في الطبعة الجديدة من الصالون الدولي للكتاب التي تجري فعالياته في قصر المعارض الصنوبر البحري، سيكون الجمهور على موعد مع الكاتب والإعلامي الدكتور محمد بغداد، الذي سيثير موضوع حساس ومهم في الساحة الإعلامية والثقافية الوطنية، والمتمثل في موقع وحقيقة الإعلام الديني، مفهوما وممارسة، وكذا علاقات المؤسسات الدينية مع المؤسسات الإعلامية، من جهة ومع الجمهور المستهلك لهذا النوع من الخطاب الإعلامي من جهة أخري، وهو الموضوع الذي يكون الكاتب قد حوله الى مشروع اعلامي يشتغل على قضاياه المتشابكة ويعمل على ملفاته المعقدة. في الطبعة الثانية والعشرين، من الصالون الدولي للكتاب، دخلتها دار بهاء الدين للنشر والتوزيع، بإصدار جديد للدكتور محمد بغداد، بعنوان (الأزمة الإعلامية للمؤسسات الدينية)، وهو الموضوع الذي يتم التطرق إليه لأول مرة، عبر الاشكالية القائمة في المشهد الإعلامي، والجدل الديني، الذي تعرفه الساحة الوطنية، وبالذات في السنوات الأخيرة، وقد جاء كتاب (الأزمة الاعلامية للمؤسسات الدينية) متناولا لاشكالية محورية ومتجدزرة في الممارسة اليومية، عبر ما يتجلى من الإنتاج الإعلامي لمختلف الفاعلية في الساحة الإعلامية والثقافية، وحسب الكاتب تتمحور في التعامل مع تلك الاسئلة الكبرى، التي تفرضها التحولات الإعلامية والاجتماعية الكبرى، التي تعرفها الساحة اليوم، خاصة ما تعلق منها برؤية وسلوكات الأجيال الجديدة، من فئة الشباب، التي تمتلك احترافية متميزة في التعامل مع التقنيات الإعلامية للتكنولوجية الاتصالية الجديدة، وهو ما جعلها تمتلك فضاءات واسعة تقدم فيها تعبيراتها وانطباعاتها ومواقفها من المنتوج الإعلامي، الذي يسوقه المؤسسة الدينية، وهي ردود الفعل التي في الغالب لا تنساق ورغبات ورؤية وذوق ممثلو المؤسسة الدينية، ولكنها في الوقت ذاته حسب المؤلف تعتبر مادة بحثية أولية، لها قيمتها الاجتماعية والمعرفية، جديرة بالدراسة. من جهتها، اختارت دار الحكمة، أن تسجل حضورها في الصالون الدولي للكتاب، وتقدم مساهمة في موضوع الإعلام الديني، عبر الاصدار الجديد للدكتور محمد بغداد، الموسوم ب (صناعة الرسالة في الاعلام الديني) ، وهو الكتاب الذي جاء في شكل دراسة اكاديمية متخصصة، عمل فيها الكاتب على الاعتماد على المنهجية التحليلية، تجاوزت الاربعين ومئتين من الصفحات، موزعة على ثمانية فصول، إضافة إلى المقدمة والخاتمة،التي قدم فيها المؤلف العديد من الاقتراحات والحلول للمعضلات التي تواجه مستقبل الإعلام الديني، وقد اعتبر الدكتور بغداد، أن الحديث المتزايد عن الاعلام الديني في السنوات الأخيرة، يجعل من ضرورة الانتباه إلى تلك التحولات العميقة التي عرفتها الممارسة الإعلامية الدينية، التي حققت درجات متقدمة من المستويات الانجازية، سواء ما تعلق بالوسائل الإعلامية أو الوسائط التواصلية، قد تمكنت من فرض حضور مكثف ومهيمن للقضايا الدينية في الحقل الإعلامي، وفرض انماطا مغايرة عن تلك المتداولة والتقليدية، خاصة بعد الميل القوى والاعتماد الشديد على الرهانات الإعلامية، وخوض الكثير من المغامرات والمشاريع الصحفية، الكبرى، والتي اصبحت تأثيراتها قوية ومتحكمة في السلوكات العامة، للكثير من الفئات الاجتماعية. إن الرهان الذي يعمل على انجازه الكاتب والإعلامي الدكتور بغداد، حسب ما يؤكده في كتابيه، يتمثل في الوصول إلى تلك المساحة من النقاش والفضاء من الحوار، لموضوع الإعلام الديني، الذي يرغب في أن يكون هناك نموذج للممارسة الإعلامية في الملف الديني، والارتقاء بالمؤسسات الدينية الجزائرية، إلى المستوى الذي تكون قادرة على انتاج خطاب، يستجيب لمتطلبات المجتمع من جهة، ويكون قادر على التكيف مع الثورات الإعلامية الجديدة، وقد سبق للدكتور محمد بغداد، أن مهد للموضوع من قبل، من خلال كتاب (الإعلام الديني في الجزائر، الخطاب والهوية)، الذي صدر في السنوات الماضية، وأثار الكثير من النقاش. سناء بلال