قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، إن مصالحه لا زالت تعمل على مكافحة التشدد واجتثاث الإسلام من خطابه الإيديولوجي، مضيفا أنها حجزت العديد من الكتب الدينية التي تحمل في طياتها فكرا بعيدا عن المرجعية الجزائرية، والتي كانت ستدخل الجزائر عبر بوابة المعرض الدولي للكتاب. وأكد عيسى خلال إشرافه على افتتاح مسابقة الأئمة أن عدد المترشحين لهذه الأخيرة بلغ 3000 سينجح منهم سوى 500 مترشح، وهو الرقم الذي اعتبره الوزير غير كاف كون عدد المساجد في الجزائر في تزايد مستمر، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد فرضت هذا العدد من الناجحين. بالمقابل أفاد المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية بأن مفتشية وزارته تعمل بشكل دوري على مراقبة مكتبات المساجد من أجل تصفيتها من كتب التشدد وكتب التكفير، وكذا الأفكار التي تروج لطوائف بعيدة كل البعد عن خصوصيات المجتمع الجزائري، هذه العملية التي قال بخصوصها محمد عيسى إنها امتدت حتى مراكز إعادة التربية والسجون. وفي ذات الموضوع أيضا أضاف، عيسى، أن إنشاء اللجنة الوطنية لمراقبة الكتاب الديني بالاشتراك مع وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الداخلية سيمنح دفعا أكثر لمكافحة الكتب الدخيلة والتي قد تضر حتى بأمن البلاد ووحدة ترابها. وخلال رده على السؤال المتعلق بمصير الذين تخلفوا على تسديد القروض الحسنة قال محمد عيسى إن هذه الأخيرة ليست مالا ضائعا بل أعطيت لشباب لفتح مؤسسات، مضيفا أّن عملية إحصاء المستفيدين انطلقت وستتم مطالبة من يستطيع أن يرد الدين، ومن لم يستطع فهو حكمه حكم المفلس ويدخل من ضمن مستحقي الزكاة، نافيا أي مراجعة ستطرأ على أجور الأئمة كونها تقتضي مراجعة القانون الأساسي المتعلق بالوظيف العمومي، هذا الأخير الذي بدأ تطبيقه منذ 9 سنوات رغم أن الخلل في الأجور لا يقع على عاتق هذا القانون بل على النظام التعويضي. وفي سياق مماثل أضاف ذات المتحدث قائلا إن الوضع المالي الصعب الذي تمر به البلاد أجل النظر في بعض مطالب الأئمة التي من بينها منحة الخطر وهذا لحمايتهم من الاعتداءات التي يعانون منها خصوصا في الآونة الأخيرة، هذا الاقتراح الذي قال الوزير إنه عرضه على الحكومة ونال الموافقة. كما قدم أيضا العديد من المقترحات من بينها منحة الهندام ومنحة التوثيق من أجل أن يكون الإمام في أريحية تامة خلال أدائه لمهامه. وفي شأن الأئمة الذين سيفوزون بالمسابقة شدد محمد عيسى على أن وزارته تركز حاليا على التكوين في جميع الجوانب قبل اتخاذ إجراءات في حق الذين يحملون أفكارا غريبة، وبخصوص عزم السعودية على مراجعة تفاسير الموروث الديني بارك ذات المتحدث هذه الخطوة التي باشرتها العديد من الدول العربية كمصر، مضيفا أن الجزائر كانت السباقة في هذا المجال عندما مرت بتجربة العشرية السوداء. مولود صياد