المؤتمر العالمي للنساء البرلمانيات: الجزائر الجديدة المنتصرة وفية لالتزاماتها بتمكين النساء وترقية حقوقهن    برنامج عدل 3: تحميل الملفات عبر المنصة الرقمية غير مرتبط بأجل محدد    الدفع عبر النقال: التحويلات بين الأفراد ترتفع بأكثر من الضعف في 2024    الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس": مولودية الجزائر تتعثر أمام اتحاد خنشلة (2-2) وتضيع فرصة تعميق الفارق    كاراتي دو/الرابطة العالمية: الجزائرية سيليا ويكان تحرز الميدالية الذهبية    وزارة الصحة تذكر بضرورة التقيد بالإجراءات المعمول بها في عمليات ختان الأطفال    الدروس المحمدية: إبراز مناقب الشيخ محمد بلقايد ودوره في تربية المريدين    افتتاح ليالي أولاد جلال للفيلم الثوري الجزائري لإحياء عيد النصر    رابطة علماء فلسطين تدين تصاعد انتهاكات الاحتلال الصهيوني في المسجد الأقصى وتدعو لنصرته    الإذاعة الثقافية تنظم ندوة فكرية بمناسبة الذكرى ال 63 لاغتيال الأديب مولود فرعون    براف باق على رأس الهيئة القارية    يوسف بلايلي.. العائد الكبير    تصريح مثير عن صلاح    بنو صهيون يقتلون الصحفيين    دعوة إلى تسهيل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة    والي العاصمة يعاين أشغال إعادة تهيئة حديقة وادي السمار    لِرمضان بدون تبذير..    التلفزيون الجزائري ينقل جمعة مسجد باريس    2025 سنة حاسمة للجزائر    غزّة جائعة!    باريس تغرق في شبر من ماضيها الأسود    "التاس" تصدر قرارها النهائي غير القابل للطعن    الملالي: أحلم بالتتويج بلقب مع المنتخب الوطني    توتنهام الانجليزي يدخل سباق ضم ريان آيت نوري    وزير المجاهدين يشرف على إجتماع لمتابعة تحسين وتحديث آليات الإتصال الإداري    تعزيز التعاون الجزائري التونسي في قطاع التضامن    شؤون دينية: تحديد قيمة زكاة الفطر لهذا العام ب150دج    "بريد الجزائر" يلتزم بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة    أهمية إرساء قيم الاخلاق التجارية الاسلامية    مساع لإنصاف فئة ذوي الهمم    حجز 6 أطنان مواد استهلاكية فاسدة    مديريات لتسيير الصادرات ومرافقة المتعاملين    ملتزمون بدعم آليات التضامن والتكفّل بذوي الهمم    استحداث 5 ثانويات جهوية للرياضيات    أرشيف لأول مرة على التلفزيون الجزائري    الحقن وطب الأسنان لا يفسدان الصيام والمرضع مخيَّرة بين الفداء أو القضاء    الجوية الجزائرية تذكّر بالزامية اختيار رحلة الحج    وقفة إجلال أمام عزيمة ذوي الاحتياجات الخاصة    ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد : الفنان مبارك دخلة يطرب الجمهور بباقة من اغاني المالوف    ديباجة العدد 99 من مجلته الدورية : مجلس الأمة يجدد التزامه بدعم مشروع بناء "الجزائر المنتصرة"    هنأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. رئيس الجمهورية يهنئ السيدة حدادي بمناسبة تنصيبها ومباشرة مهامها    لمواكبة التحولات الرقمية.. دعوة إلى عصرنة المركز الوطني للسجل التجاري    طاقات متجددة : المشاريع المشتركة محور لقاء بين السيد ياسع وسفير ألمانيا بالجزائر    حج 2025:اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48543 شهيدا و111981 جريحا    هكذا تحارب المعصية بالصيام..    المسابقة الوطنية في تجويد القرآن "قارئ تلمسان": تكريم الفائزين بالمراتب الأولى    شرفة يترأس اجتماعاً    حج 2025: اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    دعوة أطراف النزاع إلى اغتنام رمضان لوقف الاقتتال    "الطيارة الصفراء" تمثّل الجزائر    الدكتور بوزيد بومدين يدعو لفتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي    إدراج مكتب أعمال دنماركي في القائمة السوداء    حفظ الجوارح في الصوم    تسويق أقلام الأنسولين المحلية قبل نهاية رمضان    زَكِّ نفسك بهذه العبادة في رمضان    ديوان الحج والعمرة يحذّر من المعلومات المغلوطة    نزول الوحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا ما قاله لي الرجل الثاني في الجماعة الأحمدية عن الجزائر
نشر في الحوار يوم 14 - 03 - 2017


عدة فلاحي/ باحث في الإسلاميات
يعتبر محمد شريف عودة أمير الجماعة الاحمدية بمركز الاحمدية بحيفا بمثابة الرجل الثاني في التنظيم الدولي للجماعة بعد خليفة الجماعة ميرزا احمد مسرور، وهو ايضا الناشط الاعلامي البارز بقناة الاحمدية وصاحب البرنامج الشهير "حوار على المباشر" والذي يستقطب العديد من المتدخلين الذين يريدون التعرف على مذهب هذه الجماعة واعتناقها، ولذلك يشدد (الخليفة) ميرزا احمد مسرور في معظم خطبه على ضرورة ان يتابع ويشاهد الاحمديون عبر العالم قناة الاحمدية mta لأنها بمثابة البيت الذي يجمعهم، ومنها يتلقون التعليمات والتوجيهات التي تعرضها عليهم مراجعهم الدينية، وفي مقدمتها الخليفة الخامس، وذلك من خلال خطب الجمعة التي يؤكد على اتباعه الاستماع إليها ومشاهدتها باستمرار، كما انه يحثهم على دفع التبرعات للقناة التي بفضلها اضحى صوت الاحمدية يصل الى كل بقاع المعمورة ويحقق انتصارات في العديد من البلدان، هذه البلدان ومنها الجزائر حدث وان وقع بعض ابنائها تحت تأثير الدعوة الاحمدية بسبب ضعف منظومة المرجعية الدينية الوطنية التي لم تستطع مقاومة العديد من التيارات الوافدة والمستورة من الخارج، الامر الذي جعل المنظومة القانونية والامنية في الجزائر هي التي تسد هذا العجز وتقوم بمهمتها الوطنية للدفاع والحفاظ على الامن الديني والقومي الذي يريد البعض ان يتجاوزه ويتمرد عليها بحجة ان الدستور ينص على حرية المعتقد، متجاهلين بأن هذا الحق محكوم بضوابط وإجراءات تنظيمية مثلما هو معمول به في كل دول العالم، وبالرغم من ذلك يصر الاحمديون بمن فيها مراجعهم بأنهم على الصراط المستقيم والمحجة البيضاء، ولا يمكن ان يكون القانون حائلا بينهم وبين أداء رسالتهم المقدسة التي هم مستعدون للتضحية من أجلها مهما كانت المحن التي يتعرضون لها والصعاب التي تعترضهم.
ويعتبر الاستاذ محمد شريف عودة من الرموز والشخصيات المؤثرة في هذا الحراك الدعوي التبشيري، الامر الذي دفعني لفتح نقاش معمق معه حول أهم القضايا الحساسة التي تشغل الرأي العام الاسلامي والجزائري بالخصوص.
البداية كانت من الحدث الجديد الذي منع فيه الكنيست الاسرائلي الأذان في مواقيت معلومة.. فأوضح لي بأن القانون السابق كان اشد صرامة، وأنهم اعترضوا عليه، ومن انه تكلم في العديد من الإذاعات العبرية وكذلك في البرلمان وتغير، حيث كان الاقتراح الأول منع الأذان بتاتا عبر مكبرات الصوت بخصوص المدن المشتركة، وأضاف بأنه يرى أن يخفض صوت المكبرات، وذلك بسبب حق الجار المسيحي او اليهودي، وهذا لا يستدعي سن قانون. وواصل بالقول "نوابنا في البرلمان اعترضوا، وقد مزق القانون الخاص بالأذان السيد ايمن عودة، وهو من عائلتي، وهو رئيس القائمة العربية المشتركة.. و مع ذلك اتهمنا بالعمالة، لأننا لم نترك وطننا وأرضنا وبيوتنا كباقي 1,000,000 ونصف عربي فلسطيني تحت حكم إسرائيل، هذا ظلم عظيم من قبلكم. وعليك أن تقوم بتصحيح هذا الإجحاف والغبن. نحن نرفع الأذان خمس مرات من مسجدنا مكبرين الله اكبر، اشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله منذ أكثر من 100 عام…"..
وفي موضوع ذي صلة، سألت محمد شريف مستوضحا حول زيارة السفاح شيمون بيريز لمقرهم بفلسطين، وكيف انه تناول مع مراجعهم مؤدبة غداء، ثم اخذ الكلمة التي أثنى فيها على الاحمدية، علما أن مثل هكذا سلوكات تسبب حساسية شديدة لدى الجزائريين والمسلمين، وبالخصوص ان بيريز قد ارتكب مجازر وحشية في حق الفلسطينيين والعرب؟ ولكن توضيح محمد شريف لم يكن مقنعا بالنسبة لي على الاقل، فقال متسائلا " هل زيارة بيرس لمقرنا جرم شرعي أم سياسي، والجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، قدمنا له صورة الإسلام الحق وقدمنا له القرآن والحديث بلغته التي ترجمناها للغة العبرية. وهل في الإسلام مسموح ان ارفض تبليغ العدو؟ خاصة أنه هو من طلب الحضور وليست دعوة منا. كما انه زار العديد من المساجد والمراكز الإسلامية الأخرى؟ والاحمديون مثل باقي إخوانهم المليون ونصف مليون عربي لهم وضع خاص معقد، من جهة لا نرفع العلم الاسرائيلي، ورفضت أن يوضع حتى عندما جاء بيريز لأنه لا يمثلنا كعرب فلسطينيين، وكذلك لا ننشد النشيد الوطني الاسرائيلي، كما وأننا لسنا متساوين في الحقوق، فقضيتنا في إسرائيل وضعها معقد، ومع ذلك فالمليون ونصف فلسطيني يحترمون القانون ولا يحاربون ولا يقومون بأعمال مخالفة، حتى الحركة الإسلامية والسلفية وغيرهما، وهل يعقل أن يقبل الفلسطينيون أن يكون رئيس حزبهم من عائلة خائنة؟ وهو أيمن عودة.
بعد الحديث عن علاقة الاحمدية بالكيان الصهيوني، كان ولا بد من فتح الملف المحلي الخاص بالجزائر، وقد كانت قضية بيعة الخليفة الخامس هي مفتاح النقاش لأنها هي الاساس والمنطلق الذي تترتب عليه المسائل الاخرى، ولهذا قلت للسيد محمد شريف: "الا تعتبر بيعة الخليفة ميرزا مسرور على السمع والطاعة التي تعد شرطا أساسيا للانتساب للأحمدية وتقديم التبرعات لقيادة الجماعة الاحمدية مدعاة للشك في ولاء المواطن لبلاده، وقد تتعارض أفكار وأهداف وغايات الخليفة الذي دعا أتباعه إلى الالتزام بها مع سياسة الدولة التي ينتمي إليها صاحب البيعة، وبالتالي من حق الدولة اخذ كل الاحتياطات والتدابير حتى لا يحدث هناك اختراق امني قد يمس بسيادتها؟
ولكن بالرغم من ذلك لا يسلم محمد شريف بهذه القاعدة ويصر بأن اتباع الأحمدية قد ظلموا بسبب سوء فهمهم لقضية البيعة، مستوضحا: "على الرغم من الاضطهاد الذي يتعرض له الأحمديون، فإن الملايين منهم ما زالوا يعيشون في باكستان، وعلى الرغم من تعرضهم للتميز المستمر والقسوة في جميع جوانب حياتهم، فإنهم لا زالوا يحافظون على ولائهم الكامل والحقيقي لبلدهم، وهم يشاركون باستمرار في مساعدة الأمة على التقدم والنجاح في كل المجالات التي يعملون فيها، او في كل مكان يقع تحت مسؤولياتهم.. باختصار وفقا لتعاليم الإسلام، فإن الله تعالى قد نهى عن جميع أشكال الغدر والتمرد، سواء ضد الدولة أو الحكومة، وذلك لأن التمرد على الدولة يشكل تهديدا للسلام والأمن في البلاد في الواقع، وحيثما ينشأ التمرد الداخلي أو المعارضة فإن هذا يضرم لهيب المعارضة الخارجية، ويشجع الآخرين لاستغلال الاضطرابات الداخلية، وهكذا يمكن أن تصل عواقب عدم الولاء للوطن إلى أبعد مدى. لذا فكل ما يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بالوطن يدخل في معنى البغي، وهذا نرفضه ولا نقبل به..
ولكن مع أن المواطن ولاءه لوطنه وحكومته، فإنه إذا طلب منا أن ننكر إسلامنا فلا طاعة لمثل هذا الوزير/ يعني وزير الشؤون الدينية/ لكن لن نتمرد ولن نحتج وإنما ندعو الله فقط، وإذا ضيقوا علينا أكثر فنهاجر، أما امن البلد فهو قيمة عليا، وبارك الله في الجزائر والجزائريين، وأصلح أمورهم كلها الاقتصادية والدينية والاجتماعية والسياسية"…
وإلى هنا يبدو صاحبنا قريبا من المنطق السليم بخصوص الاخلاص للوطن ولتزكيته للمصالح الامنية، فهو يؤكد بالقول مسترسلا في حديثه: "من واجب الأمن الجزائري أن يحمي الوطن، ولا مشكلة في التحقيق مع الأحمديين، لكن أن يطلب منهم أن يقولوا نحن لسنا مسلمين فهذا لا يجوز البتة، وقد جاء في الحديث " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم" فنحن نشهد بأن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وبالقرآن، وبالملائكة، واليوم الآخر، ونؤدي الصلوات الخمس، ونصوم رمضان، وبعضنا يؤدي مناسك الحج، ونؤمن بأركان الإيمان.. ونحن سباقون في ترجمة القرآن الكريم إلى 120 لغة منها العبرية، وكذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.." ولكن اكثر ما يقلل الاحمديين هو اتهامهم بالعمالة، ولهذا يقول: "إن الاتهام بالعمالة موجود منذ أكثر من 100 عام. فعلى فرض العمالة فأوراقنا محروقة فلا يستفاد منا. فلا أظن أن جهاز مخابرات يبحث عن أناس ملتصقة فيهم تهمة الخيانة والعمالة؟!
في كل أحاديثه وحواراته يصر محمد شريف امام خصومه للتأكيد على مقولة يرددها دائما "يجب ان تتبينوا وتتثبتوا قبل الحكم علينا وإدانتنا" ولكن بالمقابل هو لا يعمل بهذه القاعدة، وكثيرا ما يضرب بها عرض الحائط، وبالخصوص حينما يتهم القضاء الجزائري بأنه يطلب من الاحمديين الاستتابة، وبأنه لا يوجد في القانون ما يمنع من جمع تبرعات التكافل الاجتماعي، بل يرى ان المنع يخص جمع تبرعات لأعمال إرهابية.. ولكن اوضحت للسيد محمد شريف بعدما اسعفته بمجموعة من النصوص القانونية ذات الصلة، والتي لم يكن ليعرفها ومطلع عليها، بأن القانون واضح، ولا يجيز جمع التبرعات حتى لصالح المساجد الا برخصة من السلطات المعنية ومن الادارة، ومن انه حتى بناء المساجد والمصليات لا يتم الا بعد موافقة السلطات المعنية، ولكن الحجة التي يستند اليها دائما هي أن الدستور الجزائري الذي اقسم الجميع على احترامه يكفل حرية الرأي والعبادة والمعتقدات.. ولكن يبدو واضحا مرة أخرى موجها خطابي له "بأنكم تجهلون القوانين الجزائرية والقوانين التنظيمية للمواد الدستورية بما فيها حرية المعتقد وجمع التبرعات، وما دام الأمر كذلك فأحكامكم مجافية للصواب وللحقيقة.."
وبلهجة شديدة، اعلمته بالقول "ان هذه البلاد قد ضحى من اجلها الملايين من الشهداء، ولا يمكن بأي حال من الاحوال أن نسلمها لكم أو لغيركم هكذا بسهولة، والمقولة الشهيرة تقول "يا أيتها الحرية كم سفكت دماء باسمك" وأنا أقول بأنه "باسم السلم والسلام تريدون أن تخرقوا الامن والامان في الجزائر" ولكن للأسف وفي حالة رد فعل رد علي السيد شريف: " إذن انتم عازمون على فرض مرجعيتكم الدينية على الناس بالقوة والإكراه، وما دام الأمر كذلك فسلموها إذن للدواعش ما دمتم ترفضون أصحاب دعوة السلم والسلام والأمن والأمان."
ثم وحتى اقرب اليه الصورة، ولخطورة الفتوى المستورة على الامن والسلم الاجتماعي، نقلت له على أن إحدى النساء الجزائريات عبر فضائية اقرأ تستفتي عن زوجها الذي يدخن هل تبقى مرتبطة به أم تنفصل عنه؟ فأجاب المفتي ناصحا لها بأن تدعو زوجها للإقلاع عن التدخين لأنه حرام، وإذا أبى تطلب الانفصال عنه!! وهنا علق وزير الشؤون الدينية السابق الدكتور غلام الله قائلا "هذه فتاوى تعمل خراب البيوت"، وبالتالي إذا كان الشيء بالشيء يذكر يمكن لبعض المرجعيات الدينية التي لا تتوافق ولا تنسجم مع طبيعة المجتمع الجزائري أن تهدد الأمن والسلم الاجتماعي الذي من واجب السلطات والمؤسسات الرسمية للدولة التدخل لحماية المجتمع الجزائري من أي تهديد أو خطر قد يلحق به ضررا، وحسب اطلاعي المتواضع المرجعية الاحمدية القاديانية تختلف بشكل عميق عن المرجعية الدينية الجزائرية بما له صلة بعلاقة الرجل بزوجته وبالأسرة..
لقد كان الحديث مع زعيم الاحمدية بفلسطين المحتلة في شقه الامني والسياسي جد متوتر، وحتى يكون الحوار متنوعا ثريا وشاملا مفيدا، تم التعريج على القضايا العقائدية التي هي كذلك تثير كثيرا من الزوابع، والبداية كانت من الفتوى التي أفتى بها الأزهر الشريف في عهد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بكفر الاحمدية، ثم وبعد عقود من الزمن طلبت المرجعية الاحمدية من الأزهر في عهد الشيخ بيومي إعادة النظر في هذه الفتوى وفي هذا الحكم، وقد أعاد الأزهر حسب علمي دراسة مراجع الاحمدية وعقائدها من مصادرها الأصلية واستغرق منه ذلك سنة كاملة… وفي الأخير اكد حكمه السابق، مما يعني ان الحكم جاء بناء على دراسة من علماء وشيوخ مختصين، وليس عن جهل او بناء على سماع او معلومات مغلوطة، كما يدعي دائما ذلك الاحمديون في نقاشهم مع خصومهم.. ولكن ومع ذلك لا يعترف السيد شريف بهذه المؤسسة الدينية العريقة وبشيوخها وبفتاويها، معللا بأن الشيخ بيومي ذو مرجعية سلفية، والسلفيون بجكم طبيعتهم تكفيريون، وهم ما داموا يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويؤدون الاركان الخمس ويؤمنون بالعقائد الاسلامية فهم مسلمون وليس من حق احد تكفيرهم، وبأن لا يجب ان يكون المسلمون من الذين قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، ومن صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم.. وإلا سوف تفتحون باب جهنم على أنفسكم وعلى الأمة، و بيومي معروف انه قريب من السلفية الوهابية، فعندما تقف أمام الله سوف يسألك لماذا كفرت الأحمدية، هل يكفي أن تقول إن الأزهر كفر؟!
إن القضية الجوهرية بخصوص الإيمان والكفر تتعلق كذلك بمسألة المهدي المنتظر، فهي مسألة حساسة بالنسبة للجزائريين والمسلمين عموما، ولهذا قلت للسيد شريف وبكل صراحة "حينما تجعلون من ميرزا غلام احمد هو المهدي المنتظر والمسيح الموعود فلا يمكن ان يتقبل ذلك بسهولة، فهلا كان لك جوابا كافيا شافيا حول الموضوع… الجزائري والمسلم لا يتقبل أن يكون المهدي المنتظر خارج بلاد العرب وخارج دائرة آل البيت؟ كيف يمكن أن تقنع الناس بذلك؟ ومع ذلك أصر السيد شريف وبكل عزيمة وإيمان بالقول: "يدعون بأن ميرزا غلام أحمد قال عن نفسه انه خاتم النبيين وأن الرسول الخاتم وهذا كذب، لا يوجد بالكتب التي أشار إليها هذا الكلام.. أولا المهدي لن يستجدي الناس والمراكز الفقهية ليعترفوا به، الله يبعث المصلح حتى يميز الخبيث من الطيب من داخل المؤمنين، والله سبحانه وتعالى أخبرنا عن بعثة ثانية للرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الجمعة " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم" والرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه فسر هذه الآية وقال عن البعثة الثانية لو كان الإيمان وعند الثريا لناله رجل من أبناء فارس أو رجال، فصاحب البعث الثانية من أبنائي فارس، وسلمان من أهل البيت، والمهدي من أهل البيت كما هو سلمان منا أهل البيت… وإلى هنا يمكن القول بأن المعضلة الكبيرة والعقبة التي تقف أمام الأحمديين هي إيمانهم بأن المؤسس الاول للطائفة الاحمدية القاديانية السيد ميرزا احمد غلام هو المهدي المنتظر والمسيح الموعود.
وقبل الانتهاء من هذه المحاورة التي اردنا ان يعرف السيد شريف مدء تقبلنا للحوار وللنقاش، وبتسامح إسلامي وإنساني كان ولا بد من الاستفسار حول بعض القضايا الفقهية التي وقع حولها التباس ولغط في الجزائر، وهي حكمهم على من لا يؤمن من المسلمين بأن ميرزا غلام احمد هو المهدي المنتظر والمسيح الموعود؟ فأجاب بأنه هو مسلم ما دام يعلن أنه مسلم، ولكننا نعتقد أن الكفرَ بالإمام المهدي والمسيح الموعود كفرٌ بمبعوث السماء كالكفر بسائر الأنبياء، وهذا ما يشاركنا فيه غيرنا من المسلمين. فنحن لا نكفر أحدا ولا نخرج أحدا من الملة ما دام لا يعلن انتماءه لغير الإسلام.
أما عن سؤالي حول صلاة الاحمديين، والتي بسببها تمت ملاحقة أتاع الاحمدية بالجزائر عليها لمخالفتهم القوانين المنظمة للشعائر الدينية، فكان من الضروري مساءلته إن كان فعلا لا تجوز صلاة الاحمدي الا وراء إمام من الاحمدية وإلا كانت صلاته باطلة؟ وهل فعلا لا يجوز للأحمدي أداء صلاة الجنازة على الميت اذا لم يكن احمديا؟ فأجاب إجابة لا تتوافق ومرجعيتنا الدينية الوطنية، مما يعطي الحق للمصالح الامنية القيام بمهمتها: "غير الأحمدي إما مكذب للجماعة مكفر لها، أو متردد، أو لا يعلم. فالمكفِّر لا يُصلى خلفه بداهة، والمتردد هو ما زال في صف المنكرين فلا يُصلى خلفه، أما الذي لا يعلم فيجب أن نعلمه، فإن علم وآمن صلينا خلفه، أما صلاة الجنازة فتجوز على المسلم غير الأحمدي إن لم يكن مكفِّرا معاديا لها، إذا لم يكن هنالك من يصلي عليه من المسلمين..
وإلى عنا انتهى جواب السيد محمد شريف، ولكن قبل اسدال الستار، بدون شك قضية التكفير والارهاب والتطرف تعتبر قضيىة الساعة، وبالتالي لا يجوز تجاوزها، ولهذا واجهت السيد شريف بالقول: "في أدبياتكم وخطبكم ودروسكم ترددون بأنكم تمثلون الإسلام الصحيح والطريق الذي يصل صاحبه إلى الحق والحقيقة، ألا ترون بأنكم انتم كذلك تحتكرون الحقيقة وتقصون الآخر وتضعون أنفسكم في مقام الفرقة الناجية والورثة الشرعيين للإسلام الحقيقي الصحيح، ومن أن غيركم على باطل وعلى ضلالة؟ ولكن جواب السيد شريف لم يكن مقنعا مرة اخرى، وحاول ان يتنصل ويتبرأ من هذه الثقافة المكرسة في كل برامجهم الدعوية والتثقيفية والاعلامية، كيف لا وهم يكفرون من لا يؤمن بأن ميرزا احمد غلام هو المهدي المنتظر والمسيح الموعود، وأجاب قائلا: "لا نعرف ولا نستطيع أن نحصر ما يقول الآخرون، ولكنا لسنا إقصائيين، ولا نخرج أحدا من الأمة أو الملة، ونرى أن هذه الفرق كلها إسلامية مهما انحرفت وضلت، لأنها تعلن انتماءها إلى الإسلام، نرى أنه ليس من حق فرقة أن تخرج أخرى من دائرة الإسلام ما دامت تعلنه وتدعيه، لهذا علينا ان نعتبر من يسمي نفسه مسلما مسلما وحسابه على الله، فلا يجوز ان اسمي فلانا بالكافر او المنافق، فهذا علمه عند الله.. وأرجو ان تؤكد دائما ان التكفير ممنوع، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اعتبر المنافقين وتعامل معهم كأنهم مسلمين مع أنهم في الدرك الأسفل من النار، ومع ذلك تعامل معهم رسول الله كمسلمين، فلا تكفير ولا تفسيق حتى ننتهي من الطائفية الى الأبد، الله سمى من يعتبر نفسه مؤمنا مؤمنا. ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. فهل يفيد هذا "المؤمن" إيمانه او إسلامه شيئا عند الله؟
نعم كان هذا الذي قاله لي زعيم الاحمدية بفلسطين المحتلة والرجل الثاني في التنظيم الدولي لجماعة الاحمدية، وبلا شك، سيجد القارئ العديد من الاجابات التي كانت تشغله وتؤرقه، ومع ذلك يبقى الامن الفكري والديني والقومي فريضة وضرورة لحماية عقيدة الجزائريين وبلادهم من كل اختراق قد يتهددهم باسم الحرية والتسامح وحفظ الله الجزائر..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.