مازال سكان مدينة الولي الصالح، سيدي لخضر بن خلوف، يتطلعون إلى وضع تنموي أفضل يمنح بلديتهم الساحلية إمكانيات لاستقطاب الحركة الاستثمارية والسياحية، فهل سيتمكن الرئيس الجديد للبلدية، عبيد الناصر، من رفع التحدي ويكون عند حسن ظن المواطنين والجمعيات؟، أم سيكون مثل سابقيه مغيب وغائب عن المنطقة؟. هذا، وبعد تنصيب المجلس البلدي الجديد لبلدية سيدي لخضر، الذي يرأسه عبيد الناصر، يراهن المواطنون بالبلدية على تحقيق المسؤولين المنتخبين لتطلعاتهم وتلبية انشغالاتهم ،التي يبدو أنها لم تتغير رغم التوسع العمراني الذي شهدته البلدية خلال السنوات الأخيرة، وإنجاز عدد من المشاريع التنموية في قطاع التجهيزات العمومية. الشغل والسكن أهم مطالب سكان المناطق الريفية يلحّ العديد من سكان قرى بلدية سيدي لخضر التي تحصي أزيد من خمسين "دوار " على توفير السكن الريفي، بعد أن قطعت البلدية خلال السنوات الماضية، شوطا مهما في توزيع العشرات من الحصص السكنية في صيغة السكن الريفي. ويشدد عدد من سكان قرية سيدي لخضر بن خلوف، التي يقع بها ضريح الوالي الصالح الذي سميت البلديه عليه تيمنا بجهاده ونضاله في وجه المستعمر الإسباني، يلح سكان هذه القرية على توفير السكن وتخصيص فرص عمل لشباب المنطقة الذين يتخذون من التجارة الموسمية خلال الصيف عملا غير قار وثابت، ليعود الكثير منهم إلى بطالة التي أحالت العشرات من شباب بلدية سيدي لخضر إلى المقاهي وإلى التفكير في بدائل مؤسفة، منها الانتحار في قوارب الموت و"الحرقة ". من جهة أخرى، ينتظر سكان قرى الزعمايش وأولاد سي العربي إنجاز مشاريع سياحية بمنطقة الميناء الصيغير، التي يقع بها شاطئ هو مقصد الآلاف من المصطافين كل عام، بالإضافة إلى شاطئ عين ابراهيم. والبارز أن هذه الشوطئ لا تقع بها مرافق سياحية موجهة للأسر والعائلات، ولا تستقطب أي حركة استثمارية، الأمر الذي يثير استياء منتخبين ومسؤولين على المستوى المحلي، ويعتبره البعض منهم أنه واقع مر أضاع على بلدية سيدي لخضر مداخيل مالية معتبرة كان يمكن الاستثمار فيها على مستوى تنمية البلدية التي مازالت العديد من طرقاتها الداخلية مهترئة وفي حاجة لترميم. وخارج التجارة وعزوف شباب بلدية سيدي لخضر عن ممارسة النشاط الفلاحي، لا تتوفر بلدية سيدي لخضر إلا على دار للشباب ومركز ثقافي وملعب مازال بحاجة لترميم وصيانة لمنشآته الداخلية، فيما لا يجد الشباب هناك أي مصنع يمكن أن يتسقطب يدا عاملة ويخفف من الضغط الموجود على السلطات المحلية في التكفل بمشكل البطالة، فالمرملة الموجودة بببلدية سيدي لخضر، والتي يسيرها مجلس إدارة من البلدية مازالت تستقطب عددا محدودا من العمال، فيما يلح العديد من الشباب الجامعي ببلدية سيدي لخضر على توفير مناصب عمل في قطاع السياحة والخدمات والسماح لهم بالاستفادة من مؤهلات بلديتهم السياحية. السلطات المحلية تسعى لإنجاز مشاريع حسب الاحتياج هذا، وسبق لعبيد الناصر، رئيس بلدية سيدي لخضر، أن سير المجلس البلدي خلال عهدة 2007 -2012، وأعلن المير العائد أن العمل التنموي المحلي الذي سترتكز عليه بلدية سيدي لخضر، سيشمل تسجيل واقتراح مشاريع تنموية جديدة، منها اقتراح إنجاز طريق اجتنابي من الجهة الجنوبية لبلدية سيدي لخضر يوصل إلى منطقة الضريح، كما يراهن المجلس على فك العزلة عن العديد من القرى والمناطق الريفية التي تقع قربها أودية تعيق تنقل المواطنين، كلما تساقطت كميات معتبرة من الأمطار. وقال رئيس بلدية سيدي لخضر، أن المجلس يتعاون مع كل القوى الحية والفاعلة في العمل التنموي من سلطات الدائرة ممثلة في رئيس الدائرة الذي ساهم في إعادة بعث العديد من المشاريع والجمعيات التي يراهن على دورها في اقتراح تصورات جديدة لبناء مستقبل البلدية التنموي من دون إغفال الجانب السياحي الذي تتوفر فيه بلدية سيدي لخضر على مؤهلات في غاية الأهمية لم تستغل بعد بالشكل المطلوب. هذا، وشرع المجلس البلدي المنتخب ببلدية سيدي لخضر، في تحديد أولويات المشاريع التنموية التي ستنجز خلال السنوات القادمة. اعادة الاعتبار لتاريخ المنطقة وطابعها السياحي هذا، وترافع العديد من الجمعيات الفاعلة ببلدية سيدي لخضر عن ملف إعادة الاعتبار لتاريخ بلدية سيدي لخضر ،الذي يؤرخ لشخص المجاهد والولي الصالح سيدي لخضر بن خلوف، إذ تطالب بعض المنابر الجمعوية التي استطلعت "الحوار" رأيها في الموضوع، عن إنجاز مرافق سياحية تسمح باستقبال ضيوف البلدية الذين يزورونها من كل مناطق الولاية قاصدين ضريح الوالي الصالح سيدي لخضر بن خلوف، الذي يحتفل بتاريخه في مهرجان سنوي، كما تلح بعض الشخصيات المثقفة على إعادة الاعتبار للجانب الديني الذي كان يرافق مهرجان سيدي لخضر بن خلوف عبر الأنشطة الدينية التي كانت تنظم بقرية سيدي لخضر بن خلوف، التي يطالب البعض بجعلها مزار لكل المصطافين، وضيوف المنطقة الذين يحضرون للاحتفال بطعم سيدي لخضر ومهرجانه السنوي. مستغانم: محمد مرواني