أوضح القيادي ورئيس كتلة "حمس" في البرلمان، ناصر حمدادوش، أن التصريح الذي أدلى به حول الشيخ محفوظ نحناح حينما قال بالحرف: "لا يوجد شيء اسمه مرجعية الشيخ نحناح"، معتبرا أن المزايدين على الحركة أخرجوا التصريح من سياقه: "تكلمت عن مرجعية الخيارات والقرارات وهي المؤسسات وليس الأشخاص"، مضيفا "نحن أمناء على منهج وفكر ورصيد الشيخ محفوظ نحناح". تعرضتم لانتقاد شديد حول تصريحكم بأن مرجعية حمس ليست الشيخ محفوظ نحناح، لو وضعتنا في الصورة؟ الحديث عن المرجعية التي فهمها ممثل الأفلان في الشيخ محفوظ نحناح عليه رحمة الله في خيار المشاركة في الحكومة فقط، وهو أكيد لا يعرف ما معنى المرجعية، وأنا تكلمت عن مرجعية الخيارات والقرارات وهي المؤسسات وليس الأشخاص. – إذا كانت مرجعية "حمس" ليس الشيخ نحناح رحمه الله، فما هي مرجعيتها؟ في المؤتمر صادقنا على لوائح الحركة، وضمن مرجعيتها في القانون الأساسي والسياسة العامة، هي: الإسلام، وبيان أول نوفمبر، والدستور، وقوانين الجمهورية، وتراث الحركة الوطنية، وجمعية العلماء، والرصيد الفكري والسياسي والتاريخي للحركة. والأكيد إن موقع الشيخ محفوظ نحناح عليه رحمة الله في هذا التراث هو الأول والرائد فيه. الحديث جاء في معرض الحديث عمن يزايد علينا بالانحراف عن منهج الشيخ في خياراتنا ومواقفنا السياسية، وهي خيارات المؤسسات وليست للأشخاص. تصريحك اعتبره البعض أنه سابقة في تاريخ الحركة.. وتقليل من قيمة الشيخ محفوظ نحناح؟ نحن أمناء على منهج وفكر ورصيد الشيخ محفوظ نحناح عليه رحمة الله، وهذه المسألة ليست للنقاش أو الجدال، وهي مسؤولية مؤسسات الحركة في الحفاظ عليها وتكريسها، وحديثي هو الوفاء لما تربّينا عليه على يد الشيخ المؤسس رحمه الله، هو رأي الجماعة وحركة المؤسسات والاحتكام إلى الشورى والآلية الديمقراطية، بعيدا عن الشخصانية. بصيغة أخرى، ما هو وزن الشيخ الراحل نحناح في تسطير توجهات ورؤى حمس اليوم؟ الحمد لله.. المنصف والمحايد والبعيد عن الخلفيات والأحكام الجاهزة والاستغلال السيء بسوء الظن يدرك السياق الذي تحدثت فيه، وهو سياق خيار المشاركة في الحكومة، وكأنه خيار استراتيجي، وليس مجرد موقف تكتيكي تفرضه نتائج الانتخابات وظروف البلاد ومعطيات كل المرحلة.. اختزال مرجعية الشيخ محفوظ نحناح عليه رحمة الله ومنهجه في المشاركة في الحكومة خطأ وليس صحيحا.. وذكرتُ في الحصة أن عمر الشيخ في المعارضة أطول من حياته من المشاركة في الحكومة، وتراث الشيخ وما تكوّنا وتربّينا عليه هو ما يحدونا الآن في خياراتنا ومواقفنا ولا يزايد علينا في ذلك أحد. منهج المشاركة في فكر الشيخ هو المشاركة السياسية العامة والخيار السلمي وفق منهج الوسطية والاعتدال، والذي يقابل خيار السرية أو خيار العنف أو الاستقالة الطوعية من الاهتمام بالشأن العام.. ممثل الأفلان قال إن منهج الشيخ نحناح هو الوسطية والاعتدال، عكس رئيس الحركة الحالي عبد الرزاق مقري الذي يعتمد الراديكالية؟ يعني هناك اختلاف في التوجه بحسبه.. ماذا تردون؟ أقرب قيادي ملازم للشيخ المؤسس عليه رحمة الله، وعضو في المكتب التنفيذي الوطني للحركة بدون انقطاع منذ تأسيسها سنة 1991م هو الدكتور مقري، وهو الذي تشرّب وتربّى على منهج الوسطية والاعتدال منه مباشرة، ولا أدري ما المقصود بالراديكالية؟ هل معارضة السلطة والحكومة راديكالية؟ والسلطة نفسها تشهد بالوطنية والسلمية والعقلانية لنا داخل المعارضة، ومؤسسات الدولة مخوّلة قانونا بمتابعة نشاطات الأحزاب ومواقف قياداتها السياسية. هذا تسطيح وتسفيه لخيارات ومواقف الحركة، وهي خيارات المؤسسات (المؤتمر ومجلس الشورى الوطني للحركة)، المنعقدة دوريا، وليست خيارات ومواقف أشخاص، ومؤسسات الحركة هي المخوّلة بتقييم رئيسها، والذي يحظى بالأغلبية الساحقة في كل الدورات، سواء في البرامج أو التقارير السنوية. سأله: نورالدين علواش