أويحيى يتحرش بالعتيد مجددا والأخير يرد: لن نتسامح مع المتطاولين يبدو ان أمين عام "الأرندي" أحمد أويحيى أصبح يتعمد في كل مناسبة، استفزاز غريمه التقليدي الحزب العتيد، حيث لا يتوانى في كل خرجاته الانتخابية الأخيرة في الولايات، في خدش مشاعر مناضلي الأفلان وقيادته المركزية، عن طريق بعث رسائل مشفرة متبوعة بتلميحات تطعن في تصريحات جمال ولد عباس وتشكك فيها، خاصة فيما يخص الشرعية الثورية وريادته للحكومة، الأمر الذي أدخل الغريمين في حرب كلامية جديدة كانت قد وضعت أوزارها لفترة وجيزة. وبعث أحمد أويحيى، أمس من تيبازة، رسالة مبطنة هدفها زعزعة عرش العتيد والتشويش على حملته الانتخابية التى أراد أن يقودها ولد عباس بطريقة هادئة بعيدا عن الملاسنات الكلامية والحرب النفسية التي قد تعفن جو الحملة الانتخابية وتبعدها عن مسارها الطبيعي المرجو، والمتمثل بالدرجة الأولى في حث الهيئة الناخبة على ضرورة المشاركة بقوة يوم الرابع من ماي المقبل وعرض البرامج. وعادت هذه الحرب "الباردة" إلى مربعها الأول على بعد أيام قليلة من انقضاء الآجال القانونية للحملة الانتخابية، ما يترجم مدى حدة الصراع القائم بين الحزبين الموالين لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ويتجلى هذا في الرد غير المباشر الذي أدلى به أويحيى، أمس، خلال تنشيطه لتجمع شعبي في إطار الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة مخاطبا مناضليه بالقول إن الارندي وليد فترة عصيبة كانت تمر بها الجزائر، وهو حزب نوفمبري وليد مبادئ بيان أول نوفمبر التي يجب أن تشكل الاسمنت للبلاد لحمايته من الانزلاقات والمتربصين بها، مصوبا سهامه تجاه ولد عباس دون أن يذكره بالاسم، عندما أكد أن حزبه يدعم الرئيس منذ 18 سنة ولا يزال على ذلك، وعلى هذا الأساس جاء ببرنامج يساهم في تسيير شؤون البلاد من خلال المشاركة في الحكومة، وهو أيضا طرف في الأغلبية، وصرح "الحزب الذي ليس له برنامج ذاتي يساهم به في تسيير شؤون البلاد كيف يمكن أن يحاسبه الشعب"، لافتا إلى أن قوائم حزبه تخلو من المال القذر، ولم تأت بالشكارة "قوائمنا لم تأت بالشكارة وليس فيها رائحة المال القذر". من جهته، حذر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس خلال تنشيطه تجمعا شعبيا بمستغانم، الأطراف التي قال إنها تسعى إلى استهداف الحزب والنيل من تاريخه النضالي والتاريخي، في إشارة منه دون الذكر لغريمه أويحيى، قاطعا الطريق أمامه طموحات حزبه بالقول إن العتيد سيفتك الأغلبية في البرلمان ويعمل على تقوية قاعدته النضالية، معتبرا أن برنامج الأفلان الانتخابي يشكل وفاء والتزاما تجاه رئيس الجمهورية رئيس الحزب، مضيفا بالقول "الحزب فخور بالشرعية الثورية وهو الدولة، ولن يتسامح مع من يتطاولون عليه، في هذه الحملة الانتخابية التي يتعرض فيها العتيد لاستهداف مباشر من خلال خطابات البعض" مشيرا إلى أن مناضلي العتيد كلهم مع الحزب ومؤسساته. وأضاف ولد عباس أن الجزائر تواجه تحديات هامة، وحزب جبهة التحرير الوطني هو صمام الأمان الذي سيحافظ من خلال منتخبيه على مكاسب الأمة، مؤكدا أن فئة الشباب ستكون حاضرة بقوة في مؤسسات الدولة وممثلا فيها في ظل الدستور الجديد الذي عزز مكانته السياسية، مجددا قوله مرة أخرى إن الأفلان سيبقى وفيا لمبادئه ومواقفه منذ الاستقلال، ولن يتغير خطابه السياسي، وإنما سيعمل الحزب على تعزيز مكانته في الانتخابات المقبلة ليشارك في الحفاظ على تكامل مؤسسات الدولة الجزائرية وازدهارها في كنف الأمن والاستقرار الذي تنعم به البلاد. مناس جمال/ محمد. م