في الوقت الذي كنّا نحتفل فيه نحن الجزائريون كغيرنا من شعوب ودول العالم بالعيد العالمي للعمال، كان سكان مملكة السويد وسكان شمال أوروبا عموما مثل النرويج، يؤدون واجبا آخر، يعتبر من أهم الواجبات التي تؤدى قبل الثالث من ماي من كل سنة. يتلخص هذا الواجب بإعادة استمارات سواء إلكترونيا أو عن طريق مكاتب مصلحة الضرائب المتواجدة في مختلف الدوائر، حيث يراجع كل مواطن استمارته التي استلمها إلكترونيا أو عن طريق البريد من مصلحة الضرائب قبل شهر أو أكثر، لينظر بلغة الأرقام ما دفع من ضرائب خلال سنة كاملة، وما ستعيد له الدولة في حالة ما إذا دفع أكثر من اللازم، أو ليدفع الفارق المنقوص إن كان قد دفع أقل من المطلوب أو أن تكون العملية صحيحة، فلا هو مجبر ولا الدولة مجبرة على ذلك. هذا هو في حقيقة الأمر عيد العمال الحقيقي الذي نريد، أن يكون في الدولة عمل وعمّال، ضرائب تسدد وحقوق وواجبات تؤدى، الكل تحت القانون، الكل يفيد ويستفيد. وعيد العمال لن يكون عيدا حقيقيا إلاّ إذا احترمت الدولة أصحاب هذا العيد، من عمّال وموظفين، أعطتهم حقوقهم اللازمة من رواتب محترمة، ضمان وخدمات اجتماعية وصحية راقية، تتكفل بهم بعد تقاعدهم، وتجبر أصحاب المال بدفع الضرائب لتساعد بها المحتاجين وغير القادرين على العمل، تخطط وتفكر في الأجيال القادمة في المجال التعليمي والتربوي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي. عيد العمال ليس فقط فرصة لكي يستريح العامل ليوم كامل مدفوع الأجر في بيته، بل هو حدث أكبر من ذلك بكثير، هو حدث اجتماعي وثقافي، هو تعبير عن المواطنة، عن الشراكة في هذه الحياة، هو التزام شخصي وجماعي من أجل النهوض بالوطن، الدفع بعجلة الاقتصاد إلى الأمام، وبذل أكبر جهد ليتحسن الوطن ويزدهر. عيد العمال هو أن تؤدي ما عليك من واجبات اتجاه دولتك والمواطنين، وأن تكون لك حقوقا من دولتك وشركائك في هذا الوطن كذلك، عيد العمال فرصة أخرى لغرس ثقافة العمل وبذل الجهد ودفع الدولة وأصحاب المال لخلق مناصب العمل.