أجمعت مختلف الأحزاب السياسية على ضرورة احترام الآراء المنادية بمقاطعة الانتخابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة اياها من مقتضيات الديمقراطية، كما أكدت رفضها لكل تصريحات التخوين والتجريم التي صدرت من بعض الأطراف السياسية ضد الأحزاب المشاركة. وعبر رئيس حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني ل" الحوار"، احترام حزبه لكل المواقف والآراء على غرار الأصوات المقاطعة للانتخابات بعيدا عن ثقافة التجريح وتجريم الآخر بما تقتضيه الديمقراطية، وأضاف غويني عدم اقتناع الاصلاح لما يروج له فيما يخص سياسة الكرسي الشاغر التي لا تعطي نتيجة، مؤكدا ان الجزائر اليوم بحاجة الى مشاركة قوية جدا لإضفاء مصداقية اكبر على المؤسسات المقبلة التي ستنتخب ما يشكل قاعدة شعبية عريضة تواكب مختلف التطورات الحاصلة في المجتمع. كما وصف رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، الدعوة لمقاطعة الانتخابات بالأمر الخاطئ، مؤكدا أن العزوف سيزيد من تعميق الأزمة على الشعب الجزائري، ودعا تواتي في حديثه ل "الحوار" أمس، جميع الداعين للمقاطعة للكف عن هذا الفعل، والدعوة إلى المشاركة ولو بورقة بيضاء. من جهته، شجب البرلماني البارز عن حزب العمال رمضان تعزيبت تصريحات المسؤولين السياسيين الذين جرموا فعل المقاطعة، معتبرا انه امر غير مقبول ما دام المواطن حرا في استخدامه لهذه الورقة من عدمه، مؤكدا احترام حزبه لكل الآراء بما فيها المقاطعة للانتخابات، وهو الأمر الذي تقتضيه الديمقراطية. وأضاف تعزيبت في حديثه ل"الحوار" رفض حزبه للشخصيات التي تعبر عن مواقفها وآرائها عبر هويات مجهولة ومزيفة في الفيسبوك. وفي ذات السياق، قلل نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد الدان من حجم تأثير الفيسبوك الذي وصفه بالمحدود، مضيفا انه اصبح احد ادوات صناعة الرأي العام التي تستغلها التيارات الداعية للمقاطعة التي تعمل يوميا لذات الدعاية، خاصة في ظل التواجد القوي لتيار المشاركة من أجل التعبئة الشعبية والدعوة للمشاركة في الانتخابات، في حين اعتبر القيادي بحركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، مقاطعة الانتخابات، انه حق طبيعي وموقف سياسي لأي حزب أو مواطن يجب أن يُحترم ضمن الحريات وحقوق الإنسان، مؤكدا عدم امكانية تجريمه بأي حالٍ من الأحوال، وأضاف أنها تبقى مواقف تقديرية واجتهادية وفق المقاربة السياسية والخيارات العامة لكل واحد. وفي السياق نفسه، عبر حمدادوش عن امنياته من امتلاك المقاطعين لمشروع سياسي بديل في الإصلاح والتغيير، يكون واقعيا وسلميا ويحترم الإرادة الشعبية بمضامين حقيقية، وبأساليب حضارية راقية. زهرة علي