إعلامية مصرية من جيل الشباب، ذات حضور جميل، و لسان فصيح، مثقفة، تؤمن أن الاجتهاد والعلم هما ركيزة نجاح الإنسان دائما، عملت في أهم القنوات العربية وقدّمت برامج مختلفة، كما امتهنت الصحافة التي صرحت لنا بأنها تحن لها، لتتألق أخيرا في برنامج مختلف وحديث "شير" الذي يبث في قناة "الغد". ضيفتنا لهذا العدد الإعلامية ، نورهان عماد الدين. * كيف كانت بدايتك، وماهي أهم محطاتك الإعلامية؟ بدأت بالصحافة الفنية وكتابة المقالات النقدية بحكم الدراسة "ليسانس آداب انجليزي" و"بكالوريوس فنون مسرحية"، ثم بدأت مع تلفزيون "الراي" بالكويت ببرنامج (رايكم شباب)، قضيت أحلى خمس سنين مع مؤسسة إعلاميه مهمة ومحترمة حققت فيها نجاحا و شهرة جميلتين، ثم قررت أن انطلق من مصر، وكانت خطوة صعبة في ظل مجال شديد التنافس في مصر وظروف الثورة وتبعاتها، حيث انضممت لأسرة mbc مصر برنامج (أحسن ناس)، وبعدها "روتانا" ببرنامج "عرب وود"، وأخيرا شاشة "الغد" ببرنامج "شير"، بعدما تركت الكويت توقفت عن الكتابه النقدية، وأتمنى أن أعود لها قريبا.
*أثناء مشوراك المهني تطرقت إلى برنامج شبابي على قناة "الراي"، بعد هذه التجربة كيف تقيّمين شباب الوطن العربي اليوم، وماهي أهم المشاكل التي يواجهها؟ شباب اليوم لديه مخزون وخبرة هائلين نتيجة الانفتاح علي العالم في عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. الشباب اليوم يعرف طريق الحرية ويقابل تحديات كبيرة، لكن أصبحت أدوات النجاح إلى حد كبير أسهل من السابق، لأن أهم شيء لمواجهة التحديات هو التعليم، وهذا الأخير أصبح متاحا بأشكال كثيرة ومختلفة عن الطرق التقليدية، فإمكان أي شخص أن يتعلم أي شيء علي "النت"، تبقى مشاكل الحروب والإرهاب والمشاكل الاقتصادية تشكل أبرز التحديات أمام الشباب العربي.
*التابوهات الثلاثة المعروفة"الدين، الفن والسياسة"، كيف تتعامل معهم نورهان عماد الدين، وهل أنت مؤمنة بحرية التعبير المطلقة؟ أنا مع حرية التعبير، ولكن أؤمن بأن الحرية مسؤولية، ومن حق أي إنسان تناول كل الموضوعات لكن بطريقة موضوعية تحترم الآخر، والاختلاف المهم هو كيف تتناول الموضوع.
*برنامجك الحالي "شير" هو برنامج يعتمد بشكل كبير على "السوشيل ميديا"، كيف تم اختيارك له، وهل تعتقدين أن الإعلام الحديث سيهزم الإعلام التقليدي؟ أقدم الآن برنامج "شير"على قناة "الغد"، وهو برنامج متخصص في مواقع التواصل الاجتماعي، وعملي بالبرنامج جاء بالصدفة لكني أشعر بأني محظوظة، فهذه النوعية من البرامج جديدة تماما وليست منتشرة، وقريبا ستصبح كل قناة تحتاج إلى برنامج متخصص مثل برنامج "شير"، لأن "السوشال ميديا" دخلت في كل شيء في حياتنا، أكلنا وشربنا وفسحنا وطبيبنا وآرائنا السياسية ومشاريعنا وتعليمنا، كله مرتبط بها، وبرنامج "شير" له توليفة خاصة وفورمات خاصة غير موجود بأي قناه عربية أخرى. " شير" يتابع أخبار "السوشال ميديا" في الوطن العربي كله والعالم، نشارك ونعلم المشاهد كيف يوظف "السوشال ميديا" للتعليم أوالمشاريع وأشياء أخرى كثيرة، فهو مفيد وممتع ونعم بالتأكيد الإعلام التقليدي سينتهي قريبا ويحل محله الإعلام الجديد، وهذه سنة التطور، المهم أن نجيد ونحسن استخدام هذه الأدوات الجديدة.
حياة الإعلامي لا تخلو من المواقف الإيجابية والسلبية ولكن صموده أمام الشاشة قد يبدي صورة الحياة الوردية الكاملة، كيف يستطيع الإعلامي مداراة تقلبات الحياة؟ مداراة تقلبات الحياة، بمعنى كيف يخبؤها بالابتسامة، أما إن كنت تقصدين كيف يتعامل مع تقلبات الحياة بالصبر والإيمان بالله و التوكل عليه مع اليقين، فإن لا شيء دائم، وسنة الحياة يوم فوق ويوم تحت، وكل شيء يمر، المهم الإنسان يحاول أن يتعلم من التجارب التي يمر بها.
*نورهان عماد الدين مهتمة أيضا بالقضايا الفكرية في مرحلة زمنية يعاني منها الإعلام من الرداءة، هل ترين أن الإعلام منصف للكفاءات؟ الإعلام كالحياة لن ينصفك ما دمت لا تحاول وتقاتل لكي تحقق هدفك، وعلى أي إنسان، وليس الإعلامي فقط، أن يجتهد ويطور نفسه باستمرار ويلم بما يجري حوله، وأن يكون سباقا للمعرفة والحكمة، قال لي معلم كلمة أتذكرها دائما ،لابد أن تكون مستعدا متسلحا بأدواتك دائما، كي تكون مستعدا عندما تأتيك الفرصة.
*هل أنت مع فكرة الإعلام التجاري الذي يقيس النجاح فقط بنسب المشاهدة، أم لديك وجهة نظر أخرى؟ لم أسمع بمصطلح الإعلام التجاري، لكن فكرة نسب المشاهدة حقيقة موجودة، ولكنها لا يجب أن تكون المعيار الوحيد للحكم، ومهما فرض السوق من معايير قد تبدو غير مهنية، في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
*إعلاميون كثيرون خرجوا بتصريحات أن وجهات النظر التي نقلوها للمشاهد في وقت ما كانت تحت الضغط ، ما رأيك في هذه التصريحات، وهل يمكن أن تدلي بآراء تخالف رغبتك إن وجهت لك تعليمات من سلطة ذات قوة؟ الحمد لله لم أتعرض لموقف كهذا، وغالبا أي شخص يعمل في مؤسسة إعلامية يكون متبني لوجهة نظرها وإلا بإمكانه أن يتركها والفضاء واسع.
*ما هي أهم رسائلك الإعلامية؟ أعتقد أن الإعلام هو خدمة تقدم للمشاهد وليس رسالة ..عن نفسي الإعلام وسيلة للتواصل مع عدد كبير من الناس، أحب أن أنقل لهم الابتسامة، ونشارك تجاربنا سويا لعلنا نفيد ونستفيد، وأتمنى لو أستطيع أن أكون سببا لجعل حياة الناس أفضل.
*كلمة أخيرة للجمهور ولقراء جريدة "الحوار"؟ تحياتي وخالص حبي وتقديري لشعب الجزائر الشقيق، أتمنى أن أقابلهم شخصيا، وتحية خاصة لجمهور برنامج "شير"، وهم مجموعة كبيرة تتواصل معي سواء على الهوا أو عبر "السوشال ميديا"، فأحب أن أشكر اهتمامهم ومتابعتهم للبرنامج وأفتخر فيهم، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم دائما، وأشكرك شكرا كبيرا على اهتمامك وأسئلتك التي يظهر فيها البحث والتنقيب. حاورتها: سارة بانة