حركت تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، غريمه التقليدي الأرندي، في أولى مواجهات الحملة الانتخابية، وأفسد حديث خليفة سعداني عن الرئيس و"مبالغته" في توظيف اسمه، الود مع السي أحمد الذي عبر عن انزعاجه من هذا الخطاب بصوت مرتفع، قائلا "الرايس أنتاعنا بكلّ وليس لأحد"، لكن سرعان ما تلقف ولد عباس عبارات الانتقاد وصرح "من يسيء إلى الأفلان فهو يحارب رئيس الجمهورية"! بعد أسبوع فاتر ومحتشم لمجريات الحملة الانتخابية، بدأت معالم المواجهة بين حزبي السلطة تشتعل، إذ يحاول كل واحد منهما جلب الانتباه إليه والترويج لنفسه على أنه الحزب الأحق باكتساح أغلبية مقاعد البرلمان، والممثل الوحيد للشعب الجزائري، وبأنه يحظى بثقة الرئيس، وهو ما صنفه العارفون والمتابعون للشأن السياسي بأنه حرب المواقع التي اشتعلت مبكرا تحسبا لاستحقاقات قادمة، ويتعلق الأمر برئاسيات 2019 على وجه الخصوص. وظهر الأمين العام للأفلان، في ثوب المدافع المستميت عن الرئيس فيتحدث تارة بأن الآفلان هو العمود الفقري للدولة الجزائرية، وبأن حزبه لا يحتاج إلى حملة انتخابية لأنه سيفوز بالأغلبية المطلقة، وتارة أخرى، يؤكد أنه ناضل مع الرئيس الراحل أحمد بن بلة، في حزب الشعب الجزائري "PPA" كما ساهم معه في إرساء قواعد المصالحة الوطنية، وذكّر أن مجهودهما كلل بنزول 6 آلاف إرهابي من الجبل، وهو التصريح الذي جاء كرد على تصريحات أحد المجاهدين بولاية عين تموشنت الذي شكك في ثورية وزير الصحة الأسبق. وحركت التصريحات الأفلانية التي تمحورت في مجملها حول الحديث عن نفسه والرئيس والآفلان فقط، من دون التطرق إلى برنامج حزبي واضح واستشرافي للخمس سنوات المقبلة، قواعد الأرندي، الذي سارع أمينه العام أحمد أويحيى، إلى الرد على ولد عباس، من ولاية سكيكدة، وقال لمناضلي حزبه والمتعاطفين معه: "بعضهم يقول إنهم يدافعون عن رئيس الجمهورية وعن برنامج الرئيس وإن الرئيس لهم.. لكن "الرايس أنتاعنا بكلّ". وهو رد واضح على الآفلان. لكن الرسالة المبطنة، أطلقها أويحيى من ولاية تبسة، حينما استعرض برنامج حزبه في مجال السياسة الاجتماعية، ورافع لضرورة استفادة الموظفين من قرض عمومي لبناء سكن، قبل أن يستدرك ولسان حاله يقول"اطمئنوا لستُ بابا نوال" وهو ما فهم على أنه إشارة إلى ولد عباس، الذي صاحبه هذا الوصف عندما كان على رأس وزارة التضامن الوطني. ودخل الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، على خط المواجهة واتهم أمين الآفلان، "بسرقة" مقولته الشهيرة "لا جزائر من دون منطقة القبائل ولا قبائل من دون جزائر" في تجمعاته الشعبية بمنطقة القبائل... لكن أمين الآفلان توعد بعدم السكوت وبأنه سيرد بالثقيل في تجمعاته القادمة؟