شهد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي حالة غليان ساخنة منذ الدخول الجامعي المنصرم بعد تسجيل هذا الأخير سلسلة من الانتقادات بسبب جملة التجاوزات والنقائص التي عرفها، ويبدو أن كل محاولات الوزارة الوصية في تجميد الإضرابات وتهدئة الوضع باءت بالفشل خاصة في ظل تأزم الأوضاع وانتقال حالة الفوضى إلى عديد المراكز الجامعية ويتوقع توسعها بعد المحليات المقبلة. * اجتماع تكتل ثلاثية الجامعة بداية ديسمبر المقبل كشف الأمين العام للاتحاد العام للطلابي الحر صلاح دواجي في تصريحه ل"الحوار" عن عقد ثلاثية الجامعة (أساتذة وعمال وتنظيمات طلابية) خلال الأسبوع الأول من ديسمبر المقبل، بهدف التشاور على تحديد موعد الدخول في إضراب وطني تنديدا بأهم القضايا العالقة في القطاع. وأرجع دواجي أن تأجيل الحركة الاحتجاجية "الموحدة" إلى ما بعد الانتخابات المحلية تجنبا لتسييس المطالب المرفوعة، موضحا أن تكتل ثلاثية الجامعة يرفض استجابة الجهات الوصية لمطالب الجامعة لظرف سياسي فقط، ذاكرا الجامعات التي تشهد حركات احتجاجية على غرار جامعة مستغانم وكلية الآداب واللغات بالجلفة، وكذا جامعة قسنطينة إضافة إلى البليدة وأم البواقي. من جهته، حذرت نقابة أساتذة التعليم العالي على لسان منسقها الوطني عبد الحفيظ ميلاط من حالة الغليان والاحتقان التي تشهدها عديد الجامعات على مستوى الوطن، متوقعا انتقالها لكل المؤسسات الجامعية، معبرا عن استيائهم من غياب الوزارة الوصية عن المشهد الجامعي وسياسة "اللامبالاة" التي تمارسها الوزارة تجاه المطالب المرفوعة. وحمل المسؤولية الكبيرة إلى المسؤولين التنفيذيين الذي يعدون المؤثر داخل الوزارة، مؤكدا أنه ورغم التقارير التي تصلهم يوميا سواء من النقابات أو الأساتذة، إلا أنهم يتبنون دوما سياسة السكوت وعدم الاكتراث. * احتجاجات عارمة.. و5 جرحى بجامعة بومرداس على غرار الجامعات التي تشهد غليانا وفوضى عارمة على مستوى الوطن جامعة بومرداس بجميع كلياتها، حيث قام الطلبة بغلق أبواب الحرم الجامعي ومقاطعة الدراسة تنديدا بسوء التسيير على مستوى الإدارة ما يشكل تماطلا وعرقلة عديد الإجراءات، إضافة إلى تعنت مدير الخدمات الجامعية وتهديده لممثلي الطلبة بإحالتهم على المجالس التأديبية. وأدى تبني خيار الاحتجاج إلى تعرض 5 طلبة لإصابات بليغة الخطورة بعد تنظيمهم لوقفة احتجاجية، أمس، أمام مديرية الخدمات الجامعية بولاية بومرداس، وحسبما كشفت عنه مصادر مهتمة بقطاع التعليم العالي ل"الحوار" أن مدير الخدمات الجامعية عوض فتحه لأبواب الحوار مع الطلبة والاستماع لانشغالاتهم ضرب مطالبهم عرض الحائط، وتم إرسال "بلطجية" للاعتداء على الطلبة المضربين ما نجم عنه تسجيل خمسة جرحى تم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى عاصمة الولاية، وفي هذا الشأن استنكر الاتحاد الطلابي الحر على لسان أمينه العام صلاح الدين دواجي، في اتصال مع "الحوار" هذا الفعل كاشفا عن رفع دعوى قضائية ضد الجهة المسؤولة. وفي مقدمة مطالب طلبة كليات جامعة بومرداس ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة خاصة تجاه تعنت الإدارة إزاء تحقيق لائحة انشغالاتهم الشرعية، وكذا إعادة النظر في قلة وجود عقود شراكة مع الشركات البترولية الجزائرية والأجنبية، وتوجيه الطلبة اليها يتم بمقياس المحاباة و"المعريفة" على حد قول المصادر ذاتها، إضافة الى عدم دفع منح التربصات وتسجيل عجز في التأطير وتأخر في الدروس على مستوى كل التخصصات وغيرها من المشاكل العالقة. * فضائح مسابقات الدكتوراه تتواصل.. وفي سياق متصل كشفت نقابة "الكناس" مؤخرا عن تسجيل فضيحة صنفت من العيار الثقيل تتعلق بنتائج مسابقة الدكتوراه، حيث نشر منسقها الوطني عبد الحفيظ ميلاط قائمة النتائج النهائية للمسابقة، واتضح من خلالها نجاح البعض بمعدل 2 و 3 على 20 في بعض التخصصات، وآخرين لم يتجاوز معدل الناجحين فيها 10 على 20. وتتعلق هذه النتائج بتخصص تسيير محاسبي وتدقيق بجامعة غرداية وورقلة، فيما شهدت بعض المسابقات نجاح طلبة بمعدل 3 على 20 على غرار تخصص تسيير محاسبي وتدقيق بجامعة غرداية، الى جانب جامعة الجلفة التي سجلت تجاوزات في النتائج النهائية "الكارثية" للمسابقة فيما يخص تخصص الأدب الشعبي. ودعا رئيس الاتحاد العام للطلابي الحر صلاح دواجي الى ضرورة إقرار تدابير صارمة تضمن نزاهة مسابقات الدكتوراه على المستوى الوطني وإعطائها نفس القيمة الممنوحة لمسابقة امتحان شهادة البكالوريا. * طلبة المدارس العليا يخرجهم هاجس البطالة إلى الشارع تعيش المدارس العليا على المستوى الوطني (المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة والقبة، قسنطينة والأغواط) انسدادا في الأسبوع الثاني للإضراب جراء تخلف وزارة التربية الوطنية في الالتزام بوعودها المتعلقة بتوظيف طلبة المعاهد العليا بمجرد تخرجهم. تخوف الطلبة من هاجس البطالة أجبرهم على تبني خيار الاحتجاج ومطالبة وزارة التربية الوطنية بالالتزام بالاتفاقية التي تنص على توظيفهم مباشرة بعد التخرج، حيث تم تسجيل عدد كبير منهم في القوائم الاحتياطية لمسابقات التوظيف. هجيرة بن سالم