بعد خيبة الأمل التي ضربت الجزائر نتيجة تهاوي أسعار الذهب الأسود في سوق النفط العالمي لأزيد من عامين، هاهي هذه الأخيرة تعرف تعافيا تدريجيا لأسعارها كمؤشر أمل للجزائر لاستعادة توازنها المالي من جديد وتحريك عجلة اقتصادها مرة أخرى. * 80 دولارا للبرميل يسمح ببلوغ 2000 مليار دينار إيرادات إضافية في الجباية البترولية يتوقع الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن عية، تواصل ارتفاع أسعار النفط ليصل مابين 65 و66 دولارا للبرميل الواحد إلى غاية انعقاد اجتماع أوبك القادم، مؤكدا أن الارتفاع المفاجئ للأسعار كانت وراءه رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية للوصول إلى سعر ال 60 دولارا وذلك لحماية عملتها، مضيفا أنه لا يمكن التحكم في أسعار البترول على المدى المتوسط والبعيد للعوامل الظرفية التي تحكمه بالإضافة إلى حالة اللااستقرار في نمو الاقتصاد العالمي. وأفاد عبد الرحمن عية في اتصال هاتفي مع "الحوار"، أمس، أن من بين المؤشرات التي تعزز من توقعات استمرار ارتفاع أسعار النفط التأثيرات المالية ومواصلة الولاياتالمتحدةالأمريكية في دعمها للدولار، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج، بالإضافة إلى الصراع الحالي بين السعودية وإيران وامتداده إلى روسيا وأمريكا من باب قوة الإنتاج والاستهلاك والتصدير، مؤكدا في ذات السياق أن الخوف من نقص الإمداد سيساهم بشكل كبير في استمرار ارتفاع الأسعار. كما أشار الخبير الاقتصادي إلى التأثير الكبير على الأسعار والذي قد ينتج عن دعم روسيا لإيران، مؤكدا أن هذا التوافق قد يساهم في وصول سعر البرميل الواحد إلى 70 دولارا. وعن تأثيرات ارتفاع أسعار النفط على الأزمة الاقتصادية في الجزائر، قال ذات المتحدث إن بلوغ سعر البرميل الواحد من النفط إلى 80 دولارا سيكفي لسد العجز المتوقع في ميزانية 2018، باعتبار أن الإيرادات الإضافية في الجباية البترولية ستبلغ 2000 مليار دينار في حالة بلوغ البرميل الواحد عتبة ال 80 دولارا. * نشوب توتر مسلح في السعودية سيجعل برميل النفط يتأرجح بين 65 و 70 دولارا من جهته، قال الخبير الاقتصادي، عمر هارون، إنه كان من المتوقع ارتفاع أسعار البترول لتصل إلى حدود قد تلامس ال80 دولارا، مضيفا أن هذا الواقع سيدعمه انخفاض درجات الحرارة في الدول الأوروبية مما يرفع من الاستهلاك، مع تراجع الاحتياطات الدولية عموما، واقع قد يستمر طويلا إذا حدث ما ليس الحسبان ونشوب توتر مسلح في المملكة العربية السعودية التي تشهد تسونامي سياسي في الأيام الأخيرة، وهو واقع سيجعل برميل النفط يتأرجح بين 65 و 70 دولارا في الثلاثي الأول من 2018، خاصة مع استمرار الصراعات في الشرق الأوسط –يضيف ذات المتحدث-. كما أكد عمر هارون في تصريح ل "الحوار"، أن هذا الارتفاع سيجعل ميزانية الدولة في أريحية مع احتمال الإبقاء على السعر المرجعي في حدود 50 دولارا، مضيفا أن الأريحية ستكون نفسية أكثر منها اقتصادية، باعتبار أن الحكومة ستمول نفسها عن طريق طبع النقود، لكنها ستدعم قيمة الدينار من خلال عائدات المحروقات التي سترتفع لترتفع أرباح الجزائر من البرميل. وباعتبار أن التكلفة الإجمالية للبرميل الجزائري في حدود 20.5 دولارا أمريكيا، يقول ذات المتحدث إن الجزائر ستواصل على حذرها المالي وتقليص حجم الواردات، مع محاولة إنعاش الاقتصاد المحلي لكنها ستفعل كل هذا في ظل أريحية مالية تخولها مساحة أوسع من الحركة والمناورة، مطالبا في ذات السياق باستغلال هذه الأريحية لتطبيق إصلاحات اقتصادية وهيكلية أعمق في الاقتصاد الوطني. سمية شبيطة