثين وللجامعة بشكل عام، هذا الواقع في الحقيقة ومن وجهة نظري كباحث في حقل الإعلام والاتصال مازال يحتاج انتظار بعض الوقت للحكم عليه، وهذا لأن تجربة السمعي البصري في البلاد ضمن التعددية مازالت فتيه، ثم إن مساحات الإبداع الإعلامي الموجودة في المؤسسات الإعلامية مازالت ضيقة، كما أن استيعاب المؤسسات الصحفية للكم المطلوب من خريجي الجامعات وعدم اشتغال قطاع واسع من وسائل الإعلام للأسف على التكوين، يجعلني أقول إن الواقع الحالي له ما له من آفاق محفزة وعليه بعض الأعباء وأمامه تحديات متعددة للنهوض بالإعلام الجزائري وجعله أكثر احترافية ومهنية. *تشرفون على مخبر للدراسات الإعلامية، فهل قدّم هذا المخبر أعمالا للإعلام المحلي والوطني؟
– مخبر الإعلام والاتصال لجامعة مستغانم الذي ينشط من خلاله أساتذة باحثون في قسم الإعلام والاتصال وطلبة باحثون في الدكتوراه، يقدم في الحقيقة من خلال العديد من النشاطات العلمية والملتقيات المنظمة ودورات التكوين التدريبية في العمل الإعلامي الكثير للإعلام الجزائري، ولكن يجب الإشارة إلى أن ثقافة الشراكة بين الجامعة والمؤسسات الإعلامية في طريقها نحو الاتساع، إذ نعرض على المؤسسات الإعلامية بحوثا مهمة في مجال الإعلام والاتصال يمكن أن تطور من خلالها آدائها الإعلامي، وقد قمنا في سياق النشاطات بتنظيم أيام دراسية حول الإعلام الجواري ودوره في ترقية الحس التطوعي، كما نظم المخبر دورة تكوين في فنيات التحرير الإذاعي، كما تم تنظيم ملتقى علمي دولي حول الإعلام القيمي والديني، ومع أواخر سنة 2016 احتضنت الجامعة ملتقى دولي حول الإعلام الجديد ومنظومة القيم، شارك فيه العديد من الباحثين العرب واستحدثنا فيه جائزة كرسيى عزي عبد الرحمان للتنظير الإعلامي، والمفكر الجزائري عزي عبد الرحمان له العديد من الإسهامات البحثية في حقل الإعلام، لذا فالمخبر العلمي الذي ينشط بالجامعة يحاول أن يقدم الكثير للمؤسسات الإعلامية في إطار البحث العلمي، وأعتقد أن إنشاء قناة تلفزيونية لدعم البحث العلمي أضحى ضرورة ملحة لدعم ومرافقة جهود الباحثين.
*ما هي آفاق المخبر ومشاريعه البحثية مستقبلا؟
مخبر الإعلام والاتصال سيعمل على تعزيز شراكة في مجال البحث العلمي مع الوزارة الوصية المشكورة في الحقيقة على متابعتها المستمرة لنشاط مخابر البحث العلمي، كما أننا نعمل الآن على تنفيذ نشاطات برنامج المخبر لسنة 2017، حيث يتضمن البرنامج جملة من الندوات العلمية والملقيات والدورات التكوينية، وثقتي في الحقيقة في نشاط أعضاء المخبر العلمي وتفاعل الإدارة ممثلة في مدير الجامعة وعميد كلية العلوم الاجتماعية لجامعة مستغانم كبيرة، كما أننا نراهن وبشكل مستمر على التعاون مع المؤسسات الإعلامية التي تريد أن تطور من آدائها الإعلامي وتقترب أكثر من الاحترافية والمهنية. حاوره: م. مرواني