ينتظر سكان بلدية عشعاشة الكثير من المجلس البلدي الجديد، بعدما خاب ظنهم ممن تعاقبوا على تسيير المجالس البلدية ومن كانوا منتخبين على المستوى المحلي والوطني، ما يعني أن الرئيس الجديد للبلدية في امتحان عويص قد ينجح فيه إذا ما أعاد دفع عجلة التنمية. تقع البلدية المعروفة بكثافتها السكانية أقصى شرق ولاية مستغانم، على بعد 80 كيلومتر من مقر الولاية. وتتمتع بلدية "عشعاشة" بإمكانيات هامة في قطاع الفلاحة والسياحة، غير أن هذه الإمكانيات الطبيعية غير مستغلة ولم يتم الاستثمار فيها حتى حين كانت الأوضاع المالية تسمح بتحريك بعض المشاريع الاستثمارية في قطاعات معينة. وفي الوقت الذي لم يعرف فيه مقر بلدية عشعاشة توسعا عمرانيا واسعا خلال السنوات الأخيرة، مازال العشرات من سكان القرى والمناطق الريفية بالبلدية يعيشون الغبن وأوضاع معيشية صعبة.
* المشاريع التنموية السابقة لم تغير شيئا ويشير العديد من المتابعين للوضع التنموي ببلدية عشعاشة، ممن استطلعت "الحوار " آراءهم، إلى غياب بصمة تنموية واضحة على مستوى البلدية ذات الطابع الريفي والفلاحي، وأن ما أنجز رغم أهميته في قطاعات السكن والأشغال العمومية والري مدعاة للتثمين ويستدعي جهدا تنمويا مكملا، يقتضي إنجاز على سبيل المثال مرافق إدارية عمومية تخفف على سكان المنطقة عناء التنقل للاستفادة من خدمات مؤسسات إدارية. ويلح العديد من سكان عشعاشة على السلطات الولائية والبلدية إنجاز مشاريع تنموية استثمارية تسمح لشباب البلدية من تجاوز أزمة البطالة التي أحالت المئات من الشباب الجامعي إلى المقاهي، وشجعت البعض منهم على اختيار قوارب الموت تعبيرا عن استيائهم من الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها. وتعاني بلدية عشعاشة من نقص المنشآت السياحية رغم امتلاكها لشريط ساحلي مميز هو مقصد للمصطافين في موسم الاصطياف، كما تفتقر البلدية لمشاريع استثمارية كمصانع ومراكز تجارية، ومازال النشاط التجاري يمارس بطرق تقليدية رغم رمزية الأسواق التجارية الأسبوعية التي تشهدها البلدية التي يمارس سكانها الفلاحة والحرف التقليدية. * هل ينجح المجلس البلدي في بعث نفس جديد للتنمية وأمام المشاكل والانشغالات التي يطرحها سكان بلدية عشعاشة، والبعض منهما يخص أيضا توفير وحدات سكنية جديدة في صيغة السكن الريفي والاجتماعي، وتوفير مناصب عمل للشباب، يبقى السؤال الذي يطرح على مسؤولي المجلس البلدي الجديد المنتخب بعد الانتخابات المحلية لنوفمبر الماضي هو مدى قدرة الهيئة المنتخبة الحالية التي تسير البلدية، ويرأسها حاليا منتخب عن حزب النور، وهو رئيس سابق للبلدية، على تحريك التنمية المحلية بعشعاشة وإعطاء نفس جديد لها خاصة فيما تعلق بالمبادرات المحلية التي تستهدف الاستثمار المحلي الذي يكون رؤساء البلديات خلال هذه العهدة الانتخابية الجديدة مطالبين بتحريكه والتشمير عن سواعدهم بعد الضائقة المالية لم يعد بالإمكان إخفاء حدتها على المواطنين، الذين يترددون على البلدية لطرح انشغالات والتساؤل عن جديد التنمية. هذا، وترى العديد من الفعاليات الجمعوية النشطة ببلدية عشعاشة، أن العمل التنموي التشاركي لم ينمو بعد بالدرجة المطلوبة والغاية المنشودة، وأن المنتخبين لم يبادروا بعد باستحداث مجلس للتشاور المحلي حول أوضاع التنمية وانشغالاتها المتعددة وآفاقها المستقبلية، وأن هذا المجلس الاستشاري عاد ضروريا لتعميق التعاون المحلي بين كل طاقات البلدية البشرية التي يشار إلى أن العشرات من إطاراتها يشغلون وظائف سامية في الجامعة وقطاع التربية الوطنية والإعلام. * شباب بلدية عشعاشة: نريد أفعالا لا أقوالا هذا يصر العديد من شباب ببلدية عشعاشة، منهم جامعيون وخريجو مراكز التمهين، على ضرورة توفير مناصب عمل ثابتة لهم تحميهم من اليأس الذي يخيم على يوميات الكثير منهم، بل أن العديد من شباب بلدية عشعاشة يرى أن غياب أفق مهني واضح بالبلدية التي تبقى معزولة عن الحركة الاستثمارية جعل قطاعا واسعا من هذه الشريحة الشبانية تصاب بالإحباط وتضيع فرص هامة في تنمية البلدية من مداخليها المالية. وحسب أحد الشباب الذي يشتغل في قطاع النقل، فإن الشباب الجامعي بعشعاشة مازال يبحث عن مصيره ومستقبله ولا يلمس أي دعم من المسؤولين المحليين رغم ان البلدية تتحول إلى مزار في كل موعد انتخابي محلي. مستغانم: محمد مرواني