أكد متصدر قائمة العاصمة لحركة الإصلاح، مصطفى مراح، أن فرسان قائمته النزيهة والشريفة ستدخل ميدان المنافسة خلال الحملة الانتخابية بقوة، وأنها ستحدث المفاجأة في تشريعيات الرابع ماي القادم، وأنها ستتحصل على اكبر عدد من المقاعد بالاعتماد على الحملة الجوارية المباشرة مع المواطن، مشيرا إلى القدرات والمؤهلات التي تتوفر عليها القائمة والحركة بصفة عامة التي تمكنت من التجذر في أعماق المجتمع، موضحا دور التكتلات بعد الانتخابات وليس قبلها، كما أكد ذات المتحدث استعداد الحركة الالتحاق بأي مبادرة مهما كان مصدرها، شريطة أن يكون برنامجها ينصب في خدمة بناء الجزائر وفقا للتصور الجديد المنبثق من مؤتمر الحركة الأخير القاضي بالتفتح على الفضاء الخارجي، والسعي من اجل التوافق بين كل الفاعلين السياسيين دون استثناء، بغية بناء دولة القانون، خاصة أن السلطات العليا أعطت الكثير من المؤشرات للتوجه إلى هذا الطرح. * هل يمكن التعريف بشخصكم؟ مصطفى مراح، متصدر قائمة حركة الإصلاح الوطني، مهنتي مدير مركزي وإطار مسير في مؤسسة عمومية، من مواليد 1964 بولاية سوق أهراس، وأقيم بالجزائر العاصمة منذ 1963، عضو بالمكتب الوطني مكلف بالعلاقات السياسية والخارجية بعد مؤتمر أوت 2016.
* ما هي المعايير التي اعتمدها الحزب لتصدرك على رأس القائمة؟ في الحقيقة المعايير التي وضعها الحزب لاختيار المترشحين لقيادة القوائم الانتخابية على مستوى الحزب كانت مدروسة، ومن جملة المعايير التي حددها الحزب أولا أن يكون المترشح ابن حركة الإصلاح الوطني، ويضاف إليها السمعة الحسنة للمترشح في إقليم ترشحه لتولي الشأن العام، كونه يسكون سفيرا، ومهمة من يمثل الشعب لا بد أن يتمتع بصفة إطار دولة أن يتحلى بشخصية جيدة، وأن يضع كل إمكاناته في التمثيل الأحسن ويكون نابعا من أخلاق الشعب الجزائري.
* ولكن كيف تم تفضيلك لهذه المهمة؟ فعلا نحن على مستوى المجلس الشوري الولائي للحركة كنا نفضل على مستوى العاصمة أن تعود قيادة القائمة لرئيس الحركة فيلالي غويني، غير انه رفض بحكم خبراته، لكنه في آخر لحظة رفض العرض كونه أراد فسح الطريق للآخرين من مناضلي للحركة لكسر حاجز جعل الحركة تحت احتكار بعض الإطارات فقط، بمبرر انه تولى عهدتين متتاليتين لتكريس مبدأ التداول على السلطة وإظهار إطارات جديدة من داخل الحركة في منظورها الجديد وتصوراها، ووقع الاختيار على شخصي من طرف أعضاء المجلس الشوري الولائي، حملوني المسؤولية تحت ضغط لم استطع أن أتخلى عن خدمة بلدي وشعبي وهو المبدأ الذي دفعني لقبول العرض.
* وعلى المستوى الوطني.. هل كانت العملية بنفس النهج الذي تم اختياركم على رأس قائمة العاصمة؟ ما ساعدنا في هذه العملية هو انه خرجنا في مؤتمر 2016 بإطارات جيدة وتصور واسترتيجية جديدة بمفهوم جديد، وكان للجميع تصور واحد، وهو البرنامج الجامع للحركة من خلال كيفية العمل والأهداف المسطرة والمرجوة وكيفية تحقيقها، وهو التصور الذي سهل من مهمة اختيار متصدري القوائم على مستوى 32 قائمة ووحدة في المهجر، والمكتب الوطني وضع أسسا مبنية على شرط جعل كل المكاتب الولائية على المستوى الوطني لاختيار سفرائها.
* يعني أن أبواب الترشح كانت مفتوحة على جميع المناضلين دون تمييز؟ نعم الحركة أعطت الحق لكل المناضلين للترشح في قوائم الانتخابات، والعملية تمت بنجاح دون تسجيل اي صعوبات في تركيبها.
* وهل هناك عراقيل إدارية خلال عملية المصادقة على الاستمارات؟ في الحقيقة كانت العملية على مستوى العاصمة، نحن تجاوزنا عتبة الأربعة بالمائة المنصوص عليها في قانون الانتخابات، ولم نلجأ إلى عملية جمع التوقيعات، وكلفت بإيداع الملف أمام الجهات الإدارية، وانبهرت من التفاني والعمل الراقي لأعوان الدولة والمشرفين من التسهيلات، وفي الحقيقة كنت جد مرتاح، وبالتالي لم تدم العملية ما يقارب ساعة، ووضعنا الملفات في شفافية وفي احترافية عالية للموظفين المكلفين بالعملية، وتلقيت كل الترحاب على مستوى العاصمة، أما في باقي الولايات فالأصداء التي وصلتنا جرت في نفس الظروف الحسنة، وحتى في الولايات المعنية بجمع التوقيعات كانت رائعة، وتم تسجيل سهولة كبيرة من طرف أعوان الإدارة، وهو ما سمح لنا من ترتيب وتقديم 31 قائمة انتخابية تخص حركة الإصلاح وحدها دون أي تحالفات مع أي تشكيلة حزبية كانت.
* لماذا لم ترغب الالتحاق بركب التحالفات الإسلامية والعودة إلى توحيد الصفوف الإسلامية؟ في الحقيقة كل طموح حزب هو الوصول الى سدة الحكم للمشاركة في تسيير الشأن العام من اجل هدف وحد وهو ان يجعل برنامجه في خدمة الوطن، ونحن في مرحلة صعبة تستدعي حماية الوطن، ومن خلال المؤتمر خرجنا بتوصية شعارها التوافق، ونحن مع فكرة ان نتوافق مع كل العائلات السياسية وليس مع العائلة السياسية الوحيدة.
* يعني ليس هناك مركب نقص في التحالف مع التيارات الأخرى؟ ليس من طبع الحركة، نحن مع كل التيارات الإسلامية، وهذا من اجل بناء الجزائر، وهو بناء لمشروع بناء الشعب كله، أما فكرة التكتل مع فئة معينة أو جهة معينة فيعني أقصينا الجهات الأخرى والأطراف الأخرى، لهذا كان التوافق مع كل الأحزاب بمختلف ألوانها الحزبية وفقا لتصور الحركة، وهو التصور الذي يجب أخذه بعين الاعتبار من اجل الوصول إلى التوافق، وهو ما جعل بعض الأطراف السياسية تستغرب من هذا المنطلق.
* البعض يرى أن منطلق التوافق الذي جاءت به حركتكم الغاية منه هو الخروج من المعسكر المعارض.. هل هذا صحيح؟ اولا مفهوم المعارضة أو أحزاب السلطة أو الموالاة هو ان الحزب الذي يصل إلى الحكم ويسير شؤون الحكم هذا هو في السلطة، أما الذي هو موجود في السلطة وهو من المعارضة فهو في التقاليد الديمقراطية، الآن العلاقات بيننا وبين السلطة أو أحزاب الموالاة هي علاقات مودة لبناء الدولة الجزائرية، كوننا نعيش في حقبة جديدة، وهي أن الجزائر يبنيها كل أبنائها وكل الفاعلين السياسيين دون استثناء، وهذا واجب في البناء والذي يريد البناء لا يقصي طرفا في العملية، أما القول إن هذا الحزب أو ذاك يتقرب من السلطة فهي مفاهيم تقليدية.
* تقصد من خلال كلامك نظام الكوطا؟ استنادا إلى ما أقرت به اللجنة التي أشرفت على مراقبة انتخابات 2012 فالحديث عن نظام الكوطا كان مصدره أحزاب الموالاة، ولم يكون من صنع المعارضة باختلاف أطيافها.
.. يعني تتوقع إعادة الكرة في الانتخابات القادمة؟ ليس بالتحديد هذا، لكن يجب التوجه إلى مرحلة أخرى، لا سيما أن المرحلة خطيرة على الجزائر، ما يتطلب توحيد الصفوف وإشراك الجميع في بناء الوطن، وهذا هو أصل العملية السياسية، فحركة الإصلاح جاءت من اجل خدمة الجزائر وخدمة الشعب وبعث روح التنمية في الجزائر، فبالتالي إذا كان غدا أن نتفق مع أحزاب جديدة ستقود قاطرة البرلمان القادم. في حال ان كان المشروع بعد الانتخابات الفائز في خدمة الجزائر، سيكون أبناء الإصلاح الأوائل في خدمة الجزائر مع كل التيارات من اقصى اليمن الى اقصى اليسار، مهما كان مصدرها، المهم أن يكون المشروع الذي تأتي به هذه الأغلبية في خدمة مصلحة الوطن بدون اي خلفية، كوننا في حركة الإصلاح تركنا الخلفية الإيديولوجية، خاصة بعد أن تخطت الحياة السياسية أشواطا في ترقية الحياة السياسية، وهذا ما يتجلى في الدستور الجديد، حيث كرس العديد من المكاسب للجزائريين على غرار الهوية والعمل السياسي والحريات والتحدي القادم على حد اعتقدي هو تحدي التنمية، ولهذا قمنا بالعديد من الزيارات للأحزاب السياسية، خاصة الموالاة على غرار الافلان والارندي وغيرهما من التيارات، وهو ما جلب استغراب العديد من التشكيلات الحزبية حيث تباحثنا في عديد الملفات من اجل عصرنة الجزائر.
* لكن البعض من خلال هذه المبادرات يعتبرون أنكم تريدون التقرب من دائرة السلطة؟ في حقيقة الأمر المبادرات التي باشرتها الحركة مع أحزاب الموالاة لا تندرج في هذا المفهوم، بل تصور الحركة هو السعي من اجل خلق فضاء، تلتقي فيه كل الأحزاب السياسية من اجل التواصل فيما بينها وكسر الجليد الفارق بينها، كون بناء الجزائر كما اشرت من قبل تستدعى مشاركة الكل، ونحن جزء من الكل، ونحن كنا سعداء في زيارتنا للأرندي والأفلان على الرغم من توجدنا في إطار هيئة المتابعة والمشاورة التي تكتلت فيها المعارضة، فنحن نريد من وراء هذا أولا تكسير الجليد، ومن ثم استقساء المعلومات الحقيقية من المصادر الرسمية، كون هذه الأحزاب تشكل الحكومة، وهذا في إطار الدبلوماسية الحزبية التي تبنتها الحركة في تصورها الجديد.
* من خلال هذه الزيارات.. هل طرحت هذه التشكيلات عليكم الانضمام إلى أي مبادرة؟ هي في الأصل كانت عبارة عن زيارات مجاملة، ولم يكن شيء من هذا المثيل، غير أن المبادرات التي تنصب في اتجاه التكتل والتحالف ستكون بعد الانتخابات لأن التحالفات ما قبل الانتخابات هي تحالفات ظرفية تنصب في شق الحصول على مقاعد برلمانية لا غير.
* على صعيد آخر.. ما هو ردكم عن تصريحات مقري الذي قال إنكم أكبر المستفيدين من تكتل الجزائر الخضراء؟ في الحقيقة، لا نلغي لأهل الفضل أي فضل، هذا هو تصور الحركة، وأن كل من بنى في هذا التكتل سواء كان صغيرا في نظر البعض أو كبيرا في نظر الآخر، ما هو بني من اجل إعطاء أول نموذج لتكتل التيار الإسلامي وهو ممهد الطريق اليوم لانبثاق تكتلين بين الإسلاميين. وحركة الإصلاح رافد من روافد التيار الإسلامي المتجذر الآن في أعماق المجتمع، وبالتالي نحن نسعى الى ان نكون أمام العربة في طرح أفكار جديدة، وهي أفكار تخلينا عنها فيما سبق، وهي التكتل الإسلامي الإيديولوجي على جهة معينة إلى الفضاء آخر.
* يعنى أن التيار الإسلامي بحاجة إلى التكتل مع التيارات الأخرى؟ أكيد نحن بحاجة إلى كل التيارات لبناء الجزائر وحمايتها وفق تصور التوافق، واليوم نحن على مستوى الحركة تخطينا إلى مرحلة أخرى، ولم تبق الحركة طريحة مرحلة 2012. وتجربة تكتل الجزائر الخضراء كانت ناجحة بفضل تعاون كل الأطراف المتكتلة فيها، والمرحلة الحالية تتطلب منا التوجه بتصورات جديدة من اجل التقليص من ظاهرة العزوف، والرفع من نسبة المشاركة في الانتخابات، وزرع روح المسؤولية في نفوس المواطنين، خاصة الشباب منهم، والإصلاح مستعدة للتكتل مع أي مبادرة، شريطة أن يكون برنامج التكتل توافقيا ويخدم المصلحة العليا للبلاد وحمايتها.
* ما هي أهم المحاور التي ستطرقون إليها في حملتكم الانتخابية، وهل ستأخذ الطابع الجواري أم الطابع الوطني؟ نحن نعمل على ضبط استراتيجية، والحركة لها مناضلين، سنقود حملة انتخابية نزيهة وشريفة بعيدا عن السب والشتم، كون هذه الأشياء ليست من أخلاقنا، ونحن سنضع برنامجا مبنيا على توعية الشعب وتحسيسه واعلام الموطنين بدور البرلماني، والمهمات الموكلة في الغرفة البرلمانية، وسترتكز حملتنا الانتخابية أولا كوني ترعرعت في الأحياء الشعبية العاصمية وأعرف مشاكلها، وكل دائرة لها خصوصياتها غير الأخرى، سنسعى للعمل الجواري المباشر، وسنفتح مداومات على مستوى المقاطعات، وأشير هنا إلى أن تكلفة الحملة هي ذاتية أي من المترشحين والمناضلين، ونحن بأريحية من ناحية هذا الجانب، بدليل أننا اليوم قمنا بفتح أربع مداومات بتبرعات المناضلين، سنكون على اتصال مباشر مع المواطن، حيث سنقترح الحلول للمشاكل التي يتخبط فيها على غرار الاكتظاظ، السكن والغلاء المعيشي.
* كم تتوقع أن تحصد قائمتك من مقاعد في العاصمة أمام شدة المنافسة المنتظرة؟ على كل حال لا نستطيع تحديد عدد المقاعد، لكنني أأكد لكم أننا سنحصد اكبر عدد ممكن، وستكون هناك مفاجأة، كون حضورنا في هذا الموعد الانتخابي الحاسم هو من اجل النجاح، خاصة أن قائمة العاصمة وغيرها من قوائم الحركة تحوي كفاءات من ذوي السمعة الحميدة، وهم شرفاء، وهي الورقة الرابحة بالنسبة لنا، وسنستثمر في هذه الميزة، وبودي ان اشير ايضا هنا فيما يخص فرسان قائمتنا إلى جانب ما تم ذكره سابقا إلى بعض نقاط القوى على غرار الروح النضالية لهؤلاء الذين لم يأتوا من اجل الحصانة او الراتب بقدر حبهم المشاركة في بناء البلاد والمساهمة في تنميتها وحمايتها من كل أشكال التهديدات، وعليه فالقائمة لا خوف عليها من المنافسة. حاوره: مناس جمال