العلاقات الجزائرية الصومالية "متينة وأخوية"    وزارة التضامن الوطني تحيي اليوم العالمي لحقوق الطفل    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميهوبي مطالب بإيجاد حلول استعجالية وخياراته قليلة
نشر في الحوار يوم 05 - 02 - 2017


ملف: خيرة بوعمرة
مختصون يؤكدون: آن لقصر الرمال الذي شيدته خليدة تومي أن يسقط
* مهنيون يخلون مسؤولية ميهوبي من تأزم وضع المسرح وآخرون يدينونه
بدت تداعيات الأزمة الاقتصادية، وتراجع ميزانية وزارة الثقافة بنسبة 50 بالمائة، واضحة مع مطلع سنة 2017، التي استهلّها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بجملة من الاحتجاجات والمشاكل على مستوى المسارح التي التقطت صدمة التقشف بشكل مباشر وقوي انعكس على الحراك المسرحي الجزائري. يأتي هذا في الوقت الذي يعمل فيه وزير الثقافة عز الذين ميهوبي على صياغة سياسة جديدة لتسيير المؤسسة المسرحية ظلت لسنوات طويلة تحت رحمة دعم وزارة لم تعد قادرة على المضي في سياسة "الريع" التي جعت المسرح اليوم غير قادر على العمل في إطار الدعم التام للدولة، التي وإن كانت لم تتخل كليا عن المسرح كما أكد ميهوبي في تصريحاته الأخيرة، إلا أنها "مسكت يدها عن الدعم الكلي"، وهو ما أربك المسرحيين الجزائريين الذين كانوا منذ البداية خارج الحساب، إلا أنهم لم يتفطنوا لذلك إلا في أعقاب الأزمة، حيث انه لم يحدث أن حدّد دفتر شروط تسيير المسارح أجور الفنانيين على اعتبار أن المسارح مؤسسات ذات طابع تجاري، وكان الدعم يقتصر على الإنتاج والتوزيع، فيما يتم اقتطاع اجور العمال من مسرحيين وتقنيين… من ميزانية الدعم الخاصة بالإنتاج، وهو ما لم يصبح بالإمكان تحقيقه مع تراجع ميزانية الدعم، فيما لا تزال مداخيل أحسن المسارح الجزائرية تسيير عاجزة عن توفير أجور عمالها من مداخيل العروض التي لا تكاد تغطي أجور شهر واحد.
ازمة كان من حق المسرحيين الاحتجاج ضدها، على اعتبار انهم غير مسؤولين عن سوء تسيير المؤسسة المسارحية.. واقع وضع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في وجه الغضب الذي ميز الساحة المسرحية منذ أسابيع، ليجد نفسه مضطرا للبحث السريع والاستعجالي ، عن حلول عملية تستجيب للمعطيات الاقتصادية الراهنة التي انسحبت على القطاع بشكل يصعب من مهام ميهوبي الذي لا تتوفر له الكثير من الحلول، خاصة انه رفع شعار "نهاية عهد الريع" منذ قدومه الى مبنى العناصر ولسان حاله يقول "من كان يعبد ميزانيات وزارة الثقافة فإن زمانها قد ولى، ومن كان يعبد المسرح فالمسرح باق لم يمت"..
"الحوار" فتحت باب النقاش أمام عدد من المهنيين المسرحيين والخبراء المختصين، محاولة الإضاءة على مختلف جوانب الازمة التي يشهدها المسرح.

* مسرحيون يؤكدون بأن وزارة الثقافة تفتقد لخريطة طريق واضحة
الممثل المسرحي حميد غوري:
* لولا خليدة تومي لبقيت المسارح كبنايات قصديرية
يرى الممثل حميد غوري بأن المسرح قضية الجميع، على اعتبار انه رمز للمدنية والحضارة عبر عقود من الزمن، مؤكدا بأن كل دول العالم تقدم الدعم للمسارح بما فيها الخاصة. ويطرح محدثنا في سياق رده على سؤالنا بخصوص المشاكل التي يتخبط فيها المسرح الجزائري، سؤالا يعتبره جوهريا: ما هي مكانة المسرح في الجزائر لدى السلطة ولدى شعب ايضا؟.
في الجزائر يقول حميد غوري إن المشكل يتمثل في أن الوزارة الوصية تفتقد لخريطة طريق واضحة، كما تفتقر لسياسة ثقافية وطنية فيما يتعلق بالتسيير.
ويوضح ذات المتحدث بأن المسرح الجزائري ساير احداث الوطن اثناء الثورة وفي مرحلة البناء، وفي مرحلة السبعينات، حتى وإن كانت مواضيعه سياسوية او شعبوية او تميل نوعا ما لأطروحات السلطة فقد كانت صادقة، وفي نفس الوقت كان هناك مسرح معارض لأطروحات السلطة، كما كان المسرح الجزائري فارسا يظهر في كل المهرجانات العربية، لتأتي مرحلة العشرية السوداء يقول حميد غوري ، التي غربلت الأمور فهناك من هرب، وهناك من صمد وسقط شهداء امثال علولة ومجوبي، في الوقت الذي استفاد فيه اصحاب الملاحم الساذجة من المرحلة التي اعتبرت نعمة لطموحهم التي يصفها محدثنا بالركيكة، ومع الأسف هم من استفادوا من مرحلة المصالحة والبحبوحة، فبتملقهم اصبحو اعضاء في لجان القراءة ومسؤولين على المهراجانات وأصحاب تعاونيات وناطقين رسميين باسم المسارح.
ليتوقف ويفتح قوسا: عن اي بحبوحة نتكلم؟ من استفاد من هذه البحبوحة؟ ثم البحبوحة مست كل القطاعات، ولولا الوزيرة السابقة خليدة تومي لبقيت بنايات المسارح كالأحياء القصديرية.
ليخلص المسرحي المتميز حميد غوري القول بأنه قد حان الوقت لإعادة النظر في طريقة تسيير المسارح وفتح الباب للشباب والتجارب الجريئة، وخلق فضاء اعلامي خاص بالمسرح، مؤكدا بأن المراحل الماضية شهدت تداولا على كرسي وزارة الثقافة، لتصل الى عز الدين ميهوبي الذي سيكون عليه وضع استراتيجية تبحر بمسرحنا بعيدا في أعماق مجتمعنا، عن طريق تقديم اعمال راقية.

المخرج المسرحي حبيب بوخليفة:
* المحاباة والولاء شروط اساسية لاختيار مسيري المسارح
يعتقد المخرج والاستاذ في المعهد الوطني للفنون الدرامية حبيب بوخليفة، بأن المشاكل التي يتخبط فيها المسرح بعد تراجع ميزانية كل المسارح الجهوية، عميق، على اعتبار انه مشكل يرتبط بالمجتمع وبالإنتاح الفني والثقافي عموما والمسرحي خصوصا منذ بداية تأسيس الدولة.
اذا نجح الفن المسرحي حسب محدثنا في التنشيط جزئيا في ظل مشروع سياسي اجتماعي واضح هو النهج الاشتراكي بعد الاستقلال حتى الثمانييات من القرن الماضي، فيما يختلف الوضع اليوم حيث اصبح المسرح يفتقد الى قاعدة فكرية ونظرية تجعله يتجاوز الترقيع. وآخر اهتمام السلطة هو الثقافة والفن، بحكم رداءة تسيير المؤسسات المسرحية.
ويضيف حبيب بوخليفة بأن الثقافة ما هي الا انعكاس لنظام اداري مركزي بيروقراطي متسلط، بحكم افتقاد المجتمع لميكانيزمات ديمقراطية تجعل الفنان مسؤولا مهما في بناء الدولة… ويذهب محدثنا الى ابعد من ذلك حين يؤكد بأن ما يشهده المسرح اليوم هو سلوك مظهري دعائي فلكلوري لتزيين واجهة مزيفة، وهي الواجهة التي زينتها البحبوحة المالية النفطية والغازية والاستفادة من الريع… فالمحباة والمحسوبية والولاء هي الشروط الاساسية في اختيار مسيري المؤسسات المسرحية العمومية التي هي الى حد الآن التي تحتكر النشاط الفني المسرحي.
اما ما يتعلق بتأثير سياسة التقشف على اداء المسارح، فيؤكد المسرحي حبيب بوخليفة بأن الثقافة كانت دائما تعيش التقشف، لأن مزانيتها هي آخر ما تهتم به الحكومات المتعاقبة… الامر لا يتعلق فقط بالمال حسب المتحدث بقدر ما يتعلق بالكفاءات على مستوى عملية الابداع والتسيير.
و في تعليق له على وصف وزير الثقافة للمسرح الجزائري بأنه رديئ، قال حبيب بوخليفة في ذات التصريح ل "الحوار" بأن المسؤولية تتقاسمها وزارة الثقافة بالدرجة الاولى، اي السلطة التي بيدها الحل والربط والمال، وكذا على اصحاب المجال الذين ينسخوا الرداءة لمارب ريعية… الفن المسرحي لا يحتاج الى الكثير مثل السينما، وإنما الى المعرفة الثقافية والصدق.


* مهنيون يعفون ميهوبي من مسؤولية ما يمر به المسرح
السينوغراف عبد الرحمن زعبوبي:
* لا أحمل ميهوبي عبء ما يحدث، لكن لم نر منه ما يمكن أن يعالج الوضع
يقول السينوغراف عبد الرحمن زعبوبي بأنه كان على السلطات الوصية تطبيق سياسة التقشف أيام البحبوحة، ولكن ليس في المجال الثقافي، مع العقلانية والصرامة في تسيير المال العام، مؤكدا بأن سنوات البحبوحة كانت نقمة على المسرح أكثر ما كانت نعمة، لأنها استقطبت حسبه نواكر ودخلاء وجعلت منها منافسة تنصب على الجانب المالي اكثر من الجانب الفني الذي لم يكن يهمها أمره.
ويؤكد زعبوبي بأن المسرح كان المتضرر الاكبر من التقشف، وذلك لكونه كان يعتمد كل الاعتماد على دعم كامل للدولة، ودون أن نطلب منه بالمقابل تسديد ولو فاتورة الكهرباء، ويرجع زعبوبي في حديثه الى جلسات المسرحيين مع وزير الثقافة السابقة نادية لعبيدي في المكتبة الوطنية، حيث تم التطرق وقتها الى ضرورة إعادة النظر في السياسة المتبعة تجاه المسارح، حيث كانت الدولة تمول المشروع لتعود وتشتريه، وهي الساسة التي كرسها حسبه مبدأ (اعمل كما شئت)… وأصبح من هب ودب كاتبا ومخرجا وسينوغرافيا وممثلا، وأصبح من هب ودب يدخل المسرح كمتفرج أو كممارس.
ويعود السينوغراف زعبوبي ليؤكد بأن المشكل اليوم في التسيير اللا عقلاني وغياب استراتيجية واضحة للثقافة، مؤكدا بأنه لا يحمل الوزير الحالي كل العبء، ولكن لم نر منه ما يمكن أن يعالج الوضع… إن عدم دفاعه عن قطاعه أمام البرلمان ورئاسة الحكومة يحسب عليه، لكونه المسؤول الأول على القطاع.

المخرج مولاي ملياني مراد محمد:
* من حق وزير الثقافة أن يطالب بالاحترافية والدولة لن تتخلى عن المسرح
دعا المخرج المسرحي مولاي ملياني مراد محمد، المسرحيين الجزائريين إلى ضرورة التحلي بروح المسؤولية بالعمل بجد واحترافية، قصد جلب الجمهور واستقطاب المزيد من عشاق الخشبة، مؤكدا بأن زمن البحبوحة قد ولى، وهو ما يرفع سقف التحدي امام المسرحيين الجزائريين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المسرح الجزائري. ويؤكد محدثنا على ثقته في السياسة الجديدة لوزارة الثقافة التي تبحث حاليا عن سبل التسيير الأمثل للمسارح الجزائرية من خلال اللجان التي تعمل حاليا على دراسة الوضع فيما يتعلق بالتوزيع وسيرورة العمل في المسارح والانتاج والسبونسور وغيرها من النقاط السوداء التي يعاني منها المسرح.
من جهة أخرى، أكد مولاي ملياني بأنه على مسيري المسارح التفكير في ايجاد صيغ كفيلة بجلب الاموال سواء شبابيك المسارح او السبونسور، مضيفا بأن ترشيد النفقات جاء في وقته، لأن المسرح بحاجة الى رفع مستوى الاحترافية، واستبعد ذات المتحدث تخلي الدولة عن المسرح، مستشهدا بالمسارح التي يتم انجازها في الوقت الراهن.
من جهة اخرى، وفيما يتعلق بالتصريح الاخير لوزير الثقافة فيما يتعلق بمستوى ما يقدم في المسارح الجزائرية التي وصفها بأنها لا تتعدى المستوى المدرسي حسب ما تراودته بعض وسائل الاعلام، قال المخرج مولاي ملياني بأنه من حق الوزير أن يطلب الاحترافية في الاعمال المسرحيه لأنه كاتب ويعرف خبايا المسرح جيدا.

المخرج الشيخ عقباوي:
* أيا كان اسم وزير الثقافة في هذه الظروف ما كان ليكون الوضع أحسن
يرى المسرحي الشيخ عقباوي بأن بقاء الفرق المسرحية الحرة التي لا ترتبط بالتغيير المالي وميزانية الثقافة قيد العمل هو تأكيد على أن المسرح كإنتاج لا زال قائما، فيما يعتبر المتحدث في تشريحه للوضع الصعب الذي تمر به المسارح الجزائرية، ان المسارح هي المتضرر الاول من الأزمة المالية، باعتبار تقليص ميزانيتها لاعتبارات اقتصادية عالمية..
وفي تعليق له عما يسمى بالبحبوحة المالية التي استفاد مها المسرح سابقا، يقول عقباوي بأن استعمال كلمة بحبوحة في الشأن الثقافي والمسرحي خاطئ، معتبرا أن حالة الراحة المالية التي استفاد منها المسرح ارتبطت بفترة كانت ميزانية الثقافة صفر مقارنة بقطاعات اخرى اقل حساسية.
اما عن التقشف وانعكاساته على المسرح الوطني، فيرى عقباوي الشيخ رئيس جمعية فرسان الركح بأن الامر طبيعي، بالنظر الى اهل المسرح الذي هم اكثر الاقوام مطلبيه، لذلك بدا الامر وكأن القضية خاصة بالمسرح فقط، لكن في الحقيقة كل الفنون تأثرت بالشح المالي، وأيضا قطاعات اخرى، وذهب عقباوي الى اعتبار ميهوبي غير محظوظ، لأنه جاء الى قصر العناصر في السنوات العجاف، مؤكدا بأنه مهما كان اسم الوزير في الوقت الحالي فإن الوضع ما كان ليكون افضل.
وطالب عقباوي الشيخ وزير الثقافة عزالدين ميهوبي بالأدلاء بتصريح متلفز بخصوص ما روجهه الاعلام حول انتقاص ميهوبي من قيمة المسرحيين الجزائريين، وذلك لرفع اللبس وتوضح حقيقة وضع المسرح.
جمعتها: خيرة بوعمرة


* الخبير في الشؤون الثقافية عمار كساب ل "الحوار":
آن لقصر الرمال الذي شيدته خليدة تومي ان يسقط
* التسيير التجاري للمسارح العمومية والمراقبة المالية الصارمة كفيلة بإنقاذ المسارح
في نظرة نقدية تحليلة لواقع الفعل المسرحي الجزائري في اعقاب الازمة المالية التي تمر بها الجزائر، والتي انعكست على ميزانية المسارح الجهوية والمسرح الوطني وحتى على المهرجانات المسرحية، يرى الدكتور عمار كساب المختص في السياسات الثقافية من خلال قراءات في علم التسيير الثقافي، الذي يقتضي أن إشكالية التكاليف تطرح بصورة خاصة وحادة في مجال المسرح، وذلك بسبب المصاريف الثابتة الكبيرة التي يعرفها فن الخشبة (أجور التقنيين والفنانين، تكاليف الديكور، تكاليف الإنارة، تكاليف صيانة الهيكل المسرحي… إلخ). موضحا بأن هناك نظرية اقتصادية مهمة تحمل اسم صاحبها تسمى "مرض التكاليف لبومول" تظهر أنه في حالة توقف دعم الدولة، وفِي ظل انعدام استراتيجية داخل المؤسسة المسرحية لتنويع مداخيلها والاتكال على الدعم العمومي، فذلك يؤدي حتما إلى غلق المؤسسة المسرحية، وهو ما يجعل حسب المتحدث ما يحدث حاليا امرا عاديا ومنتظرا، مشيرا في ذات السياق الى انه كخبير في الشؤون الثقافية كان قد تنبأ بالأزمة منذ العام 2007 ضمن مذكرة تخرجه في جامعة السربون، والتي تناولت موضوع تسيير المسارح العمومية في الجزائر، حيث اكد وقتها أن الثلاثية الآتية يمكنها أن تنقذ المسارح العمومية من الأزمة المتكررة منذ 1962، ويتعلق الامر بالتسيير التجاري كما يمليه القانون الأساسي للمسارح العمومية، الاعتراف بالطابع غير الربحي للمسارح من طرف الدولة، والمراقبة المالية الصارمة..
أما الآن وقد جاءت الأزمة دون يأخذ المسؤلون بعين الاعتبار الأخطاء السابقة (أزمة 1992 خاصة حين أغلقت عدة مسارح)، يقول عمار كساب ، فمن المهم تحديد المسؤوليات. والمسؤول الأول حسبه ، على وضعية المسارح العمومية هي وزارة الثقافة التي تتحمل المسؤولية كاملة، مذكرا أن المسرح الوطني والمسارح الجهوية تابعة مباشرة لوزارة الثقافة التي تسيرها عبر مجلس إدارة ومدير تنفيذي يختاره وزير الثقافة، ولا ذنب لعمال المسارح بما يجري اليوم، عِوَض أن يسرح عمال مسرح بجاية أو عمال أي مسرح آخر، يجب إقالة مجالس الإدارة التي تدير هذه المسارح، والتي يطغى على تعيين أعضائها وتسيير ميزانياتها الغموض وعدم الشفافية، مضيفا ان من حق عمال المسارح التظاهر لأنهم لا يتحملون مسؤولية غياب استراتيجية تقي المسارح شر غياب دعم الدولة..
وذهب عمار كساب الى ابعد من هذا حين قال بأنه حان لقصر الرمال الذي شيدته خليدة تومي ورئيسة ديوانها "زهيرة ياحي" ان يسقط لا محال.
خيرة بوعمرة

* مدير مسرح قسنطينة الجهوي، محمد زتيلي ل "الحوار":
أفضل مسرح لم يحقق شيئا ولا حتى ضمان رواتب موظفيه شهرا واحدا!
* مديرو المسارح ما زالوا يقتطعون أجور العمال من ميزانية دعم الإنتاج 50%
* على النقابيين تطهير صفوفهم ليرفعوا قضايا العمال بأصوات نزيهة ونظيفة
يؤكد الكاتب ومدير مسرح قسنطينة الجهوي، محمد زتيلي، في لقائه ب "الحوار"، بأن مديري المؤسسات المسرحية في الجزائر كانوا ولا يزالون يقتطعون مرتبات العمال من ميزانية دعم الانتاج والتوزيع الذي يتحصلون عليه من الوزارة، على اعتبار ان مسألة اجور العمال: فنانين وتقنيين وعمال لم يتم التنصيص عليها في دفتر الشروط، لأن الدولة لا تقدم ميزانية للتسيير، لكون المسارح مؤسسات ذات طابع صناعي وتجاري، وهو ما جعل حسبه مشاكل عمال المسارح تطفو الى السطح مع تراجع ميزانية المسارح بنسبة خمسين بالمائة، وهو ما جعل عمال بجاية ينتفضون ضد الادارة.
وأبدى زتيلي تضامنه مع عمال بجاية شريطة ألا تتم المطالبة بالحقوق في اطار نقابي منظم بعيدا عن تلك الاصوات الدخيلة التي تستغل الوضع لتصفية حساباتها الشخصية.
كما ابدى زتيلي ارتياحه من اداء وزير الثقافة الذي كان قد اجتمع بمديري المسارح الجهوية في اطار العمل على ايجاد سياسة جديدة لتسيير المسارح برؤيا فنية اقتصادية جديدة.
* باعتبارك مدير المسرح الجهوي لقسنطينة، كيف تقيم تسيير المسارح الجهوية في الجزائر، ولماذا ظهر تأثرها واضحا وسلبيا بتراجع ميزانيتها مؤخرا؟
المؤسسات المسرحية في الجزائر هي مؤسسات من صنف "مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري" تقدم لها الوصاية، وزارة الثقافة، دعما ماليا، بناء على دفتر شروط نموذجي يشتمل على مجالات الإنتاج المسرحي والتوزيع والورشات والاهتمام بالطفل، وهذه المجالات بالنسبة للمسارح الجهوية منصوص عليها في القانون الاساسي الذي حدد الطبيعة والمهام والصلاحيات، ورسم الدور الذي ينبغي ان تلعبه المؤسسة المسرحية في الابداع الوطني والتراث العالمي ومجال تشجيع المواهب وترقية الفن المسرحي في الفضاء الثقافي الوطني.. وهذا ما تقوم به المسارح الجهوية والمسرح الوطني، سواء المسارح القديمة من حيث التأسيس او المسارح حديثة النشأة، غير ان ما لم يطرح للنظر في كل المراحل السابقة هو مسألة اجور العمال فنانين وتقنيين وعمال التي لا يمكن التنصيص عليها في دفتر الشروط، لأن الدولة لا تقدم ميزانية للتسيير، لكون المؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري، ولكنها تقدم دعما للإنتاج والتوزيع المسرحي وما يكون مكملا لهما، وهذا كمساعدة او دعم وفقا لدفتر شروط، اما اجور العمال بأصنافهم فهي متروكة للمؤسسة كي تتدبر امرها مما تحققه من مداخيل، باعتبار الصفة التجارية لها، فكيف كانت الامور تسير طوال هذه الاعوام؟
لقد كان مديرو المؤسسات المسرحية وما زالوا يقتطعون أجور العمال ومصاريف التسيير من مبلغ دعم الإنتاج والتوزيع، وهو رقم يستهلك نصف ما يقدم كدعم، وأحيانا أكثر من النصف. وهذه الطريقة المعلومة المعروفة والمسكوت عنها جعلت الأطراف كلها تجد فيها الحل المطمئن، وكان المسيرون يجتهدون في تركيب وترتيب الأولويات وتوجيه الإنتاج وتنظيم التوزيع.
غير ان تلك الطمأنينة التي بسطت اجنحتها قد اهتزت وتخلخلت بزلزال برقم 6 على سلم ريشتر، لسبب واحد قوي هو ان الازمة المالية الاقتصادية التي دفعت السلطات العمومية الى خفض مبالغ الدعم للمؤسسات المسرحية الى النصف، أي بنسبة خمسين بالمائة، اربكت المديرين الّذين وجدوا انفسهم عاجزين عن تأمين اجور العمال بأصنافهم على مدار سنة واحدة.
قد يقول قائل، اين تذهب مداخيل المسرح مقابل بيع العروض وتأجير الفضاءات؟ أليست هذه المؤسسات ذات طابع صناعي وتجاري؟ اين تذهب اموال بيع تذاكر عروض المسرح للكبار وخاصة للأطفال الذين يتزاحمون للظفر بتذكرة ومقعد في مناسبات العطل الاسبوعية والمدرسية؟ والجواب الذي يقابل هذه الاسئلة "الاستعراضية" التي يراد بها لجم افواه المسيرين هو جواب يبعث على الاسى والحسرة، ذلك ان افضل المؤسسات المسرحية تسييرا واجتهادا لم تحقق سوى رقم ثلاثة الى خمسة بالمائة مما يقدم لها، وهو ما لا يؤمّن مرتبات العمال بأصنافهم لأكثر من شهر واحد في احسن الاحوال. وربما يسأل سائل فيقول ولماذا لم تجتهد المسارح في تحقيق مداخيل مالية كبيرة؟ الجواب بسيط وهو ان المؤسسة المسرحية في ظل الانظمة الاقتصادية الحرة والاجتماعية وغيرها تعتمد على اعانات الدولة وزارة وجماعات محلية ومؤسسات رعاية داعمة الى غير ذلك، وهذا ما لم يتحقق في الجزائر بعد، لأن المجموعة الوطنية لا تدعم المسرح بشكل او بآخر، وكأن وزارة الثقافة وحدها من يجب القيام بدلك.

* كنت من بين الذين حضروا اجتماع وزير الثقافة حول المسارح الجهوية، كيف كان تعاطي الوزارة مع الوضع الخالي للمسرح الذي يطرح الكثير من المشاكل؟!
بالنسبة لتعاطي وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، فإني اسمح لنفسي بأن اقول ان الأزمة تلد الهمة، وهو منذ مدة اعلم اهتماماته ومتابعته لملف المؤسسة المسرحية الجزائرية فيما يتعلق بانشغالات المسيرين والفنانين والعمال، وهو ككاتب وأديب وخاصة ككاتب مسرحي اخرج له المسرح الجزائري العديد من النصوص المسرحية التي حققت نجاحات محفوظة في ذاكرة تاريخ المسيرة المسرحية.. كانت وما زالت انشغالات الفنانين في صميم اهتماماته، فمعظمهم اصدقاؤه وأسرته منذ سنوات طويلة، فهو واحد من المبدعين والمنتجين والمناضلين في المسيرة الثقافية الجزائرية بعد الاستقلال، لهذا فهو كواحد من هذه الاسرة الكبيرة لا يمكنه الا ان يتعاطى معها باهتمام بالغ وبوعي عميق للإشكاليات، وبحرص كبير على ضرورة البحث والاجتهاد والعمل لإيجاد كل الاسباب التي تجعل المسرح حاضرا دائما والمؤسسة المسرحية مستمرة في تأثيث المشهد الإبداعي والفني في الجزائر. وأنا شخصيا مقتنع بمنهجية العمل، وبالطريقة المتبعة لتنظيم تسيير المؤسسة المسرحية الجزائرية، ومقتنع بأن الحلول التي سيقررها الوزير بعد الاستشارات التي قام بها سوف تساعد كثيرا على خروجها من كثير من الاختلالات التي طالتها، والتي لم تكن البحبوحة المالية لتسمح لها بأن تطفو على السطح.

* خلص الاجتماع إلى تكليف مديري المسارح بتقديم مقترحات لسياسة تسيير جديدة؟!
شخصيا كتبت في الصحافة الوطنية العديد من المساهمات في ملفات حول المسرح والمؤسسة المسرحية، وعبرت عن وجهات نظر عديدة في جوانب مختلفة، وهذه المساهمات وغيرها سوف تشكل مادة لكتيب سأنشره في الوقت المناسب حول المؤسسة المسرحية الجزائرية.
وقد عقد الوزير لقاءين مع المديرين، كان الاول في سبتمبر الماضي، والثاني قبل اسبوع واحد، وفي الاخير شكلت ست لجان عمل مكونة من مديري المسارح بإشراف اطارات الوزارة، وحدد الوزير مدة اسبوع لتقديم الاقتراحات التي تجمع وتدرس وتكون مادة لخلاصات وقرارات وقواعد عمل ملموسة وميدانية، سواء في المجال القانوني او المجال المالي او الانتاج او التوزيع او التكوين. وهذا اسلوب العمل الجماعي الذي ساهم فيه الجميع سوف تكون ثماره مفيدة وناجعة للسير في ميدان الممارسة برؤية وبرناج ودليل عمل وحيوية الوضوح في مواجهة الغموض.
وأظن ان ما اقترحته وما اقترحه كل مديري المسارح سيجد طريقه لرسم خارطة طريق لعمل المسارح الوطنية كلها.

* ما تعليقك في ما يخص أصوات المسرحيين الثائرة على خلفية مشكلة عمال بجاية!
تضامن الفنانين مع بعضهم امر جميل، والاجمل ان يتوسع هذا التضامن ليشمل العمال البسطاء على مستوى المؤسسات المسرحية، لأن الفنان عامل مثل زميله في الصيانة والتنظيف وغير ذلك من الحرف المسرحية، كما ان هناك مسألة ينبغي الانتباه اليها وهي اولئك الذين يستغلون متاعب الناس لتصفية حسابات شخصية او سياسية وقد لاحظنا ان هناك اشخاصا هنا وهناك صارت وظيفتهم الفنية هي محاولة زرع البلبلة والفتنة في الوسط الفني المسرحي، وبالتالي استغلال هموم ومتاعب العمال لتصفية حسابات شخصية لفائدة اطراف تستخدمه مقابل منافع..
وأظن فأي حركة نقابية عمالية للدفاع عن العمال وحقوقهم في العمل والعيش الكريم لا يمكنني كنقابي قديم ومناضل قاعدي لسنوات طويلة الا ان اقف معها وأدعمها وأبحث عن كل الطرق لإيجاد حلول بدلا من عرقلتها.
وبصراحة انا تشمئز نفسي عندما ارى فنانا لم يصعد على الركح ربع قرن من الزمن ممارسا للتجارة والتنقل بين فرنسا والجزائر او بين باتنة وبجاية والعاصمة، وحينما يسمع بإضراب او اعتصام يفعل المستحيلات للحضور والوقوف في الاول رافعا شعارات معينة وصراخ بالحقرة والتهميش والظلم.. مثل هذه الظواهر اظن انه من واجب النقابيين تطهير صفوفهم لجعل قضايا العمال قضايا يرفعها عمال نزهاء ومهنيون نظيفون.
حاورته: خيرة بوعمرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.