مازال قطاع السياحة بولاية مستغانم رغم ما أنجز من منشآت سياحية بمنطقة التوسع السياحي ل"الصابلات" يواجه مشاكل عديدة أهمها غياب أي رؤية محلية في دعم البلديات الساحلية الكبرى التي تستقبل في كل موسم اصطياف الآلاف من المصطافين القادم بعضهم من ولايات الجنوب الجزائري. بعض المنتخبين المحليين في بلديات الجهة الشرقية لولاية مستغانم المعروفة بطابعها السياحي نقلوا ل"الحوار" استياءهم من الصلاحيات المحدودة المتاحة للمنتخب المحلي والأميار على وجه الخصوص للاستثمار في مؤهلات بلدياتهم الساحلية منها بلديات حجاج وسيدي لخضر وعشعاشة، هذه البلديات التي مازالت فقيرة من حيث المرافق السياحية. مصطافون يفضلون كراء منازل على المبيت بالفنادق ظاهرة كراء سكنات خلال الصيف أضحت أكثر انتشارا منذ سنوات، فقد علمت "الحوار "التي حققت في الموضوع أن العشرات من مالكي السكنات التساهمية والمنازل بالقرى المجاورة لشواطئ بلدية سيدي لخضر يقومون بكراء منازلهم للمصطافين وزوار مستغانم خلال موسم الاصطياف بأثمان تصل إلى 6000 دينار جزائري لليوم الواحد، كما أن العديد من مالكي هذه السكنات يقومون بكرائها في الخفاء بعيدا عن أي شكل من أشكال الرقابة. وبالرغم من وجود العشرات من الفنادق بمنطقة الصابلات بمستغانم التي شهدت إنجاز عدد من المنشآت السياحية إلا أن الانشغال الذي يطرحه المصطافون في كل موسم خاصة من الأسر القادمة من الولايات البعيدة والمجاورة لمستغانم ارتفاع تكاليف المبيت خارج نفقات الإطعام، إذ يتعدى سعر المبيت بأحد فنادق منطقة الصابلات عشرة آلاف دينار جزائري لليوم الواحد، ورغم المجهودات التي تبذلها مديرية السياحة لولاية مستغانم في التحضير لموسم الاصطياف المقبل سواء من خلال مشاريع مشتركة لتهيئة الشواطئ وقد انطلقت العملية منذ أسابيع.
مديرية السياحة تراهن على مبادرات الشركاء المحليين للنهوض بالقطاع مديرة السياحة التي نصبت حديثا على رأس قطاع السياحة والصناعة التقليدية بولاية مستغانم أشارت إلى شراكة يراهن عليها القطاع على المستوى المحلي مع البلديات التي تملك المؤهلات السياحية، إذ شرعت المديرية في تنظيم العديد من الخرجات الميدانية بالمناطق السياحية والشواطئ تحضيرا لموسم الاصطياف، كما عرضت مديرة القطاع تقريرا مفصلا عن واقع السياحة بمستغانم في دورة المجلس الشعبي الولائي الأخيرة التي ناقش فيها المنتخبون واقع القطاع على الصعيد التنموي وفي مجال الاستثمار المحلي، وتسعى مديرية السياحة إلى إنجاح موسم الاصطياف هذه السنة عبر تهيئة الشواطئ المفتوحة للحركة السياحية وتوسيع الإنارة العمومية وتنظيم ما يسمى بالأنشطة التجارية الموسمية بالمناطق السياحية. هذا وفتحت كل من بلدية حجاج وسيدي لخضر شاطئين هذا الموسم، وتسعى مديرية السياحة إلى تحديد تعداد الشواطئ المفتوحة هذا الموسم ليتجاوز تعدادها 25 شاطئا، فيما شرعت المديرية الوصية منذ العام المنصرم في تنظيم خرجات ميدانية للفنادق والمنشآت السياحية وهي خرجات تفتيش ومراقبة ومتابعة لدفتر الشروط الذي تعمل على أساسه المؤسسات السياحية.
وزير السياحة يتفقد واقع القطاع ومنتخبون يتطلعون لقرارات في الميدان وزير السياحة والصناعة التقليدية عبد القادر بن مسعود يعاين واقع التنمية في قطاع السياحة في زيارة ميدانية، ويقف وزير القطاع على تدشين فندق من الفنادق الجديدة التي أنجزت بالولاية، كما يقف على وتيرة انجاز العديد من المشاريع الاستثمارية بمنطقة كاب ايفي الواقعة بالجهة الشرقية للولاية. ويتطلع العديد من المنتخبين ببلديات الولاية الساحلية أن تحرك زيارة الوزير الجديد لقطاع السياحة ملف الاستثمار السياحي الذي مازال يراوح مكانه خاصة وأن الاستثمار في البلديات الساحلية يبقى معدوما، فبلدية حجاج وسيدي لخضر وعشعاشة تملك هذه البلديات شريطا ساحليا في غاية الأهمية إلا أنها تبقى فقيرة من حيث المنشآت السياحية والفندقية ولا تتواجد بها حتى مرافق بسيطة سياحية تستقطب العائلات خلال موسم الاصطياف. م. مرواني