* أفضل قناة فتية عوض التنازل عن مبادئي * مسرحية "نون" تمثل شخصي ولن يفهمها إلا من يحمل نفس الألم * الإعلام ميدان وموهبة وليس نظريات درست في الجامعات لا يعرف المستحيل ولا تعنيه الأرقام سوى الرقم واحد، بينه وبين التميز عقد ساري مدى الحياة. محير يستطيع ان يتسرب لعقلك. موهوب في اكتشاف العلاقات بين الحروف , والألفاظ عجينة تتشكل على لسانه تتفق او تختلف معه الا انه مستحيل ان تمر شخصيته مرور الكرام. هو الاعلامي وليد عبد اللاهي بقناة "الأجواء" الكاتب الشاب المتوج بجائزة احسن نص مسرحي بمسرحية "نون". وقد ذكر في سياق حوارنا معه بأنه سيطل بحلة مغايرة تماما على جمهوره في شهر رمضان. * بداية من هو الصحفي وليد عبد اللاهي؟ اولا، شكرا لكم على الالتفاتة الطيبة، اما بخصوص الصحفي وليد عبد اللاهي فهو شاب يبلغ من العمر 24 سنة. اصغر مخرج مسرحي بالجزائر قام بإخراج العديد من الاعمال المسرحية، وهو ما مكنه من الفوز بالعديد الجوائز، اضافة الى تعاملي مع بعض الشركات المتعلقة بانتاج البرامج، اما اليوم فأنا مستقر في قناة "الاجواء" ولدي برنامجان اطل عبرهما للجمهور، الاول برنامج صباحي يسمى "نسمة الصباح" يضم العديد من الفقرات، وهو فرصة للتلاقي مع جمعيات وأشخاص قدموا امورا جميلة للجزائر، اضافة لاشتماله فقرة تعنى بالمواهب والفنانين، فالبرنامج بوابة للإطلالة على كتابات الادباء والشعراء. اما فيما يخص البرنامج الثاني "اولاد بلادي" الذي اقوم بإعدده وتقديمه فهو موجه للشباب بالدرجة الاولى، لعرض طاقاتهم وملاقاة قدوتهم.
* عبد اللاهي وليد معروف بمرحه وبشاشته، فكل من يتابعه يحبه للنظرة الأولى؟ فما هو هذا السر؟ اه، اخجلتني بهذا الوصف، فالبهارات التي تميز شخصيتي حبي للجميع مهما كان شخصهم فأظن ان نجاح المرء يكمن في صدقه وحبه للغير، فمن تواضع لله رفعه.
* حدثنا عن بداياتك في الوسط الإعلامي؟ ومع من كانت بدايتك؟ بداية انا دخلت مضمار الاعلام من تنشيط المهرجانات وسني لا يتعدى 16 سنة، اضافة الى وقوفي على خشبة المسارح حيث تعلمت الكثير من هاته التجارب، اما فيما يخص مجال السمعي البصري فقد كانت البداية من قناة القرآن الكريم، وبالضبط من برنامج "ابواب الخير" اما الآن فأنا مستقر بقناة "الاجواء".
* حدثنا عن تجربتك في قناة القرآن الكريم. تجربة قصيرة جدا مع الزميلة الاعلامية بقناة "دزاير تيفي" نسرين رحموني، كنا من خلال هذه القناة نحضر لبرنامج خيري رفقة مديرة الانتاج السيدة دليلة بن تلمساني، فأنا اعتبر هذه التجربة البسيطة خبرة عابرة في مجال الاعلام لأننا كما نعلم ان الاعلام بحر واسع.
* كيف التحقت بقناة الأجواء؟ قبل الحديث عن التحاقي بقناة "الاجواء" اذكرك بأني في وقت سابق ضيعت فرصة الالتحاق بالخدمة الوطنية بعد الإشعار الذي وصلني لتلبية واجب الوطن، حيث تحصلت بعدها على بطاقة الإعفاء لتتوالى الأيام حيث سمعت بالكاستينغ الذي اعلنته قناة "الاجواء" وفور سماعي طرت على جناح السرعة للمشاركة، لأفوز بعدها في مرحلة اجراء التجارب لإطلاق العنان لبداية المشوار وسط مجموعة من الشباب. للإشارة لم اضع سيرتي الذاتية في اي قناة لأنني شخص اؤمن بقدراتي. * ماذا أضاف لك العمل الصحفي، وما رأيك بهذه المهنة بالذات؟ من قال انها مهنة المتاعب فقد كذب، لأني اصفها بالمتعة، اذا كنت تحب شيئا عليك عشقه حتى يتعلق بك هو الآخر ويقدم لك ما زرعته له، مهنة لا يدخلها ولا ينجح فيها الا الصادقون، الاعلام رسالة والأهم التواضع، ناهيك عن بعض الاعلاميين دخلاء المهنة، فالإعلام ميدان وموهبة وليس نظريات درست في الجامعات.
* أسوأ الذكريات في مسارك المهني؟ الاحتكار، حب الذات، الانانية، والتنازل عن المبادئ، انا شخصيا افضل قناة فتية بعرقي وشرفي احسن من قناة اكثر شهرة وأتنازل بها عن مبادئي وقيمي.
* كنت صرحت من قبل بأنك أشرفت على تنشيط حفلات ومهرجانات.. حدثنا عنها؟ قمت بتنشيط الاسابيع الثقافية المبرمجة من وزارة الثقافة في مختلف الولايات، شرق، غرب، جنوب، شمال، ناهيك عن المهرجانات الرسمية الوطنية منها الدولية والعربية، في مختلف مضمونها، سواء المهرجان المسرحي، موسيقى مهرجان العربي الافريقي للرقص الفلكلوري.
* ماذا أضافت لرصيدك التلفزيوني تجربة تقديم المناسبات؟ المناسبات تقربك من الجمهور، وتفتح لك ابواب الاحتكاك وتبادل المعارف، وتطوير الذات في الميدان، كذلك تساعدك على تسيطرك للوضع خلال العمل المباشر امام الجمهور.
* ماذا ينقص التنشيط التلفزيوني عندنا، خاصة تنشيط البرامج الفنية والسهرات؟ ينقصها العفوية والخروج من المربع، ما نشاهده الآن هو صورة طبق الاصل في مختلف القنوات التلفزيونية، الاعلام يا سيدي عفوية، كن انت، كذلك من خلال برنامجي "اولاد بلادي" عبر قناة "الاجواء"، الذي اعده وأقدمه، حاولت ان اكسر بعض القيود حتى يتسنى هضمه من طرف المشاهد، اكره الاصطناع، وأعشق البساطة، جوهر الشيء في بساطته.
* كيف تجد واقع الإعلام الجزائري مقارنة مع الإعلام العربي؟ الدخلاء كثيرون في بلدي، والممارسون ليسوا من اهل الميدان، الاعلام ليس استديوهات فخمة فقط، اللب هو الاهم والمضمون كذلك، نحتاج ان نشاهد المحتوى، نريد عشاق المهنة احسن من دارسيها، لأن ليس كل من درس الاعلام يعشقه، كثرة القنوات وقلة الابداعات، اما الاعلام العربي فهناك قنوات احترمها من خلال ما يقدمه الاعلاميون للقناة، وهناك شباب مبدع، فحتى في بلدي هناك شباب يؤمن برسالة الاعلام، ومن قال ان الاعلام مهنة المتاعب اعتبره دخيلا، الاعلام متعة لا يعلمها الدخلاء، كلما اتعب اشم رائحة ثماري، وصدق الرسالة، نحن لا نحتاج حب الظهور قدر حبنا لإيصال الرسالة.
* عندما نقول "المسرح" ما هو الانطباع الذي تتركه هاته الكلمة؟ المسرح جنتي، اقول فيه ما شاء وأفعل فيه ما اشاء، المسرح صندوق الفقير، المسرح شوكة الظالم، المسرحي ذلك الانسان الذكي الذي يجمع بين الدمعة، الرسالة، الابتسامة، المسرح هو ابو الفنون، لولا المسرح لم اكن منشطا، المسرح مدرسة لتربية الذوق الفني والجمالي، اذا اردتم ان تعرفوا ثقافة وطن فزوروا مسارحها.
* كيف هو حال المسرحي في الجزائر من وجهة نظرك؟ هناك شباب يؤمن بالرسالة، فمستوى المسرح بالجزائر جيد ويتطور تدريجيا، من ناحية الافكار ومن ناحية المخرجين الشباب الموهوبين في تخصصات شتى، تجدهم مبدعين في السينوغرافيا، في النص، في الاخراج وهم عصاميون، ربما هي نافذة لردي لمعالي وزير الثقافة عندما قال مستوى المسرح بالجزائر مستوى مدرسي، اقول لك ايها الكاتب المثقف، هل مختلف الجوائز التي حصدتها مختلف الفرق الشابة والمسارح الجهوية من مختلف الدول لا يعرفون معنى المسرح، ولا يفرقون بين المسرح الجيد والمسرح المحترف، الا تعلم ان المسرح المدرسي لديه خصوصياته وأبجدياته، ألا تعلم؟
* هل تؤمن بنظرية المؤامرة والعنصرية في الوسط الإعلامي؟ نظام الابرتيد في الوسط الاعلام الجزائري نقطة انتهى.
* بخصوص شهر رمضان.. من أي برنامج ستطل على الجمهور؟ سيكون هناك برنامج مغاير تماما ولا تربطه أي صلة بكاميرا كاشي، هذا النوع الذي لا احبه كثيرا فأنا لا احب التقليل من قيمة أي انسان، خاصة ان كان فنانا، وأوجه من خلال صفحات "الحوار" الى متابعي وليد عبد اللاهي رسالة لمتابعتي خلال الشهر العظيم.
* حدثنا عن مسرحية "نون" التي حيرت بعض الأطراف. "نون" هي مسرحية فلسفية الطرح، تبحث عن الذات، فهي صراع بين العقل والقلب والضمير، وقد اخذتني المسرحية للتتويج بجائزة احسن نص مسرحي مرتين متاليتين. فقد اثنت لجنة التحكيم عليها معتبرتها مسرحا جديدا في صورة وخبايا عميقة جدا، التحكيم على هذا الهامش اشكر نون فنون، انا نون هو نون هي نون انتم، لا تتوقف الحياة عند نون، فلربما اعطتنا الحياة فرصة لنختار حرفا اخر. نون بقت علامة استفهام عند الكثيرين، فنون ببساطة تمثل شخصي، ولا ولن يفهمها الا من يحمل نفس الالم، ونفس القصة، وعدم فهم المسرحية ذلك هو هدفي.
* كلمة أخيرة؟ لا يسعني في الاخير سوى شكر جريدة "الحوار" التي فتحت النافذة لتقريب الاعلامي من الجمهور. حاورته: سهام حواس