يبدو أن معركة التربية الإسلامية لن تنتهي بعد بين وزارة التربية الوطنية والتنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية، الذي اتهموا بن غبريت بمحاولة المساس بعناصر الهوية الوطنية عن طريق تعمدها تقليص الحجم الساعي للمادة، منددين هذه المرة بإلغائها التام من امتحانات اثبات المستوى للطور الثانوي، معتبرين ذلك تمهيدا لتنفيذ مشروع أخطر تحضر له مصالح بن غبريت والذي يهدف إلى إلغاء مادة العلوم الإسلامية من امتحانات شهادة البكالوريا ومن التعليم الثانوي بصفة نهائية. وفي هذا السياق اتهم الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية، بوجمعة محمد شيهوب، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت بمحاولة تمرير مشروعها الخاص بإلغاء تدريس التربية الإسلامية من التعليم الثانوي، مستدلا بإقدام مصالح وزارة التربية الوطنية بحذف مادة العلوم الإسلامية من امتحانات اثبات المستوى التي ينظمها المعهد الوطني للتكوين عن بعد (المراسلة) في سابقة خطيرة جدا تؤكد على انتهاج بن غبريت لخطاب ازدواجي، ومضيها قدما في تنفيذ أهداف مخطط لها مسبقا، حيث أكد تعمد الوزارة إلغاء امتحان العلوم الإسلامية من السنة الثالثة والثانية ثانوي لامتحانات اثبات المستوى في العامين الماضيين، وأتمت مشروعها هذه السنة بإلغائها من امتحانات السنة الأولى ثانوي، رغم أن التلاميذ تسلموا كتبا ومراجع للمادة في بداية السنة. وأشار شيهوب في تصريح ل"الحوار" أن التنسيقية نددت عديد المرات بالخطوات التي تقوم بها وزيرة التربية والتي تهدف أساسا إلى إسقاط مادة التربية الإسلامية، وتقليص معاملها وحجمها الساعي في خطوة لتقليل قيمتها وتهوينها لدى التلاميذ، حتى يتنسى لها تنفيذ مشروعها الذي قال بشأنه الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الاسلامية، إنه مشروع جاهز وينتظر التنفيذ فقط وستتمكن الوزيرة بعد موافقة الحكومة عليه، من إلغاء مادة العلوم الإسلامية من امتحانات شهادة البكالوريا بصفة نهائية، مشيرا إلى أن فشل بن غبريت في تمرير هذا المشروع في المرة السابقة لم يثنها عن المحاولة من جديد عبر إيجاد صيغة أخرى تمثلت في اقتراحها تقليص امتحان الباكالوريا إلى ثلاثة أيام فقط، وهو ما سيمكنها من حذف مادة العلوم الإسلامية التي اعتبرتها الوزيرة مادة ثانوية من الامتحانات الرسمية وبالتالي إلغاء تدريسها من السنة الثالثة ثانوي في خطوة أولى لإلغائها نهائيا من التعليم النظامي. ودعا شيهوب في هذا الإطار السلطات بدءا من الحكومة مرورا بوزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى، إلى جعل مواد الهوية الوطنية "خطا أحمر" لا يمكن لأحد المساس به، مضيفا في هذه السياق أن بن غبريت تحاول الآن تغيير اسم المادة وتسميتها بالحضارة الإسلامية بدل العلوم الإسلامية، وهي تسمية يراد بها إلغاء تدريس قواعد الإسلام وأحكامه والاكتفاء فقط بتاريخ المسلمين. وأشار شيهوب إلى ضرورة الدفاع عن مواد الهوية الوطنية وعدم السكوت عن التجاوزات التي تحدث بصورة سرية، مؤكدا أن المرحلة الحالية بحاجة إلى تدعيم العلوم الإسلامية، من حيث الحجم الساعي والمناهج، وإضافة بعض الدروس التي تعالج الظواهر السلبية، متهما الوزيرة بمحاولة ضرب عناصر الهوية الوطنية من خلال تعمدها التقليل من أهمية هذه المادة. سهام حواس